عودة السينمات المغلقة مسئولية الدكتورة إيناس

الأحد، 04 فبراير 2018 03:27 م
عودة السينمات المغلقة مسئولية الدكتورة إيناس
عادل السنهورى يكتب

كان الله فى عون وزيرة الثقافة الجديدة الدكتورة الفنانة إيناس عبدالدايم، فالمهام والمسئوليات الملقاة على عاتقها كثيرة وثقيلة فى نفس الوقت، فالوزيرة تتولى وزارة فى غاية الأهمية بالنسبة لمصر ولشعبها، فهى الوزارة المسئولة عن غذاء عقل المصريين ووجدانهم وزيادة وعيهم، وهى الوزارة التى ينضوى تحت مظلتها أكثر من قطاع، يستحق كل قطاع فيها أن يصبح وزارة قائمة بذاتها. 
 
لكن هذا قدر الدكتورة إيناس أن تجلس على المقعد الذى جلس عليه «أبو الثقافة المصرية» ومؤسسها الدكتور ثروت عكاشة الذى أحدث الثورة الثقافية التى روجت لأفكار ثورة يوليو وللجيل والمجتمع الجديد، فأنشأ السينمات فى كل مدينة وحى فى مصر ومئات من قصور الثقافة والمكتبات والثقافة الجماهيرية والمسارح والفرق المسرحية فى كل مكان.
 
سأطالب هنا الوزيرة الفنانة بشىء واحد فقط لأنه فى غاية الأهمية بالنسبة للمصريين وهو قطاع السينما الذى طالب السينمائيون منذ فترة أن يتحول إلى وزارة وهو يستحق بالفعل ذلك، فقد شهد هذا القطاع انهيارا كبيرا وتراجعا فى أعداد دور العرض فى كل مكان فى مصر، ففى زمن الأبيض والأسود – زمن الخمسينيات والستينيات-كان يوجد فى كل حى دار عرض تقريبا، يذهب إليها الجمهور لمشاهدة نجومه المفضلين.. كانت السينما بحالة جيدة.. يعتبرها الرؤساء صناعة أمن قومى وكانت بالفعل الدخل القومى الثانى لمصر بعد صناعة القطن.. الآن وبعد هدم وبيع أغلب دور العرض وإغلاق أكثر من 230 سينما، لم يبق منها شيئا سوى ذكريات عالقة فى أذهان العجائز الذين كانوا يتوافدون عليها وهم يتذكرون مشاهدتهم أفلاما لنجوم السينما القديمة فاتن حمامة وشادية وإسماعيل ياسين وفريد شوقى ومحمود المليجى، والعشرات غيرهم من النجوم.
 
الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة الجديدة مطالبة بوضع خطة عاجلة لإعادة إحياء دور العرض المغلقة التى فى طريقها للاختفاء والاندثار رغم ما سمعناه من الحكومات السابقة بعد 25 يناير بتخصيص مبالغ مالية للنهوض بالسينما المصرية، وللأسف٫ وزراء الثقافة السابقون لم يحركوا ساكنا لإنقاذ صناعة السينما وإحياء دور العرض المغلقة فى كل محافظة فى مصر.
 
وربما تتذكر الدكتورة إيناس اللقاء الذى عقدته الدكتورة فايزة أبو النجا مستشارة الرئيس للأمن القومى مع الفنانين والمثقفين بعد إعداد الرئاسة مشروعا قوميا للنهوض بصناعة السينما فى مصر، وناقشت مستشارة الرئيس وقتها وضع آليات هذا المشروع ومحاور تنفيذه والذى لم يتم شىء منه حتى الآن.
 
فى هذا اللقاء تناقش الفنانون وتحاوروا حول الحلول والاقتراحات ولم يتم تنفيذ شىء على أرض الواقع.. تقابلوا وتحدثوا وظلت الأزمة كما هى.. بل زادت وتعقدت أكثر من السابق.. فى ظل تراجع عدد السينمات والشاشات عاما بعد الآخر فى الدولة التى يبلغ تعدادها السكانى أكثر من 100 مليون ولا تملك سوى 250 شاشة عرض فقط، وتعتبر السينما وسيلة الترفيه الأولى فيها.
 
هذه مسئولية وزيرة الثقافة الجديدة التى تدرك جيدا أهمية السينما فى تشكيل الوعى للجمهور التى وصلت إلى حد الأمية الثقافية فى الآونة الأخيرة، والكارثة الحقيقية أن هناك محافظات بأكملها لا توجد فيها دار عرض واحدة مثل محافظة أسيوط التى تخلو من أى دار عرض، فالبلد التى أنجبت جمال عبدالناصر ومصطفى لطفى المنفلوطى وحافظ إبراهيم ونيازى مصطفى وسميرة أحمد ليست بها دار عرض واحدة.
 
محافظات ومدن كثيرة لا تقل حظا عن أسيوط، ففى القاهرة العاصمة تم إغلاق 61 دار عرض فى كل أحياء المدينة وفى وسط البلد كانت ثقافة ونزهة ومتعة لسكان العاصمة. وفى الجيزة نفس الحال حيث تم إغلاق 41 سينما فى المحافظة. 
 
العاصمة الثانية، الأسكندرية لم تعد كما كانت والسينمات انسحبت أمام غزو محلات الأطعمة السريعة والملابس، وتم إغلاق 34 سينما «المعمورة بالاس وسينما الحضرة وريفيرا وسينما رويال وبلازا وسينما ابيدوس وفينيسيا المنتزه واستراند محطة الرمل وغيرها»، وفى باقى المحافظات الحال يتحدث عن نفسه وتم هدم سينمات تحت أعين الحكومة فى المحليات رغم قانون المنع. 
 
فهل تفعلها الدكتور إيناس عبدالدايم وتعيد لمصر كنزها المفقود فى صناعة السينما المصرية؟

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق