في ذكرى رحيل ثومة.. من المسئول عن ضياع متعلقات ومقتنيات أم كلثوم؟.. قصة العقد

السبت، 03 فبراير 2018 05:13 م
في ذكرى رحيل ثومة.. من المسئول عن ضياع متعلقات ومقتنيات أم كلثوم؟.. قصة العقد
عادل السنهورى
عادل السنهوري

فى الذكرى ال43 لرحيل كوكب الشرق السيدة أم كلثوم 3 فبراير 1975 مازالت هناك قضايا كثيرة معلقة لم يتم حسمها رغم مرور هذه السنوات من وفاتها، ومازال الصراع مستمرا على تراث أم كلثوم الغنائى.. ومازال أيضا السؤال مطروحا بشأن المقتنيات والمتعلقات الخصة والشخصية للست. فهل هذه المقتنيات ملكية خاصة لورثتها يتصرفون فيها كيفما شاءوا.. سواء باعوها أو عرضوها فى مزادات ليحصل عليها بآلاف وملايين الدولارات هواه جمع التراث والمتعلقات النادرة التى تخص مشاهير العالم ليحرم ملايين الناس من مشاهدتها فى متحف خاص لهذه الشخصية المعروفة التى أصبحت ملكا للشعب بتراثها ومتعلقاتها وبفنها وابداعها وليس ملكا لشخص أو مجموعة أشخاص. لماذا غابت الدولة فى مصر عن جمع مقتنيات وتراث كوكب الشرق " ملكة قلوب وعقول العرب" منذ الثلاثينات وحتى الآن.والصوت الذى كان يجمع العرب أول كل شهر من المحيط الهادر الى الخليج الثائر مع صوت عبد الناصر. ولماذا تركت ورثتها يتصرفون فى مقتنياتها وأشياءها..؟

1
 

هل من المعقول أن يمر 43 عاما ولا يوجد للست متحفا يليق بقيمتها وقامتها وفنها وابداعها ودورها الوطنى ..وتصبح القضية صراعا بين الدولة والورثة..؟

شخصيا أتذكر ما حدث فى دولة الامارات العربية المتحدة وفى امارة دبى تحديدا عام 2008 عندما فوجئ ملايين من عشاق ثومة باعلان دار كريستنيز البريطانية الشهيرة عرض العقد النادر الذى أهداه المغفور لله الشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الامارات وحاكم أبو ظبى وقتها للسيدة أم كلثوم عند زيارتها للامارة عام 1971 فى اطار جولاتها العربية والعالمية لصالح المجهود الحربى لمصر فى استعدادها لمعرككة التحرير ضد العدو الصهيونى.

الشيخ زايد وأم كلثوم عام 79-70

وكان الشيخ زايد رحمه الله واحدا من عشاق الست وله تاريخ طويل في دعم حركة الفن في مصر، وكان حرصه على دعوة سيدة الغناء العربي أم كلثوم لزيارة أبو ظبي عام 1971، في عيد جلوسه الخامس أصدق دليل على اهتمامه بالوعي والثقافة والفنون. وتم الاتفاق على أن تقيم أم كلثوم حفلين في أبوظبي، حفل يحضره القائد والشيوخ والوزراء وضيوف الدولة، وحفل آخر للجمهور.

الشيخ زايد وأم كلثوم والمهندس محمد دسوقى

إلا أن المشكلة التي واجهت الإمارات في ذلك الوقت- كما ذكر الدكتور مانع سعيد العتيبة المستشار الخاص للشيخ زايد- هي مكان إقامة الحفل، فلم يكن هناك مسرح يكفي لاستيعاب عشاق أم كلثوم من المواطنين والمقيمين على أرض الدولة. وأكبر قاعة سينما كانت لا تتسع لأكثر من ستمائة مشاهد ولا يمكن بناء مسرح جديد خلال أيام قليلة تفصل بين موافقة أم كلثوم على الحضور وبين موعد الحفلين.

تم بعد ذلك الاتفاق مع النادي الأهلي الإماراتي لبناء مسرح مؤقت، في أسرع وقت على أرض النادي يتسع لحوالي خمسة آلاف كرسي. وعملت جميع الوزارات والدوائر كل في اختصاصه في الإمارات على إعداد المسرح وتجهيزه بما يلزم من معدات خاصة بالصوت والنقل السينمائي والتليفزيوني.

وبعد أن تم الاحتفاء بوصولها وتكريمها، قدمت أم كلثوم حفلين؛ الأول حضره الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات وحاكم أبوظبي آنذاك ونجله الشيخ خليفة رئيس الدولة الحالي، وقدّمت خلالها أغنيتي "الحب كله" و"أغداً ألقاك"

 

الشيخ زايد لدى استقباله الست

وعقب الحفل قدم لها الشيخ زايد خلال زيارتها هدية ثمينة عبارة عن عقد من اللؤلؤ الثمين صنع عام 1880 تقريبا، ويحتوي على 9 صفوف مكونة من 1888 لؤلؤة طبيعية مطعمة بالأحجار الكريمة، ويشبه بتصميمه القلادات الهندية.

وعقب اعلان صالة مزادات كريستى عرض العقد قامت الدنيا ولم تقعد وتناولت وسائل الاعلام الاماراتية الحدث وطالبت بضرورة استرجاع العقد بأى ثمن، وبالفعل قرر أولاد الشيخ زايد استرداده بأى ثمن وكان معروضا وقتها بحوالى 120 ألف دولار. لكن أعلن مدير الدار أن العقد تم بيعه بحوالى 1.3 مليون دولار ولم ترغب كريستي في الكشف عن هوية المشتري الذي قيل إنه جلس في الصف الأول في المزاد،.

وهذا العقد واحدا من قطع قليلة احتفظت بها أم كلثوم من مقتنياتها حيث إنها تبرعت بمعظم ثروتها خلال حياتها للقضايا الإنسانية ومن أجل الفقراء.

عقد أم كلثوم

اذن العقد تم شراءه بعيدا عن مصر وعاد الى أهله فى الامارات ونتمنى عندما يكون هناك متحفا ضخما لكوكب الشرق أن يتبرع به من اشتراه وأن يتبرع كل من يقتنى تراث واشياء أم كلثوم بما لديهم للمتحف.

الأزمة أن واقعة بيع عقد أم كلثوم الذى أهاه لها الشيخ زايد لم تكن الواقعة الأولى لورثة الست فى بيع مقتنياتها، ففى العام اللاحق اى عام 2009 أعلنت صالة كريستنيز للمزادات رغبة أسرة أم كلثوم فى عرض بعض مجوهراتها الشخصية للبيع فى مزاد علنى لتحقيق عائد مالى مرتفع . وكان من بين هذه المجوهرا 4 قطع تضم طقما مصنوعا من الزمرد واللؤلؤ ويشمل الطقم بروشا وسوارا وقرطين مع مندلين من مناديل الست الشهيرة. كما ضمت المعروضات قلادة متعددة الجدائل واللالئ الهندية والفيروز.

وكان أيضا من بين المعروضات فى المزاد بروشا من اللؤلؤ المستنبت أهداها الى كوكب الشرق شاه ايران السابق محمد رضا بهلوى(1919-1980) بمناسبة زفافه من الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق.

مازلنا وفى مناسبة الرحيل لأم كلثوم نطالب الحكومة بانشاء متحف ضخم يليق بالست وفنها وابداعها ودورها الوطنى والقومى، ويضم كل تراثها ومقتنياتها ومتعلقاتها الخاصة المتناثرة حول العالم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق