قرى البحيرة "مغروسة" في الطين.. عزيزتي نادية عبده هذه الصور ليست خيالا

الإثنين، 29 يناير 2018 02:00 م

أحد طرق محافظة البحيرة بعد هطول الأمطار عليه

البحيرة - عصام النجار

تعاني قرى محافظة البحيرة حالة من الإهمال الجسيم والتهميش بسبب ما أسماه الأهالي بتجاهل المحافظة، وتقاعس الجهات التنفيذية عن زيارتها، والاهتمام فقط بزيارة المدن والطرق الرئيسية، وعقد لقاءات جماهيرية من خلال المكتب الخاص به وليس بالشارع.

ما يحدث الآن كارثة طبيعية للتجاهل سنوات، الشوارع غرقت في مياه الأمطار، القرى مغروسة في تلال من الطين، الصرف الصحي حصل على إجازة منذ سنوات، حياة كالموت تغطي النجوع والعزب.

في جولتنا بهذه القرى، قابلنا محمد عامر، موظف في قرية أبو يحيى التابعة لمركز شبراخيت، قال إن جميع الطرق المؤدية إلى القرية تعاني إهمالا شديدا، وعدم تجديد رصف الطريق من فترات طويلة، ما أدى إلى انهيارالطريق وتهديد حياه السائقين والمواطنين على الطريق يوميا بالموت.

في طريقنا إلى إيتاي البارود، حكى الأهالي: "أن الطرق الداخلية والخارجية الموصلة إلى طريق القرى تعاني من تكسير وحفر، وقدموا عدة شكاوى لمجلس المدينة ولكن دون جدوى"، وأرثوا الحال التي آلت إليها الطرق، التي تتسبب في كثرة حوادث التصادم خاصة في الشتاء بسبب الأمطار، التي تحول الأراضي الترابية والحفر إلى وحل ومستنقعات.

في الرحمانية حدث ولا حرج، اشتكي أهالي 15 قرية من إهمال الطرق الداخلية والصرف الصحي بالقرى التي أوشكت منازلها على الغرق، مثل قرى القهوقية وأشرك البلد وأبو خراش وعزبة الطويلة البحرية والطويلة القبلية وعزبة المصري، وصقر وأسيا وعزبة الخمسين وقرية بويط والجزائر وعزبة عامرومحلة الثابت.

قال أحد الأهالي ناعيا الحال: "إن المصلين لم يتمكنوا من الذهاب إلى المساجد لأداء الصلاة، لعدم رصف الشوارع المؤدية للمسجد، حيث تتحول الشوارع لبرك ووحل بسبب سقوط الأمطار".

وأما عن مركز ومدينة دمنهور، والتي يوجد بها 18 قرية متهالك البنية التحتية، فيقول الأهالي إنهم يعيشون حالة عدم الاستيعاب، ويتساءلون كيف نكون عاصمة المحافظة، ونصل إلى هذا الحد من عدم الاهتمام؟، فقرى المركز المظلومة سقطت من نظر المحافظ، وتبحث عما يداوي جروح مواطنيها، من قلة الخدمات الداخلية، والأساسية لحياة أى مواطن بسيط وأهمها الطرق.

وأشار أحدهم "إحنا مش عايزين أكل وشرب، إحنا عايزين أبسط حقوقنا، وهي الاهتمام بالوحدات الصحية والطرق فقط.

في مركز ومدينة كفر الدوار تقابلنا مع محمد صلاح أحد أهالي المركز، الذي قال إن 90% من شوارع المركزلم تر الرصف منذ قديم الأزل، رغم أن مركز ومدينة كفر الدوار من أكبر المراكزعلى مستوى المحافظة من حيث التعداد السكاني، وإن مدينة كفر الدوار مكتظة بالسكان ومع ذلك سقطت من خطة الرصف.

محمود أبوطالب أحد أهالي قرية ادفينا بمركز رشيد، قال إن المسئولين بديوان المحافظة ومجلس المدينة تجاهلوا معاناة الأهالي، فالطرق لا تصلح للسير عليها كيف سيذهبون إذن إلى أعمالهم ووظائفهم.. الروح غاليا يا ناس.

عبد الغنى ثابت أحد أهالي قرية دمتيوة مركز كوم حمادة، صرخ قائلا: إن أكوام القمامة أصبحت مخيفة، الروائح والأمراض يسيطرون على الخلق، ارحمونا يا ناس من اللي بيحصل في البحيرة، شوية مطرة هيموتوا آلاف، ومش عارفين نعمل إيه.

رمضان الشرقاوي رئيس رابطة شباب قرية كفر دمتيوة بمركز كوم حمادة وجه رسالة إلى السيدة نادية عبده محافظة البحيرة: "الوضع الحالى لا يبشر بخير، انظري إلى هذه القرى نظرة عطف، لا صحة لا ظافة لا طرق، المنازل ستسقط على رؤوس أصحابها".

سامح حلاوة أحد أهالي أبو المطامير "عايزين نعيش زي البني آدمين، حرام اللي احنا فيه مش عارفين نخرج من بيوتنا من المياه، محاطين من كل الجهات بمياه الصرف الصحي والأمطار، احنا بنغرق، أنقذونا عايزين رئيس مجلس مدينة يتصور عندنا".

واشار اهالى قرية " سرنبا "مركز المحمودية انه لا أحد من الاهالى أو تلاميذها يقدر يتحرك أو يخرج من منزله وقال شباب القرية لو فى أى بلد تانى كان اتشال بسببها رئيس مدينة أو حى أو حتى محافظ بنفسه.