ومات أمير الدنمارك عاشق مصر

الأربعاء، 14 فبراير 2018 07:13 م
ومات أمير الدنمارك عاشق مصر
محمد ثروت يكتب :

توقفت رحلة  أمير الدنمارك هنريك الثانى ( 83 عاما ) زوج الملكة مارجريت عند محطتها الأخير ، وغربت شمس الرجل الذى كان عاشقا لمصر شعبا وأرضا ، حتى أنه قضى أيامه الأخيرة فى منتجع شرم الشيخ بصحبة صديقه المصري الدنماركى  عنان الجلالى رئيس هلنان العالمية مصرا على أن شفاءه سيكون فى مدينة السلام وعندما شعر اقتراب الرحلة من محطتها الأخيرة غادر إلى كوبنهاجن حيث توفى فى قصر فريدنسبورغ بعد أيام قليلة من مغادرته القاهرة.
 
التقيت هنريك أكثر من سبع  مرات ، سواء فى لقاءات صحفية أو زيارات خاصة للقاهرة وأسوان والإسكندرية والإسماعيلية وشرم الشيخ ، وكنت أشعر وقتها بروح أمير عاشق لمصر ، يحب النكتة الحلوة والأكل المصرى والناس الطيبين .
 
أول مرة تعرفت فيها على أمير الدنمارك عندما دعانى عنان الجلالى للقائه ووجدته خلافا لأزواج الملكات ، ودودا .. كثيرا ما يخرج عن المراسم ويتعامل بتلقائية شديدة ، يدخل من خلالها لقلوب  الناس بعيدا عن قيود المنصب الرسمى أو اللغة .
 
شخصيا صدمت من موته المفاجىء ، وقد كنت أراه يسير مرفوع الهامة منصوب القامة ،  منذ شهور قلائل أمام الهرم الأكبر ويتحدث لأبى الهول دون مساعدة من أحد ، وينصت لأثرى زاهى حواس وهو يكشف أسرار  الفراعنة والأهرامات .
 
أخبرنى هنريك أن سر إعجابه بالحضارة المصرية يعود لأصوله الفرنسية ، فهو دبلوماسى تعود جذوره  لعائلة عريقة من النبلاء ، شارك أفرادها فى افتتاح  قناة السويس أيام الخديوى إسماعيل وأبهرته أسوان وشمسها ونيلها وحراسها وملوكها الفراعنة ،  وزاد من تعلقه بمصر وحضارتها  ،  روح التسامح والأمان ، التى جعلته يمشى مطمئنا بين الناس دون حراسه إلا فى أيامه الأخيرة .
 
الرجل الثمانينى  كان مفعما بالحماس والسعادة وكأنه قلب طفل أخضر ، يركب دراجة سباق ويشارك فى  ماراثون خيري بأسوان لصالح مستشفى مجدى يعقوب للقلب و يرقص على أنغام طبول النوبة ويأكل كل ممنوع مما يقدمه له المصريون من كرم الضيافة.
 
 
 الرسالة كان يوجهها الأمير هنريك للعالم أن مصر دولة آمنة ..وكان يدعو أفراد العائلة المالكة الدنمركية والأوروبيين لزيارتها . 
إن أقل واجب نقدمه لروح الأمير هنريك الطيبة  أن نطلق اسمه على أحد شوارع   أسوان أو شرم الشيخ تكريما لأمير ومواطن أوروبى كان عاشقا لمصر .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق