نادي التجديف اليوناني.. شاهد على الحضارة والتاريخ (صور)

الأحد، 18 فبراير 2018 10:46 م
نادي التجديف اليوناني.. شاهد على الحضارة والتاريخ  (صور)
نادي التجديف اليوناني
إيمان محجوب - تصوير صلاح الرشيدى

نادي التجديف اليوناني علي كورنيش النيل، ليس مجرد بناء رياضي للتجديف، ولكنه يروي قصة عشق بين شعبين من أقدم الشعوب علي الأرض، وحضارتهم مازالت قائمة تعانق الزمان فعلى الرغم من توافد الجاليات الأجنبية على مصر في عصور وأزمنة مختلفة، فأن الجالية اليونانية تظل لها لمستها الخاصة في التاريخ المصري والتي تجدها في كل شارع ومقهى ومبنى، مثل مقهى ريش التى أقيمت بيد يونانية، وقصر البارون "إمبان" بالإضافة إلى النوادي اليونانية المنتشرة بكثرة في القاهرة والإسكندرية. 

 

4915200-تصوير-صلاح-الرشيدى-(77)
 

وحاول داود عبد السيد المخرج الكبير أن يرصد تلك العلاقة التاريخية وتأثيرها علي العمارة المصرية، بفيلمه "رسائل البحر"، لكن لم يستطيع أحدًا اختصار هذه العلاقة الكبيرة التي انتبه إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي وقام بتوطيدها، فكثير من المشاريع الكبيرة في مصر يديرها رجال أعمال يونانيين بالإضافة إلى تبعية دير سانت كاترين وكنيسة القيامة بالقدس إلى الكنيسة اليونانية.  

والنادي اليوناني للتجديف بالقاهرة يتبع الجمعية المصرية اليونانية وتم انشاءه عام 1930 كأول نادي للتجديف بالقاهرة وبعده تم انشاء نادي جامعة فؤاد" القاهرة " حاليا ثم انشاء نادي التجديف الملكي عام  1935. 

1930606-تصوير-صلاح-الرشيدى-(87)
 

التقت " صوت الامة " بالسيدة "ماريتا جورج " وهي تعني مريم  باليوناينة سكرتيرعام النادي، والتي أكدت أن النادي ضمن مجموعة من الأنشطة الاجتماعية للجالية اليونانية في مصر، منها النوادي اليونانية بالاسكندرية والقاهرة والمنصورة والغربية، وقالت إن النادي يتبع اداريا وزارة الشباب والرياضة ويعتبر اليونانين أول من أدخل رياضة التجديف لمصر بالعصر الحديث وكل بطولات الجمهورية من إنشاء الاتحاد المصري للتجديف عام 1907، حيث شارك النادي اليوناني بالقاهرة والإسكندرية بهذه المسابقات وكان معظم طاقم الحكام والمراقبين من اليونانين الموجودين في مصر.  

 

2750621-تصوير-صلاح-الرشيدى-(23)
 

وأضافت السيدة ماريتا أن الجالية اليونانية معظهم يحملون الجنسية المصرين، مؤكده أنها عاشت بالسويس وهي بلدها التي ولدت فيها بعد حرب الاستنزاف، حيث هاجرت مع أسرتها من منطقة القناة، قائلة: " كنيستي كانت قريبة من المنزل وبنفس الشارع مصنع الحلويات الخاص بوالدي ولدت في مصر وتزوجت بها ومصر بالنسبة لي أجمل بلاد الدنيا".

وتابعت مدام ماريتا وهي تبكي عن واقعة حدثت لها إبان حكم الإخوان أن الجالية اليونانية كلها ومصر عاشت أسوأ عام في عهد حكم الإخوان،  ساردة واقعة حدثت لها عندما ذهبت وقت حكم الإخوان في رحلة إلى الكنيسة اليونانية بالسويس التي كانت تتردد عليها وهى صغيرة، قائلة: "كان الأتوبيس يحرسة جنود وضباط وكأننا غرباء عن السويس وليست بلدتنا"، مؤكده وقتها بكيت بشدة ووقعت علي الأرض من شدة التأثر لأن هذا شارعي الذي تربيت فيه وهذه بلدتي التي جئت لزيارتها حتي وقت حرب الاستنزاف.

 

1959753-تصوير-صلاح-الرشيدى-(83)
 

وأكدت مدام ماريتا علي أن الرئيس السيسي أنقذ مصر من حكم  الإ رهابين، مضيفة أن الجالية اليونانية وهي منهم تكن للرئيس السيسي كل ود وإحترام بعد أن جعلهم يعيشوا في مصر بأمان مرة أخرى.

بدأت هجرة اليونانين منذ أواخر القرن الـ18، وازداد وجودهم في ظل حكم محمد علي باشا، واشتهروا بجديتهم على العمل في التجارة، وعملوا في مختلف الحرف والمهن، حتى أن عددهم بلغ نصف عدد سكان الإسكندرية في عهد الخديوي إسماعيل.

3244032-تصوير-صلاح-الرشيدى-(76)
 

وكان عددهم قد بلغ 37 ألف نسمة عام 1882، و56 ألف نسمة عام 1917 وتقلصت أعدادهم بسبب سياسة التأميم في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وهاجر كثير من أفراد الجالية التي أقامت لكنهم ظلوا مترابطين يعيشون على أمل العودة، فأسسوا روابط واتحادات خاصة بهم بوصفهم مصريين الهوية.

وبعد ما تعرضت له اليونان من أزمة اقتصادية ومحاولتها خفض عجز ميزانيتها وما تبعها من خفض المعاشات وتقليص الوظائف مقابل الحصول على دعم مالي كبير من صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي، مما جعل كثيرا من اليونانيين يخططون جديا للعودة إلى مصر والبحث عن ممتلكاتهم والاستقرار مرة أخرى.

84670-WhatsApp-Image-2018-02-18-at-3.35.00-PM-(1)

 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة