روب داعش الأسود.. الشعارات الدينية تهدد بإشعال حرب مقدسة داخل المحاكم (صور)

الأربعاء، 07 فبراير 2018 08:00 م
روب داعش الأسود.. الشعارات الدينية تهدد بإشعال حرب مقدسة داخل المحاكم (صور)
صورة أرشيفية
علاء رضوان ومحمد إبراهيم

واقعة تُعد هى الأغرب والأولى من نوعها داخل المحاكم المصرية، حيث ظهور أحد المحامين داخل قاعة إحدى المحاكمات أثناء حضور جلسة، مُرتدياَ روب المحاماة الأسود، مدون عليه كلمة التوحيد «لا اله إلا الله محمد رسول الله»، الأمر الذى بدوره اثار حفيظة عدد كبير من المحامين وخبراء القانون.   

 

تعميم الفكرة

قطاع عريض من المحامين، وصف المشهد بمجرد رؤيته بأنه يُنذر إلى حالة من الإنشقاق بين صفوف المحامين نتيجة اللغط التى من الممكن أن يحدث داخل المحكمة، فى الوقت الذى دعى فيه صاحب الروب «متولى الشرقاوى» إلى تعميم الفكرة بغرض تمييز أمة النبى محمد عن الجماعات والأحزاب.  

 

ليست حرب مقدسة

الواقعة جعلت المحامى أحمد عقده، عضو الجمعية العمومية، يُقدم نقداَ لاذعاَ للمحامى «الشرقاوى» بقوله: « دى مش زي حرب مقدسة ولا هو علم لدولة أو طائفة أو مؤسسة دينية، ولا مجال فيه للشعارات أيا كانت سواء دينة أو سياسية أو حزبية، ولو فتحنا المجال لوجدنا كل محامي يضع شعاره على الروب بما يناسب معتقده الديني أو توجهه السياسي أو حتى ما يراه مناسبا لحالته الإجتماعية». 

 

 
63776-27459841_2080101728943535_3395372946063124003_n

وأضاف «عقده» فى تصريح لـ«صوت الأمة» أن لسماح بهذا الأمر سيجعل المحامى المسيحى يضع «الصليب» وما يناسبه من معتقداته والشيعي «يا علي يا حسين»، أو إعلان لحزب أو مرشح أو رئيس وسيتحول زي المهنة لمجلة إعلانات ولأحدثت فتن لا يُحمد عقباها وستتحول ساحات المحاكم من النظر في قضايا الخصوم والدفاع عن الحقوق إلى ساحات للقتال وتبادل السباب والطعن في الأعراض والأشخاص وبدلا من الدفاع عن الحقوق ستتحول للدفاع عن المعتقدات والتوجهات.

 

كفاكم عبثا

وأضاف «عقده» أن منهة المحاماة أكبر من أن تختزل في شعار لطائفة أو حزب فهي شعارها الميزان أي العدل والعدل يدعو لنبذ كل ما يخالفه، فالمحاماة مهنة لا تتقيد بمعتقد أو توجه صاحبه، وردد قائلاَ: "كفاكم عبثا ومتاجرة بالأديان وتطويعها لخدمة مصالحكم الشخصية هذا الأمر يجب أن يُنكر ويقابل باستهجان حتى لا ينتشر بين السذج والمغيبيين».  

 

الفكرة قديمة

بينما، قال المحامى متولى الشرقاوى، صاحب واقعة الروب، أن الأمر ما هو إلا حرية شخصية وعلى الجميع أن يحترم حرية بعضهم البعض، مؤكداَ أنه فى 1995م ظهر روب مكتوب عليه لجنة الشريعة الإسلامية وكان معروف أن من يرتديه من جماعة «الإخوان»، ثم أعقبه بشهر تقريبا روب آخر مكتوب عليه أسرة محامين المستقبل ومعروف أن من يرتديه من «الحزب العربى الناصرى». 

 

458904-jjjj

وأضاف «الشرقاوى» فى تصريحات صحفيه، أن التيارين سالفى البيان كان معلوم عنهما أنهما  يحكمان النقابة فى ذلك الوقت، إلا أننى أردت تمييز أمة الحبيب عن الجماعات والأحزاب والطرق الصوفية، فكان هذا الروب المميز ولا يجرؤ محامى فى العالم أن يكتب على روبه شعار التوحيد-على حد وصفه-.  

 

محامى لمتهم داعشى

من ناحيته، قال سامح الجبالى، المحامى، أن كلمة التوحيد تُعبر عن منهاج المسلم الذى يجب أن ينعكس على تصرفاته ومعاملاته أكثر من أن تكون كلمة مكتوبة لا تتجاوز الروب المكتوبه عليه، مؤكداَ أن الواقعة تُعبر عن مزايدة فى حب الله ورسوله وأن الإيمان بالله ورسول الله صل الله عليه وسلم لا يحتاج التكلف والمزايدات حبهم مصدره القلب.

وتسأل «الجبالى» فى تصريح لـ«صوت الأمة» مازحاَ: «هل المحامى يُعبر عن متهم بالإنضمام  لأنصار بيت المقدس أو لتنظيم داعش»، مؤضحاَ أنه لا يوافق على ذلك حتى من باب أن لفظ الجلالة لا يصح كتابته على الملابس لأن الملابس تتعرق وربما يلبس على غير طهارة وربما يسقط على الأرض ويداس بالأقدام وعند غسله ربما يلامس أشياء غير طاهرة.  

 

تنطع وسذاجه

كما أكد الدكتور أحمد مهران، رئيس مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، أن الواقعة تدُل على إدعاء البطولة الزائفة من خلال تحدى المحامين بكتابة الشعر على روب المحاماة، وردد قائلاَ: «لا أدرى ما الجرأة في ذلك هذه ليست جرأة بل سذاجة وتنطع ودليل على محدودية الفكر».

وأضاف «أحمد» فى تصريحات خاصة، أن روب المحاماة ليس مكانا لتلك الشعارات ولا مكانا للإعلانات عن فكر أو توجه معين، إنما هو زي المدافع عن الحقوق وإرساء العدل والحق لا يعرف بالرجال إنما الرجال يعرفون بالحق، مُحذراَ من وقوع فتنة بين صفوف المحامين المسلمين والمسيحيين، كما حدث بوضع المصحف بالسيارة وتلاه وضع الصليب.  

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق