جوسلين متى شخصية العام للتسامح.. ما رأى الأزهر؟

الأربعاء، 14 فبراير 2018 04:58 م
جوسلين متى  شخصية العام  للتسامح.. ما رأى الأزهر؟
عادل السنهورى يكتب:

هذه السيدة القاضية المسيحية الجليلة جوسلين متى  تستحق أن تحصل على جائزة خاصة فى التسامح وفى محاربة الجهل والتطرف والتعصب الدينى. ولو كنت مكان أى جهة عربية تمنح جوائز كبرى فى القاهرة أو فى دبى أو فى المغرب أو حتى المملكة العربية السعودية لمنحت هذه السيدة الرائعة ،التى لقنتنا درسا فى الرقى و فى التحضر وفى التسامح  لن ينسى من الذاكرة الاسلامية والعربية ابدا، جائزة شخصية العام  فى التسامح والوسطية الدينية العاقلة.

و أدعو  من هنا فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بصفته شيخا لقلعة الوسطية الدينية السمحة  لدعوة هذه القاضية وتكريمها من على منصة الأزهر الشريف تقديرا لها  ولحكمها القضائى ضد من اساءوا للسيدة العذراء مريم وهو الحكم الذى آثار ردود فعل طيبة  من كبار العلماء والقادة والساسة فى العالم الاسلامى والعربى ..بالطبع ماعدا الجهلة وغلاة التعصب والتطرف.

الحكاية ببساطة يا سادة  أن هذه القاضية فى شمال البلاد  مثل أمامها ثلاثة شبان مسلمين تتراوح أعمارهم بين 16 و18 سنة قاموا بتحطيم  تمثالاً للسيدة مريم بدير سيدة القلعة بمنجز عكار، وهى منطقة حدودية مع سوريا تقع بالشمال الشرقى من لبنان، الشبان الثلاثة يدرسون في معهد مهنى موجود داخل الدير، وهو مشروع مشترك بين الدير ووزارة التربية اللبنانية، ويقدم هذه الخدمة التعليمية لكل سكان المنطقة بغض النظر عن ديانتهم، دراسة الشبان داخل الدير جعلت موقفهم من تحطيم التمثال غريبًا ومستهجنًا، وتم تحويلهم للمحاكمة بتهمة ازدراء الأديان،

 من المفترض فى هذه الحالة  أن يتم تطبيق نص المادة رقم 474 من قانون العقوبات اللبناني عليهم، وهى تنص على أن من أقدم على تحقير الشعائر الدينية التي تمارس علانية أو حث على الازدراء بإحدى تلك الشعائر يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات.

ببساطة كان على جوسلين متى أن تلتزم بنص القانون مراعاة لمشاعر المسيحيين فى لبنان وتنزل بأقصى العقوبة أيضا عليهم "حتى لا تكون فتنة " تؤدى الى صراع طائفى فى المنطقة الشمالية من لبنان  والقانون يسمح لها

لكنها وهى القاضية المسيحية قضت بحكمتها وعقلها المتفتح وتحضرها وثقافتها العربية ، لم تشأ سجن الشبان وتشريدهم وأرادت أن تعطيهم وتعطينا فى نفس الوقت درسا عظيما فى التسامح والثقافة الدينية الراقية وحكمت عليهم بحفظ سورة من القرآن الكريم وهى سورة "آل عمران" كشرط لاطلاق سراحهم . والسورة سمّيت بهذا الاسم  لورود ذكر قصة العائلة المقدسة "آل عمران" أي عائلة عمران وهو والد السيدة مريم ، وما تجلّى فيها من مظاهر القدرة الإِلهية بولادة مريم البتول وابنها عيسى ابن مريم عليه السلام.

القاضية الجليلة قالت عند نطقها بالحكم إنها لم تجد أفضل من أن تطلب منهم حفظ قسم من القرآن الكريم من سورة آل عمران “ليتعلموا تسامح الدين الإسلامي ومحبته للسيدة العذراء.

فالقانون مدرسة للتوجيه وليس سجنا فقط ، كما قالت جوسلين متى

 الحكم وصفه رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، بأنه قمة في العدالة وتعليم المفاهيم المشتركة بين المسلمين والمسيحيين. واعتبره رئيس الوزراء اللبناني السابق، نجيب ميقاتي، المثال الذي يحتذى في الأحكام القضائية الإصلاحية المبنية على التسامح والتثقيف الديني الصحيح واحترام الآخرين.

ما أروعك أيتها القاضية الجليلة...ولك التحية والتقدير  على هذا الرقى الانسانى البديع فى فهم معنى الدين والقانون. وعلى الجهلاء والمتطرفين والمتعصبين أن يتعلموا من هذه السيدة  التى أطلقت بحكمها المدهش دعوة ومبادرة للتسامح الدينى تستحق عليه لقب سيدة العام فى العالم الاسلامى

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة