بعد سقوط أسانسير بنها.. الصيانة في مستشفيات الصحة «بعافية»

هل تضع وزارتى الصحة والتعليم العالى "الصيانة"، ضمن أولوياتها؟.. فجرت حادثة سقوط أسانسير مستشفى جامعة بنها، العديد من الأسئلة الخاصة بسلامة أسانسيرات المستشفيات بشكل عام، خاصة أنها تعتبر وسيلة تنقل أساسية للمرضى والأطقم الطبية بين طوابق المستشفيات، والتى فى حال تهالكها وإهمال حالتها تؤدى إلى سقوط وفيات، كما حدث ببنها.

"الأمر لا يقتصر فقط على تهالك أسانسير مستشفى جامعة بنها، نحن لدينا تهالك كبير فى القطاع الصحى ككل، حتى أننا أصبحنا نعمل بآلات المفترض أنها محدد لها على سبيل المثال إجراء 1000 عملية قلب مفتوح، الآن تخطت الـ4 آلاف والـ5 آلاف عملية ولم يتم تغييرها، وفى الوقت نفسه نجد أن الأطباء يتم تحميلهم تلك الأمور، حال حدوث وفيات، هذا بالإضافة إلى أننا نعمل بخيوط وأدوات هى الأرخص دون النظر للبت الفنى"، ذلك ما أكده الدكتور خالد سمير أمين صندوق نقابة الأطباء الأسبق.

وأضاف سمير، فى تصريحات لـ"صوت الأمة"، أن ميزانية الصيانة غير موجودة مطلقا، ولا يتم إجراء أى صيانة للأجهزة الطبية إلا عقب توقفها عن العمل تماما، لافتا إلى أن الأجهزة الطبية يتم شرائها بعقود صيانة قصيرة، ولا يتم متابعتها بعد انتهاء العقود، قائلا:" كل الموضوع أرقام يتم الإعلان عنها، لكن الواقع مر".

أما المستشفيات الجامعية، فقال الدكتور خالد سمير:" تماما مثل نظيرتها التابعة لوزارة الصحة، بل تكاد تكون أسوأ، لأن مستشفات التعليم العالى لا تحصل على ميزانية من وزارة الصحة إلا حوالى 6 مليار جنيه، رغم أنها تعالج 40% من الحالات السريرية فى مصر، و70% من حالات الطوارئ والحالات المعقدة، مما يؤدى إلى عدم وجود صيانة، فلا وجود لمصطلح عمر افتراضى داخل وزارة الصحة".

فى سياق مُتصل، قال الدكتور هشام شيحة، وكيل أول وزارة الصحة الأسبق، لـ"صوت الأمة"، إن صيانة المستشفيات والتى تنقسم إلى نوعين "أجهزة طبية ومنشآت كمحطات الكهرباء والمواتير"، أمر يصطدم دائما بالميزانية المخصصة لها، بجانب نقص الكوادر التى يمكنها عمل ذلك، رغم أنه من المفترض أن لكل مستشفى الإدارة الهندسية الخاصة بها، وفنيين الصيانة، إلا أنه للأسف الشديد الميزانية ضعيفة، لذا فى حال زيارة أى مستشفى سنجد أن هناك الكثير من الأجهزة المعطلة، وأخرى تحتاج إلى قطع غيار".

وأكد ضرورة أن تحرص كل مستشفى على إجراءات الصيانة، وأن يهتم كل مدير مستشفى يتأمين نفسه وطلب الميزانية الخاصة للصيانة، لعدم تحميل نفسه أى مسئولية فى حال وقوع حوادث مثل حادثة بنها.

من ناحية أخرى، قال المهندس محمد النمر وكيل نقابة المهندسين، رئيس اللجنة الاستشارية العليا، إن النقابة أصدرت قرارا بتشكيل لجنة لمعاينة أسانسير مستشفى بنها الجامعي، الخاص بقسم الجراحة، بعد سقوطه، والذي أدى إلى وفاة 7 مواطنين وإصابة مواطن واحد.

وأضاف النمر، عضو لجنة الكود المصرى والعربي، في تصريحات لـ"صوت الأمة"، أن اللجنة تضم كلا من: الدكتور عبد الفتاح هاشم، نائب رئيس جامعة حلوان سابقًا، والدكتور إبراهيم هلال، أستاذ الهندسة الكهربائية بجامعة عين شمس، والمهندس سامح حمدي، وذلك لمعاينة الأسانسير الخاص بالحادثة، وتقديم تقرير للنقابة خلال 48 ساعة، لافتًا إلى أن اللجنة تستهدف الوقوف على حقيقة الحادثة وأسبابها، ودراسة ما تحتاجه مصر لعدم تكرار مثل تلك الحوادث بشكل عام.

وكان سقط أسانسير فى مستشفى بنها الجامعى بسبب الحمولة الزائدة وتهالكه مما أسفر عن مصرع 7 ضحايا و4 مصابين، وذلك مساء أمس الثلاثاء.