كبسولة قانونية.. كل ما تريد معرفته عن حرمة الحياة الخاصة

الأربعاء، 31 يناير 2018 08:00 ص
كبسولة قانونية.. كل ما تريد معرفته عن حرمة الحياة الخاصة
صورة أرشيفية
علاء رضوان

الواقع والحقيقة يؤكدان أن الإنسان يتمتع بحرمة فى حياته الخاصة، الأمر الذى يعطيه الحق القانونى من منع أى انتهاك قد يتعرض له من خلال المساس بخصوصيته، فضلا عن نشر أى معلومات خاصة بها جرائم انتهاك حرمة الحياة الخاصة.

"صوت الأمة"، رصدت فى الحوار التالى مع المحامى محمود عبد القادر، مؤسس مبادرة "التوعية القانونية للصحفيين"، ماهية الحياة الخاصة للمواطن وصور الاعتداء عليه والعقوبة الخاصة به؟ 

 

ما هي الحياة الخاصة للمواطن؟

هى كل ما يصدر عن الإنسان من قول أو فعل بعيدا عن التدخل ودون أن يكون في استطاعة الآخرين الاطلاع عليه أو نشره بغير رضاه.

نطاق الحماية التي يكفلها القانون للحياة الخاصة يتوقف على رضاء صاحب الشأن بنشر الأخبار المتعلقة بحياته الخاصة، فالرضا في هذه الحالة يجعل الفعل غير معاقب عليه.

الحياة الخاصة هي فكرة نسبية تتوقف على صفة الشخص وأهمية الأعمال التي يقوم بها في المجتمع، فهي تختلف بالنسبة للشخص العادي عن نظيره المشتغل بالعمل العام، فمثلا لا يحق لك نشر الصورة الشخصية لشخص إلا بموافقة كتابية منه أما المشاهير فالكل يعرف صورهم الشخصية (صورة الوجه فقط) لذلك لا تحتاج لموافقة.

 

ما هى صور الاعتداء على الحياة الخاصة؟

- تسجيل أو تفريغ نص محادثة خاصة سواء كانت على الطبيعة أو عبر وسائل الاتصال.

- الحصول على صورة شخص في مكان خاص.

- إذاعة واستعمال التسجيل أو المستند المتحصل عليه بغير رضا صاحب الشأن.

- التهديد بإفشاء مضمون التسجيل أو المستند المشار إليه.

 

ما هى عقوبة انتهاك حرمة الحياة الخاصة؟

من القانون رقم 96 لسنة 1996 بشأن تنظيم الصحافة

المادة 21:

لا يجوز للصحفي أو غيره أن يتعرض للحياة الخاصة للمواطنين كما لا يجوز له أن يتناول مسلك المشتغل بالعمل العام أو الشخص ذي الصفة النيابية العامة أو المكلف بخدمة عامة إلا إذا كان التناول وثيق الصلة بأعمالهم ومستهدفا المصلحة العامة.

المادة 22:

يعاقب كل من يخالف أحكام المادتين السابقتين بالحبس مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.

من قانون العقوبات مادة 309 مكرر

يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة كل من اعتدى على حرمة الحياة الخاصة للمواطنين، وذلك بأن ارتكب أحد الأفعال الآتية في غير الأحوال المصرح بها قانونا أو بغير رضاء المجني عليه.

(أ) استرق السمع أو سجل أو نقل عن طريق جهاز من الأجهزة أيا كان نوعه محادثات جرت في مكان خاص أو عن طريق التليفون.

(ب) التقط أو نقل بجهاز من الأجهزة أيا كان نوعه صورة شخص في مكان خاص.

فإذا صدرت الأفعال المشار إليها في الفقرتين السابقتين أثناء اجتماع على مسمع أو مرأى من الحاضرين في ذلك الاجتماع، فإن رضاء هؤلاء يكون مفترضا.

ويعاقب بالحبس الموظف العام الذي يرتكب أحد الأفعال المبينة بهذه المادة اعتمادا على سلطات وظيفته.

ويحكم في جميع الأحوال بمصادرة الأجهزة وغيرها مما يكون قد استخدم في الجريمة، كما يحكم بمحو التسجيلات المتحصل عنها أو إعدامها.

مادة 309 مكرر (أ)

يعاقب بالحبس كل من أذاع أو سهل إذاعة أو استعمل ولو في غير علانية تسجيلا أو مستندا متحصلا عليه بإحدى الطرق المبينة بالمادة السابقة أو كان ذلك بغير رضاء صاحب الشأن.

ويعاقب بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنوات كل من هدد بإفشاء أمر من الأمور التي تم التحصل عليها بإحدى الطرق المشار إليها لحمل شخص على القيام بعمل أو الامتناع عنه.

ويعاقب بالسجن الموظف العام الذي يرتكب أحد الأفعال المبينة بهذه المادة اعتمادا على سلطة وظيفته.

ويحكم في جميع الأحوال بمصادرة الأجهزة وغيرها مما يكون قد استخدم في الجريمة أو تحصل عنها، كما يحكم بمحو التسجيلات المتحصلة عن الجريمة أو إعدامها.

 

ما هو المكان العام؟ وما هو المكان الخاص؟

المكان العام هو المكان الذي يتردد عليه الجمهور بصفة دائمة كالطريق العام والشوارع والميادين والطرق العامة، فالمكان العام هو كل طريق مباح للجمهور أن يمر فيه في أي وقت وبدون قيد سواء كان الطريق العام هذا في أرض مملوكة للدولة أو للأفراد.

كل ما يدخله الأشخاص دون تمييز وكذلك الاجتماع الذي يتم في مكان خاص لكن يستطيع أن يدخله الأشخاص دون قيد أو تمييز، وهناك أماكن خاصة تعد من قبيل الأماكن العامة بالتخصيص مثل المحكمة في حالة تردد المتقاضين عليها والمحامين والقضاء وأعضاء النيابة العامة، فهذه الأماكن ليست أماكن عامة بطبيعتها وإنما تصبح أماكن عامة نظرا للأغراض التي خصصت من أجلها.

المكان العام بالمصادفة: هو مكان خاص ولكن يكتسب صفة المكان العام صدفة، نظرا لوجود الأشخاص فيه لمناسبة ما مثل المحلات التجارية، ولكن يشترط لاكتساب هذا المكان صفة العمومية أن يتواجد فيه جمهور من الناس.

المكان الخاص: هو المكان الذي لا يسمح بالدخول فيه إلا لأشخاص تجمع بينهم رابطة خاصة كالمنزل أو السيارة الخاصة أو قاعة الاجتماعات الخاصة ولا يجوز لغيرهم الدخول فيه إلا بإذن خاص من صاحب الشأن.

 

ما أهمية التفرقة بين المكان العام والمكان الخاص؟

نطاق التجريم ينصب على التصوير والتسجيل فى الأماكن الخاصة فقط، لأن التواجد فى المكان العام يعد موافقة ضمنية على التصوير.

- يجوز التسجيل وإذاعته للشخص فى المكان العام كالمؤتمر مثلا والتقاط الصور له لأن المكان العام يجعل موافقته مفترضة.

ولكن يشترط ألا تنشر الصور بجوار كلام مسيئ لصاحب الصورة، وعدم التعديل فى الصور بشكل مسىء لصاحبها.

لاحظ: تتحقق جريمة الاعتداء علي الحياة الخاصة بمجرد تسجيل الحديث فقط دون إذاعته، وبمجرد التقاط الصورة دون نشرها.

- لا يشترط لوقوع الجريمة أن يكون المجني عليه عند تصويره في وضع لا يخجله أن يتطلع عليه الناس بل يكفى عدم موافقته على التصوير أو النشر.

إذا أردت نشر صورة خاصة لشخص حصلت عليها منه شخصيا أو بأية طريقة أخرى فاحصل على موافقة كتابية منه لأنها ستثبت رضاه والرضا فى هذه الحالة يبيح النشر.

- الأسرار المترتبة على أمراض جسم الإنسان والعمليات الجراحية التي تجري بشأنه تعتبر سرا من أسرار الحياة الخاصة التي لا يجوز إفشاؤها.

 

هل يحق لى نشر صور أو تسجيلات دون موافقة صاحبها لتأكيد صحة موضوعى؟

لا وإنما يحق فقط إبداؤها أمام القضاء لتبرئتك عند اتهامك.

 

شخص ما نشر صورة له فى مكان خاص على صفحته على "فيسبوك".. هل يحق لى كصحفى نشرها دون موافقة كتابية منه؟

لا باعتبار أن تلك الصور من الممكن أن تكون متاحة لعدد من الأصدقاء دون أن تكون متاحة للكافة، وورد ذلك في حيثيات حكم أول درجة في القضية رقم 25296 لسنة 2015 جنح قسم الجيزة الذى قضى بحبس الإعلامية ريهام سعيد سنة و6 أشهر وتغريمها 10 آلاف جنيه.

"إنه لا ينال من ذلك ما قرره دفاع المتهمة من أن صورها موجودة على مواقع التواصل الاجتماعي بشبكة الإنترنت، إذ إن ذلك لا يعدو أن يكون مبررًا لنشر وإذاعة تلك الصور باعتبار أن تلك الصور من الممكن أن تكون متاحة لعدد من الأصدقاء دون أن تكون متاحة للكافة الأمر الذي يثبت أن المتهمة قامت بنقل ونشر صور خاصة بالمدعية بالحق المدني، التقطت بعضها في أماكن خاصة وقامت بإذاعتها من خلال برنامجها التليفزيوني مما توفرت معه ركن العلانية، وكان ذلك بدون علم أو موافقة المجني عليها على إذاعة، ونشر تلك الصور أو حتى موافقتها على حيازة المتهمة لها قاصدة من ذلك إفشاء وإذاعة تلك الصور بملء إرادتها الحرة، وعن طواعية واختيار.

لا يبرئك أن هدفك عرض حقيقة الواقعة وتوكيد صحتها، وقد ورد ذلك أيضا في حيثيات الحكم السابق:

 "ولا عبرة هنا ببواعث ذلك، ومن قول المتهمة ببرنامجها أنها قامت بإذاعة تلك الصور حتى لا تكون كاذبة، ولعرض حقيقة الواقعة ولتوضيح أن المدعية بالحق المدني تدعي البطولة وحرصا على المصداقية".

حذار نشر الصور المتداولة بمواقع التواصل الاجتماعى دون وعى.

مثال: نشر شخص مشهور على صفحته على فيسبوك صورة لزوجته مع «رجل» واتهمها بالزنا.

 

هل يحق لى التخفى والتقاط صور في مكان خاص لكشف الحقيقة مثل: "بالفيديو كارثة داخل مصنع س تدوير منتجات منتهية الصلاحية" و"بالصور موظفة تقوم بعمل "فتلة" للمسئول فلان داخل مكتبه في أثناء ساعات العمل الرسمية"؟

لا؛ لأن هذا يعد انتهاك لحرمة هذا المكان الخاص.

مثال: حكم محكمة جنح مستأنف أكتوبر بحبس الإعلامية "منى عراقى" أسبوعا لاتهامها بتصوير مواطن دون علمه في برنامج «المستخبي»، وذكرت المحكمة في حيثيات الحكم أن انتهاك حرمة الحياة الخاصة لكشف ستر بعض الجرائم، لا يكون إلا بالضمانات التي كفلها القانون باستصدار كل ما هو منوط به ذلك قانونا سواء من النيابة العامة أو القاضي الجزئي لضبطها.

وأضاف: ليس للكافة أن يلجأوا في الحياة الخاصة بزعم نصرة الحق أو كشف مفسدة لما ينطوي عليه ذلك من مخالفة صريحة لنصوص القانون وما يحمل بين طياته من جلب مفاسد أشد ضررا باستباحة الحياة الخاصة من كل قاص ودان ومن غير المختصين بذلك قانونا.

وانتهت المحكمة إلى ثبوت ارتكاب منى عراقي للواقعة، بعد تفريغ مقاطع الفيديو بمعرفة الإذاعة والتلفزيون، والتي أظهرت الشاكي داخل مكتبه، وقالت له نصا: "الحلقة دي هتشوف فيها، إزاي الخلايا الجذعية بتتباع وتشترى، وبيتنصب بيها وبتتسرق"، وقالت خلال الفيديو: "احنا هندخل كأننا زباين عشان نكشف المستور ورا الصبايا".

ورأت المحكمة أن تلك العبارات تخص المدعي، ولو ثبتت في حقه لأدت إلى احتقاره والحط من كرامته، لأنها اتهمته بالنصب والسرقة والغش، وأنه يدير مكتبه بدون ترخيص، وكأن ذلك علنا من خلال قناة «القاهرة والناس»، ما يؤدي لوجود ركن العلانية في الجريمة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق