من "سابع جار" احذر: جريمة دينية وأخلاقية في الطريق إليك!

السبت، 10 فبراير 2018 04:00 م
من "سابع جار" احذر: جريمة دينية وأخلاقية في الطريق إليك!
مسلسل سابع جار
حسن الخطيب

في «مسلسل سابع جار»، الذي تعرض لانتقادات عديدة منذ اليوم الأول لعرضه، تقوم إحدى فتيات المسلسل، التي تجسد فتاة تخطت الـ 30 عاما، في مشهد تقوم فيه بالتوجه إلى عيادة طبيبة متخصصة في أمراض النساء، بهدف إجراء عملية جراحية «ربط المبايض» حتى لا يحدث لها حمل في حالة أن جمعت بينها وبين صديقها التي تسكن معه علاقات جنسية، بالإضافة لعدم حدوث رغبة في ممارسة الجنس تدعوها للقيام بالتجربة.

ذلك المشهد الذي تكرر واقعيا من بعض الفتيات ممن تخطوا الثلاثين عاما في المجتمع المصري، حيث ظهرت بعض الدعوات المؤيدة لهذا العمل، باعتباره عملا مشروعا في ظل تزايد عدد حالات العنوسة والتحرش الجنسي والخطف والاغتصاب.

تلك الدعوات التي ظهرت في مجتمعنا بين فتيات تخطين الـ30 عاما، منها ما ظهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها عبر الصداقات بين الفتيات، ممن ينادون بمثل تلك العمليات، دقت ناقوس الخطر لما تعد تلك العمليات انقلابا على كل ما يتحلى به المجتمع من مبادئ وأخلاق.

يرى علماء الشرع والاجتماع بأنها تشكل خطرا جديدا وافدا من الدراما، التي تؤثر سلبيا بدلا من وضع حلول لها، أصبحت تساهم في زيادة فجوتها، معتبرين أن تلك الدعوات تشكل خطرا كبيرا على المجتمع المصري، فلن تنطوي على الفتاة التي تقوم بها فحسب، ولكنها تشكل خطرا على قيم وأخلاق المجتمع المصري وفضائله، وسوف تخلق جيلا «عقيما» من الفتيات، وتصبح فيما بعد «موضة» لفتيات الثلاثينيات.

الدين بيقول إيه

«فجور وفسوق وعصيان».. بهذه الكلمات وصف علماء الدين والشريعة الدعوات التي تحرض على ارتكاب «أضرار بالنفس»، خاصة فيما يتعلق بإحداث عاهة بالجسد أو بأي عضو من أعضاءه، مؤكدين على أن الجسد هو ملك لخالقه، ولا يجوز الاقتراب منه بأي ضرر، أو القيام بتعطيل عمل خلقه الله من أجله، موضحين بأن تلك الدعوات لا يصح أن تخرج من المجتمع المصري.

ويؤكد الدكتور نصر فريد واصل عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الديار الأسبق، على أن مثل هذه العمليات حرام شرعا، لغير عذر مرضي، مبينا أن القيام بمثل هذه العمليات سيخلق جيلا من الفتيات العقيمات، معتبرا أن الأعضاء في جسد الإنسان خلقها الله تعالى لهدف وطبيعة، ولا يجوز لنا أن نعطل طبيعة هذا العضو.

وقال مفتي الجمهورية الأسبق، إن القيام بتلك الأعمال هو إيذاء جسدي وبدني للنفس، والله تعالى حرم القيام بالأعمال التي تؤذي النفس، حتى وإن كانت تلك النفس لصاحبها، مبينا أن الله تعالى قال في كتابه «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، مشددا بأنه لا يجوز الإقدام على تلك العمليات، معللا ذلك بأن فيها تعد على خلق الله، ومخاطرة صحية ومستقبلية، ويجب على الوالدين والأولياء مراقبة تصرفات الأبناء والتيسير في المهور وتكاليف الزواج حتى لا نصل لما هو عليه الآن.

فيما يبين الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية، بأن من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ النفس، ويدخل في النفس البدن بسائر أعضائه، مشيرا إلى أن هذه الأعمال تؤدي إلى ما فيه الهلاك سواء هلاك للنفس أو هلاك لأجيال قادمة، فتلك الدعوات تكرس لأن تحل الرذيلة والفجور محل الأخلاق والمكارم، وتحول الفتاة إلى دمية لا تشعر، ومبررات تلك الدعوات واهية.

الجندي، قال إن أي مجتمع فيه حالات عنوسة متزايدة، ولا يمكن القول فيها بإن علاجها يكون بإلحاق الضرر بالنفس، سواء القيام بعمليات ربط مبايض، أو قتل أنسجتها، أو إزالة الرحم، أو غير ذلك، فكل هذه الأمور لا يصح أن تتم في مجتمعاتنا بغير عذر ضروري يبيح القيام بها كالعذر المرضي الذي يتفق عليه أهل الطب.

ونبه عضو مجمع البحوث الإسلامية الفتيات، بأن الله تعالى خلق تلك الأعضاء ليكون لها دور في الزواج، وذلك بمساعدتها في الإنجاب، والحفاظ على النوع الإنساني، ولهذا لا يجوز فعل ما يقطع النسل إلا عند الضرورة المرضية، مشددا على ضرورة الانصراف عن تلك الدعوات، والاستعانة بالصبر والصلاة والرجوع للعقل، معلنا انضمامه للدكتور نصر فريد واصل بدعوة المجتمع إلى التيسير في تكاليف الزواج.

جريمة إخلاقية

فيما يؤكد الدكتور نبيل السمالوطي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر، أن هذه الدعوات التي تنادي بها الفتيات ممن تخطوا 30 عاما، هي جريمة اجتماعية وأخلاقية، هدفها القضاء على الفضائل ومكارم الأخلاق، ودعوة للانحلال ونشر الرذيلة، وإباحة ما هو مخالف للدين ولعرف وتقاليد المجتمع، فتلك الدعوات لا نجدها في أوساطنا، لكنها تكثر في الأوساط التي تمتهن الإنحراف والرذيلة حتى لا يحدث حمل من جراء مهنتهن، مؤكدا على أن هذه الدعوات التي تتبناها بعض الفتيات ممن يرون أنه من حقهن القيام بها هو تهديد للمجتمع، خاصة حينما تتصدر المشهد، ويكون مصدرها عملا دراميا غير واقعي.

واستنكر أستاذ علم الاجتماع، أن تكون وسائل الإعلام هي مصدر تلك الدعوات، فهذا في حد ذاته خطرا، لأن تكون وسائل الإعلام، وما تقدمه من مضامين ومحتوى إعلامي ودرامي هي التي تشكل قيمنا وأخلاقنا، محذرا من أن تصل بنا درجة الاعتماد على الدراما لتكون حلا لمشاكلنا، فهي واقع غير موجود إلا في خيال مجموعة من الأشخاص، مطالبا بعدم الانصياع خلف تلك الدعوات.

قسم أبي قراط

الدكتور مراد محمود مراد، أستاذ طب جراحة المسالك البولية والعقم بجامعة الأزهر، أكد على أن عمليات ربط المبايض أو إزالة الرحم، أو قتل الأنسجة في الأعضاء التناسلية لدى النساء، هو أمر لا يلجأ إليه الطبيب إلا في حالات مرضية معينة، مشيرا أنه طبيا لا علاقة للرغبة الجنسية لدى النساء بربط المبايض، ولكن هي مجرد عملية لمنع الإنجاب فقط، وتلجأ لها النساء ممن يتخطين الأربعين في حالات معينة، وليست كل الحالات يقومون بها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق