المصانع المتعثرة تبحث عن منقذ تحت القبة.. والبرلمان يناقش الحل

الأربعاء، 31 يناير 2018 12:00 م
المصانع المتعثرة تبحث عن منقذ تحت القبة.. والبرلمان يناقش الحل
طارق قابيل وزير الصناعة أمام البرلمان
مجدى حسيب

فى الوقت الذى تسعى فيه القيادة السياسية بخطى حثيثه لجلب استثمارات خاجية تستطيع من خلالها دفع عجلة التنمية، مما ينعكس بشكل إيجابى على الإقتصاد المصرى الذى عانى على مدى السنوات الماضية حالة من الإضطراب، تبقى أزمة المصانع المتعثرة، أحد الملفات الشائكة على طاولة الحكومة الحالية، والتى أكد وزير صناعتها أن تلك الأزمة وهمية.

 

يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه إتحاد المستثمرين أن عدد تلك المصانع يصل لـــ"8000 مصنع" وهو ما يثير حالة من الجدل حول العدد الفعلى، خاصة أن الكثير من النواب طالبوا فى فترات سابقة، بتشكيل لجنة تقصى حقائق للوقوف على عدد تلك المصانع، وطبيعة أسباب توقف كل منها، ويظل السؤال عن عدد المصانع المتوقفة وأسباب توقفها والمتضررين من ذلك بلا إجابة.

مصنع متوقف عن العمل
مصنع متوقف عن العمل

 

رئيس لجنة الصحة باتحاد المستثمرين "8 الأف مصنع"

في هذا السياق قال الدكتور محى حافظ رئيس لجنة الصحة باتحاد المستثمرين إنه لا يوجد إحصائيات رسمية بعدد المصانع المتوقفة أو المتعثرة في مصر، ولم تقم أي جهة برصد الأزمة على أرض الواقع، مشيرا إلى أنه على الرغم من ذلك فقد تبين من خلال الدراسات التي تم الحصول عليها من خلال بعض أصحاب هذه المصانع بالعديد من المناطق الصناعية تبين أنها تزيد عن 8000 مصنع، وأن هذه المصانع متعثرة بسبب التمويل والبنوك وهى مشكلة عامة لدى كثير من المصانع، بالإضافة إلى سوء الادارة، ومؤكدا أن هناك 45 ألف مصنع تعمل طبقا لإحصائية اتحاد الصناعات، منها 20 % متعثر.

رئيس إتحاد الصناعات"900 مصنع"

بينما أكد النائب محم دالسويدى رئيس اتحاد الصناعات في تصريحات صحفية إن عدد المصانع المتعثرة والمعلنة بشكل رسمي حوالي 900 مصنع وما يحتاج منها لتمويل ويمكن استعادة نشاطها 150 مصنعا فقط، أما باقي المصانع لها أسباب أخرى تتمثل في الإدارة أو دراسة الجدوى، وأن أحد الأزمات تتمثل فى عدم تفعيل قرار رئيس الوزراء بتفضيل شراء المنتج المحلي في الهيئات الحكومية.

بسنت فهمى" تشكيل لجنة تقصى حقائق"

وفى نفس السياق أكدت النائبة  بسنت فهمي، عضو اللجنة الإقتصادية بمجلس النواب، أن لجنة الصناعة هي المسئولة عن فتح ملف المصانع المتوفقة،  وأنه من المفترض أن يتم تشكيل لجنة تقصى حقائق للوقوف على طبيعة توقف تلك المصانع، مؤكدة أنها طالبت بها منذ أكثر من 6 أعوام، خاصة أن أسباب توقف المصانع ليست واحدة فبعض المصانع تهالك بها الماكينات وأخرى عليها ديون وتعثرت، ومشددة على أن أسباب توقف تلك المصانع ليست واحدة، وفتح الملف والوقوف على تفاصيل المشكلة يساعد على حلها لا بشكل فعال. 

مصنع غزل ونسيج متوقف عن العمل
مصنع غزل ونسيج متوقف عن العمل

 

 

النائب خالد عبد العزيز"نقص الخامات أحد الأسباب"

بينما قال النائب خالد عبد العزيز عضو لجنة القوى العاملة بمجلس النواب إنهم تقدموا قبل ذلك بطلب لفتح ملف المصانع المتوقفة التي معظمها من مصانع قطاع الأعمال والقطاع العام التي يعد السبب الأول لتوقفها نقص الخامات.

وأكد عبد العزيز في تصريحات خاصة لـــ «صوت الأمة» أن تلك المصانع تعاني بشكل أساسي من نقص الخامات التي يتم توفيرها بشكل لا يتكافئ مع احتياجات المصنع مما يتسبب في تعطل الماكينات مع الوقت، نتيجة عدم الصيانة، مشيرا إلى أن قطاع الغزل والنسيج، من أكثر القطاعات التي تعاني من تلك الأزمة، وهو ما يحتاج لأكثر من ست وزارات للعمل على هذا الملف وإعادة هيكلة تلك المصانع.

 

مارجريت عازر"المصانع بحلجة لمنقذ"

ومن جانبها طالبت النائبة مارجريت عازر عضو مجلس النواب، بإحياء المنتج المصري من خلال العمل على تطوير المصانع المغلقة وإمدادها بالماكينات الحديثة، مشيرة إلى أنها تؤيد الخصخصة بهدف إيجاد حل حقيقي للمصانع المتوقفة ، خاصة وأن لدينا رجال أعمال يستطيعون مساعدتنا بتجديد المكينات"، مشدده على أن بعض المصانع مثل حديد أبوزعبل أو غزل المحلة وصناعة السجاد بحاجة إلى منقذ.

حساسين يطالب وزير الصناعة باحصائية للمصانع المتوقفة

ومن جانبه تسأل النائب سعيد حساسين، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب السلام الديمقراطي، عن ما يثار حول وجود 4500 مصنع مغلقين، في الوقت الذي نحتاج فيه إلى وجود استثمارات كبيرة، خاصة مع سعي الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى إنشاء مصانع واستثمارات جديدة، حيث طالب حساسين،  وزير الصناعة، بإعداد إحصائية حول عدد المصانع المغلقة والمتوقفة وآلية تشغيل هذه المصانع، مشيرًا إلى أن مصر تمر بمرحلة تحتاج فيها إلى تشغيل المصانع لتحقيق نقلة مهمة كبرى.

مصنع متوقف
مصنع متوقف

 

وزير الصناعة"شكاوى المصانع المتوقفة وهميه"

ومن جانبه أكد المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة أن عددا كبيرا من الشكاوى التى وردت إلى الحكومة بشأن المصانع المتوقفة والمتعثرة كان وهميا، لافتا إلى أنه بعد المعاينة الميدانية اتضح للحكومة أن تلك المصانع هى مجرد مبان وهياكل تم إنشاؤها، موضحا أن تلك المبانى لا تعتبر مصانع.

وأضاف قابيل أن تلك المبانى تم بناؤها للحفاظ على الأراضى التى حصل عليها البعض، مشيرا إلى أن هذا الأمر مرفوض، حيث إن تلك الأراضى تم تخصيصها بأسعار مخفضة فى إطار دعم قطاع الصناعة، وأن الحكومة تتجه لسحب تلك الأراضى من مالكيها.

النائب طلعت خليل لوزير الصناعة مصانع السويس بدأت تغلق

ومن جانبه رفض النائب طلعت خليل التصريحات السابقة للدكتور طارق قابيل وزير الصناعة، والتى أكد من خلالها أن أزمة المصانع المتعثرة أزمة وهميه، واصفا تلك التصريحات بغير الدقيقة، مطالبا الوزير أن يؤكد ذلك من خلال الأرقام والنزول لأرض الواقع، وأن محافظة السويس التى يمثلها كنائب بها الكثير من المصانع بدأت تغلق بشكل كامل وأخرى أغلقت بشكل جزئى، منها شركة صناعة الزيوت المتكاملة والشركة الولية للكيماويات، وشركة تراست للغزل والنسيج، بالإضافة إلى بعض مصانع السيراميك على وشك الإغلاق، وعلى الوزير أن يثبت صحة كلامة وأن المصانع المتعثرة مجرد وهم.

تادرس قلدس يطالب وزير الصناعة بالبحث عن حل

وفى نفس السياق طالب النائب تادرس قلدس، المهندس طارق قابيل وزير الصناعة، بزيارة المحافظات، والبحث عن مشكلات المصانع المتوقفة على أرض الواقع، وخاطب قلدس الوزير قائلا"أين لمستك يا معالى الوزير، عايزينك تنزل كل محافظة تقعد فيها يومين تلاتة وتحل مشاكلها بدل قعدتك فى القاهرة، وتقارير رايحة وتقارير جاية بدون فايدة، الصورة مش واضحة، والمناطق الصناعية زى ما هى ومفيش جديد ولا تطوير ولا توسع".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق