قلق إيراني من إعمار العراق.. وخطة التطوير تسحب البساط من تحت أقدام طهران

اتهامات كثيرة تم توجيهها إلى طهران تزامنا مع انعقاد المؤتمر الدولي في الكويت لإعمار العراق، فما بين مشاركة باهتة، إلى جانب توقعات بأن تسعى طهران إلى استغلال تلك التبرعات من جانب الحركات التابعة لها، لخدمة مصالحها في بغداد، سلط الكثيرون الضوء على الدور الذي قد تلعبه إيران خلال الفترة المقبلة.

صحيفة "العرب اللندنية"، أكدت أن المشاركة الإيرانية الباهتة في المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق الذي احتضنته الكويت هذا الأسبوع، يشير إلى دور جديدة ستسعى إيران إلى أن تلعبه تزامنا مع مرحلة جديدة من الأمن والاستقرار يستعيد خلالها توازنه المفقود في مختلف المجالات.

وأشارت الصحيفة إلى أن إيران لن تقدم أي إسهامات مالية خلال المؤتمر المذكور الذي قدمت الدول المشاركة فيه من داخل الإقليم وخارجه تعهّدات بقيمة 30 مليار دولار للمشاركة في إعادة إعمار العراق، موضحة أن إيران التي استفادت كثيرا من إضعاف العراق وتراجع مكانته الإقليمية غير معنية بعودة الاستقرار إليه واستعادة قوّته.

ولفتت الصحيفة، إلى أن انفتاح السياسة الخارجية لحكومة حيدر العبادي على قوى عالمية وأخرى إقليمية يشكّل قلقا لإيران، ودافعا للعمل مع حلفاء لها في الداخل العراقي من كبار قادة الأحزاب والميليشيات الشيعية، على منعه من الفوز بولاية ثانية على رأس الحكومة خلال الانتخابات النيابية المقرّرة لها 12 مايو المقبل.

وأوضحت الصحيفة، أن إيران ترى أن قدوم أموال سائلة من المانحين فرصة لتمويل ميليشياتها في العراق، غير أنّ ما حدث كان مخيبا لآمالها وهو ما سيدفعها إلى سحب البساط من تحت قدمي رئيس الوزراء العراقي، لتعرقل عملية الإعمار أو على الأقل تدخلها في متاهة الصراع الداخلي العراقي، لافتة إلى أن الكثير من الدول المانحة لن تقدم على تنفيذ مشاريعها إذا ما تمت إزاحة العبادي عن السلطة، في الانتخابات المقبلة، في ظل إمكانية صعود زعماء الميليشيات الذين لن يروق لهم إعمار المدن التي ساهم الحشد الشعبي في تدميرها.

من جانبه علق ضاحي خلفان، رئيس شرطة دبي السابق، على المشاركة الباهتة لإيران في مؤتمر الكويت قائلا عبر تغريدة له عبر حسابه الرسمي على "تويتر" :"إيران تمتنع عن المشاركة في إعادة تعمير العراق".

وكان محمد حامد، الباحث في شئون العلاقات الدولية، قال في تصريحات لـ"صوت الأمة"، إن ما تم جمعه حتى الآن لإعمار العراق هو 30 مليار دولار، ولكن هناك مخاوف من أن إيران تستولي على هذه الأموال لصالح العناصر والجماعات التي تؤيد إيران.