«ازدواجية السلفيين».. من تحريم تحية العلم إلى وضع المسيحيين على قوائمهم الانتخابية

الأحد، 25 فبراير 2018 07:00 ص
«ازدواجية السلفيين».. من تحريم تحية العلم إلى وضع المسيحيين على قوائمهم الانتخابية
يونس مخيون
أحمد عرفة

 
تعد الازدواجية أحد أبرز المعايير التى يتسم بها التيار السلفى فى مصر، خاصة الدعوة السلفية التى تتخذ من الإسكندرية مقرا لها، ويتزعمها الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، فمواقف هذا التيار التى اتخذها بعد ثورة 25 يناير ثم ذهب ليناقضها بعد سنوات تؤكد حالة التناقض التى يعانى منها.
 
ولعل الموقف الأبرز هو أنهم خلال أول اجتماع للجنة الـ100 لوضع الدستور فى 2012، رفض أعضاء الدعوة السلفية وحزب النور، الوقوف تحية للعلم المصرى، وهو الموقف الذى أثار جدلا واسعا حينها، ففى الوقت الذى حرص فيه الجميع على الوقوف تحية للعلم، أصر أعضاء التيار السلفى- فى موقف غريب- مخالفة ما حدث والجلوس خلال تحية العلم.
 
وفى يوليو الماضى، أصدر سامح عبدالحميد، الداعية السلفى فتوى زعم خلالها أن تحية الطلاب للعلم حرام شرعًا، فيما انتقد الدكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية هذا الفتوى، واصفًا إياها بـ«العبثية»، حيث قال سامح عبدالمجيد فى فتواه: «تحية العلم حرام» وذلك بمناسبة دخول موسم الدراسة، مضيفًا: «لا يجوز للمسلم القيام إعظامًا لأى علم وطنى أو سلام وطنى بل هو من البدع المنكرة التى لم تكن فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا فى عهد خلفائه الراشدين رضى الله عنهم».
 
وعلى النقيض من مواقفهم السابقة، فوجئنا بخروج حزب النور والدعوة السلفية، ببيان تزامنا مع بدء العملية الشاملة فى سيناء لتزعم أنها تؤيد ما يفعله الجيش من مواجهة للتنظيمات الإرهابية التى تتواجد فى سيناء، متناسين الفتاوى الشاذة التى خرجت من هذا التيار السلفى الذى كان سببا فى انتشار مثل هذه الأفكار المتطرفة.
 
من بين الوقائع المتناقضة أيضا الموقف السلفى من الأقباط، فبعد ثورة 25 يناير مباشرة خرج ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية ليحرم تولى الأقباط لأى مناصب فى البرلمان أو الترشح فى الانتخابات، حيث أثارت هذه الفتاوى حينها موجة غضب عارمة ضد التيار السلفى.
 
ولكن خلال انتخابات البرلمان عام 2015، رأينا حزب النور يشرك الأقباط فى قائمته الانتخابية بعدما ألزم قانون الانتخابات حينها الأحزاب بأن تدخل نسبة معينة من الأقباط فى القوائم الانتحابية ووجدنا يونس مخيون وياسر برهامى يخرجان ليعلنا أنهما يؤيدان تواجد الأقباط فى القوائم الانتحابية متناسين فتوى ياسر برهامى الذى هاجم فيها مشاركة الأقباط فى الانتخابات البرلمانية.
 
يذكر أن الدعوة السلفية تؤمن، بالفكر الوهابى بشكل كبير، وتستند إلى تعاليمه فى السياسات التى تتبعها الدعوة السلفية وحزبها وفى رسم سياسات هذا الكيان، إلا أن التغييرات التى تشهدها المملكة العربية السعودية من انفتاح على العالم، وإعطاء مزيد من الحقوق للمرأة، تلك العملية التى يقودها الأمير محمد بن سلمان ولى العهد، قد تكون خطوة مهمة نحو تغييرات يشهدها التيار السلفى فى مصر خلال الفترة المقبلة  حيث شهد المجتمع السعودى الفترة الأخيرة مجموعة من القرارات من بينها فتح السينما والسماح للمرأة بقيادة السيارة، وكذلك مشاركتهن فى تشجيع المباريات، وإذاعة أغانى أم كلثوم فى خطوة وصفها مراقبون بأنها ستكون خطوة مهمة نحو انفتاح المملكة على العالم، خاصة أن تلك الخطوات لاقت ترحيبا من المجتمع الدولى.
 
وخلال الأيام الماضية، شاهدنا احتفال العديد من نساء السعودية بعيد الحب، فى الوقت الذى نجد فيه شيوخ التيار السلفى هنا يحرمون الاحتفال بهذا العيد، ففى فتوى أصدرها الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، عن عيد الحب، قال فيها، إن عيد الحب محدثة، وكل محدثة بدعة كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومسمى العيد وحقيقته هو اسم لما يُعتاد فعله فى زمان أو مكان، وهو يكون تعظيمًا لذكرى معينة، فالعيد يلزم أن يكون بالشرع.
 
ولكن يبدو أنه مع التغييرات التى يشهدها المجتمع السعودى، ومحاربة الفكر الوهابى الذى يعتمد عليه التيار السلفى، فإن ثمة تغييرات قد يشهدها التيار السلفى خلال الفترة المقبلة، فما كان يحرمه بالأمس سنجد أنه سيضطر إلى إباحته، فقد نجد فى المستقبل التيار السلفى يخرج ويحلل الاحتفال بعيد الحب، بل وسيداتهم يحتفلن بهذا العيد، فالوهابية التى ارتكزت عليها أفكار السلفيين بدأت تتراجع بشكل كبير فى المجتمعات التى سيطر عليها هذا الفكر، وهو ما سيكشف خلال الفترة المقبلة الازدواجية التى يعيش عليها التيار السلفى.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق