بعد أن أصبحت بديل المراكب.. البعثات الرياضية بوابة هروب الشباب
الخميس، 22 فبراير 2018 03:00 م
ما تلبث الرياضة المصرية تتقدم خطوة حتي تفاجئها إحدي الفضائح بطعنة في ظهرها من قبل بعد المتسولين علي بعض اللعبات والتي كان آخرها عندما تمكن ضباط مطار القاهرة الدولي من القبض علي بعض المنتحلين لصفة لاعبين دوليين بفريق مصر القومى للعبة الكاراتية والكيك بوكس للسفر، وتمثيل البلاد في بطولة العالم بأمريكا، المقامة بولاية لاس فيجاس خلال الشهر المقبل.
المصيبة أن هذه لم تكن المرة الأولي التي تحدث مثل هذه الوقائع، فمنها ما كان ضعاف النفوس من القائمين علي الاتحادات الرياضية يقومون بتقاضي أموال طائلة من هؤلاء الشباب من أجل إتاحة الفرصة لتسفيرهم كبديل عن "المراكب غي الشرعية"، أو حتي من خلال بعض المنتحلين لصفات رياضية ويقومون بـ"تستيف أوراق اللاعبين المزيفين".
الواقعة الأخيرة كانت بدايتها عندما وردت معلومات لضباط إدارة مكافحة التزييف والتزوير عن اعتزام مجموعة من الشباب المصري، التقدم للسفارة الأمريكية بالقاهرة للحصول على تأشيرات سياحة للولايات المتحدة الأمريكية، منتحلين صفة لاعبين دوليين بأحد الفرق القومية بالبلاد خلافا للحقيقة.
على الفور تم تشكيل فريق بحث وتحريات برئاسة اللواء عاصم الداهش، مدير إدارة مكافحة التزييف والتزوير وتبين أن واء ذلك كل من " محمد.ر" تاجر قطع غيار سيارات مقيم بطلخا الدقهلية والسابق اتهامه فى 7 قضايا وهارب من تنفيذ حكم حبس سنه سجن، و"نصر.م" حاصل على دبلوم صنايع ومقيم الزهور ببور سعيد،و"مشيل.ر" حاصل على دبلوم تجارة مقيم بالمراغة سوهاج، و"وليد.ج" حاصل على دبلوم صنايع ومقيم الزتون بالقاهرة و " نبيل.ع " دبلوم صنايع ومقيم مغاغة المنيا.
وأضافت التحريات صحة المعلومات وأن المتهمين تقدموا للسفارة الأمريكية بطلبات الحصول تأشيرات سياحية بصفتهم لاعبين دولايين فى لعبة البوكس والكاراتيه ويرغبون فى السفر لتمثيل البلاد فى البطولة دولية فى ذات اللعبة المزمع إقامتها بولاية لاس فيجاس خلال الفترة من 29 مارس الى 1 ابرايل القادم وقاموا بتزوير خطابات منسوبة للاتحاد العالمى للعبة الكيك بوكس والكاراتيه تفيد دعوتهم للحضور للبطولة واثبتوا بتلك الخطابات خلافا للحقيقة أن المتهم الأول رئيس البعثة والمتهم الثانى مدرب الفريق وباقى المتهمين أعضاء الفريق كلاعبين .
وعقب تقنين الإجراءات تمكن المقدم سمير البابلى ضابط مكافحة التزييف والتزوير من خوض دور بطولى وإعداد كمين مسبق بناء على دراسة مسبقة لحصر المتهمين فى مكان واحد، وهو ما تم بالفعل وتم ضبط المتهمين وبتفتيشهم والتحفظ على دعوة عامة باللغة الانجليزية منسوبة للاتحاد العالمى لرياضة الكاراتيه والكيك بوكس و6 دعوات خاصة بكل متهم و3 خطابات موجهة للسفارة الأمريكية تفيد أن المتهمين يعملون فى شركات مختلفة داخل البلاد ودخلهم السنوى يتجاوز 90 ألف جنيه لكل منهم مزورين بالكامل.
وتحرر محضر بالواقعة وأرسل المتهمين الى نيابة قصر النيل والتى أمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.
منتخب المكفوفين
في يناير 2016 كانت الفضيحة الأصعب عندما كشفت الهيئات الرقابية أن منتخب مصر للمكفوفين، والذين مثلوا مصر في إحدي البطولات الدولية كانوا "مفتحين" أو ليسوا من المكفوفين أساسا.
بعدها أعلن مجلس إدارة اتحاد الإعاقة البصرية "المكفوفين" عن إحالة أزمة تزوير سفر لاعبى كرة الجرس إلى بولندا إلى النيابة العامة.
وتعود الواقعة إلى يوم 22 مارس 2015 عندما حصل لاعبو فريق كرة الجرس للمكفوفين، علي موافقة وزارة الشباب والرياضة لسفر بعثة نادى الإيمان للمعاقين بالقاهرة إلى بولندا للاشتراك فى البطولة الدولية لكرة الهدف "الجرس"، فى الفترة من 16 إلى 20 أبريل 2015، على أن تضم البعثة 12 فردًا بينهم 8 لاعبين ومدير فنى وإدارى ومساعد مدرب ورئيس للبعثة.
الغريب أن نادى الإيمان لم يطلب أى دعم مالى من الوزارة أو اتحاد المكفوفين لسفر البعثة، وتكفل بكل المصروفات من إقامة وإعاشة وتذاكر طيران ومصروف الجيب، دون تحمل اللجنة البارالمبية المصرية واتحاد ألعاب المكفوفين أى أعباء مالية، وتدفع البعثة 2340 دولارًا نظير الاشتراك بالبطولة والإعاشة والإقامة بخلاف البدلات ومصروف الجيب.
وبدأت الكارثة عندما طلب نادى الإيمان للمعاقين من اتحاد ألعاب المكفوفين المشاركة فى بطولة بولندا، وهو ما وافق عليه أحمد عبد الله رئيس الاتحاد السابق، ومرت الأيام دون أن يكتشف أحد الأمر وأثبتت الوثائق دفع اللاعبين 50 ألف جنيه نظير الحصول على التأشيرة لدخول أوروبا.
وكان محمد سيد عبد الحميد، الشهير بـ«بياضة»، لاعب كرة الجرس للمكفوفين، أول من كشف الفضيحة، وبدأ يتحدث عنها وسط أقرانه من المكفوفين.
وأكد بياضة أن هؤلاء الشباب الذين لم يؤدوا الخدمة العسكرية بعد قد سافروا إلى بولندا ولم يقترب أحد من مكان أى بطولة، فى الوقت الذى أكد فيه الكثيرون أن تسعيرة كل شاب منهم وصلت إلى 50 ألف جنيه نظير وضع الاسم فى القرار الوزارى ومن ثم السفر للخارج على أنهم من المكفوفين.
الخلاصة
منتهي الأمر أن سواء تورط مسئولون في الاتحادات أو لا، فإن السفر عن طريق الاتحادات والبعثات الرياضية أصبح البديل عن السفر بالمراكب غير الشرعية، وما تم كتابته سابقا هو جزء فقط تم الكشف عنه بينما هناك خبايا لم يتم الكشف عنها.