إمام المكفراتية.. ابن تيمية يفتي بقتل المجاهر بتكبيرة الإحرام في الصلاة

الأحد، 25 فبراير 2018 05:00 م
إمام المكفراتية.. ابن تيمية يفتي بقتل المجاهر بتكبيرة الإحرام في الصلاة
حسن الخطيب

عرف عن "ابن تيميه" فتاويه التي ملأت أسماع الدنيا تشددا وتطرفا، في واحدة من الاجتهادات التي تفتقد لوسطية الإسلام، ومنهجه الذي يؤمن بالتعددية والتعايش مع الآخر والمواطنة، ويقدم الإسلام على أنه دين ينهج العنف لغير اتباعه، فمنذ ظهور مذهبه في العام 1300 م، والأمة الإسلامية في المحن والفتن.
 
ويعد "ابن تيميه" الأب الروحي للجماعات التكفيرية والإرهابية في العالم في وقتنا هذا، فمنه استمد حسن البنا وسيد قطب أفكارهم التكفيرية والإرهابية المتطرفة، وقد بالغوا في تبجيله وتوصيفه حتى أطلقوا عليه زورا بـ"شيخ الإسلام"، وهو لقب لم يحظى به أحد من قبله أو بعده، فقد عرف عنه بأنه أخطر أئمة الفتنة الذين نشروا الفكر الإرهابي في الأمة الإسلامية من التكفير إلى استحلال الدماء والحرمات لمجرد الاختلاف علي أبسط المسائل في العبادات.
 
والقارئ لتاريخ "ابن تيميه"، يجد أنه عاش حاة مليئة بالسجن والتعذيب وتكفير المسلمين ممن على غير شاكلته، وقد ظهرت مجموع فتاويه في تلك الأجواء التي يملؤها البغض والحقد على مخالفيه، وقد وصلت مجموع فتاويه التي حملت "يستتاب وإلا قتل" مايبلغ عدده "428" فتوى، أغلبها جاء في العبادات كالصلاة والصيام والحج.

فتاوى شاذة
حظيت فتاوى "ابن تيمية" في العبادات بتشدد الأحكام على مخالفيه في طريقة آدائها، حتى وإن كانت العبادة التي يؤديها المسلم على مذهب من المذاهب الاخرى، فعقيدة ابن تيمية تسير في إطار تكفير المخالفين، وهوالمنهج الذي سار عليه اصحاب الفكر المتطرف من بعده، وحمله إمام الإرهابيين وفقيههم حسن البنا وسيد قطب.
 
فيرى "ابن تيمية" من امتنع عن آداء صلاة واحدة من الصلوات الخمس، أو ترك بعض فرائضها، أو م يؤتي فريضه واحدة من فرائض الصلاة المتفق عليها فإنه يستتاب لمدة ثلاثة ايام، فإن تاب يترك، وإلم يتب يقتل، بينما يرى في مسألة أخرى أن من أخر الصلاة بسبب عمل حتى تغيب الشمس وجبت عقوبته، بل يجب قتله عند جمهور العلماء بعد أن يستتاب، وقال في فتوى أخرى له من قال إنه يجب على المسافر أن يصوم شهر رمضان يستتاب قائله فان تاب ترك وإلم يتب قتل.
 
بينما كان لـ"ابن تيمية فتاوى أخرى أكثر تشددا شملت الأكل والشرب، فقال في فتوى له من جحد حل بعض المباحات الظاهرة المتواترة كالخبز واللحم والنكاح فهو كافر مرتد يستتاب فان تاب والا قتل، وإن أضمر التحريم في قلبه، وكتمه، كان زنديقا منافقا لا يستتاب عند اكثر العلماء بل يقتل بلا استتابة، ومن لم يلتزم بهذا الشرع أو طعن فيه أو جوز لأحد الخروج عنه فانه يستتاب فان تاب ترك، وإلا قتل 
فتوى تكبيرة الإحرام
 
ومن فتاوى "ابن تيمية" التي كانت أكثر إظهارا للتطرف والتشدد في منهجه، تلك الفتوى الخاصة بـ"تكبيرة الإحرام" والتي أجمع الفقهاء على وجوبها قبل البدء في الصلاة، حيث يرى "ابن تيميه" "أن الجهر بلفظ النية في الصلاة ليست مشروعة، ويجب تعريف الفاعل الحكم والشريعة، واستتابته من هذا القول ، فإن أصر على ذلك يقتل".
 
والسؤال الآن من من الفقهاء والأئمة من المسلمين أوجب هذه العقوبة للمصلين؟ ومن من الفقهاء والعلماء من يرى بأنمذهبه مشروعا، ومخالفيه كفار ويقتلوا إن اصروا على عدم اتباعه؟ أليس الاختلاف سنة إلهية، ورحمة من الله.
 
منهج خطير
 
يؤكد الدكتور جاد الرب أمين عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أن ابن تيمية يؤخذ منه ويرد كغيره من العلماء، لكن منهجه خطير في الفتاوى المتطرفة التي تحيد عن وسطية الإسلام وتنهج التشدد، مبينا ان ابن تيمية تشدد وبالغ في تشدده في مخالفيه، وأن إجماع الفقهاء على الاستتابة والقتل والحد لايكون إلا في حالات معينة، وضحتها الشريعة الإسلامية ويقابلها في وقتنا الحالي القانون التعزيري لأن التعزير موجود في الإسلام.
 
وأوضح عميد دراسات الأزهر أن الحلال بين والحرام بين، وأن كل الدعاوى والفتاوى المتشددة والمتطرفة وغير المنضبطة شرعيا، يرفضها الأزهر وترفضها فطرة الإنسان القويمة، مؤكدا أننا في الأهر نحارب الفكر التكفيري، ونحارب الفتاوى التكفيرية ولا نقرها مطلقا، مؤكدا على أن تلك الفتاوى المتشددة لا تتماشى مع وسطية وسماحة الاسلام، وفيها مافيها من مغالطات في فهم النصوص الشرعية، وفيها تاويلات واجتزاءات لنصوصها، وهو ماترفضه الشريعة، وعلي المسلم أن يسأل أهل العلم والإختصاص فيما يريد من المسائل، ولايركن إلى الفتاوى المتشددة.
 
 
WhatsApp Image 2018-02-25 at 12.09.22 PM
 

WhatsApp Image 2018-02-25 at 12.09.27 PM

WhatsApp Image 2018-02-25 at 12.09.28 PM
 

WhatsApp Image 2018-02-25 at 12.09.29 PM
 

 

 

تعليقات (1)
جواب على الشبهة
بواسطة: beno
بتاريخ: الأحد، 10 مايو 2020 07:08 ص

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فان كلام شيخ الاسلام -رحمه الله- ليس واردا في الجهر بالنية؛ بل إنما ورد في عبارة خطيرة، أصر قائلها عليها بعد أن قامت عليه الحجة. فقد قال شيخ الإسلام -رحمه الله- في الفتاوى الكبرى: من أصر على فعل شيء من البدع وتحسينها، فإنه ينبغي أن يعزر تعزيرا يردعه وأمثاله عن مثل ذلك. ومن نسب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم الباطل خطأ فإنه يعرف، فإن لم ينته عوقب. ولا يحل لأحد أن يتكلم في الدين بلا علم، ولا يعين من تكلم في الدين بلا علم، أو أدخل في الدين ما ليس منه. وأما قول القائل: كل يعمل في دينه الذي يشتهي. فهي كلمة عظيمة، يجب أن يستتاب منها، وإلا عوقب؛ بل الإصرار على مثل هذه الكلمة يوجب القتل. فليس لأحد أن يعمل في الدين إلا ما شرعه الله ورسوله دون ما يشتهيه ويهواه. قال الله تعالى: { ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله }. وقال تعالى: { وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم }. { ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله }. وقال: { ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل }. وقال تعالى: { أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا * أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا }. وقال تعالى: { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما } ) . وقال في الفتاوى الكبرى: من أصر على مشاقة الرسول من بعد ما تبين له الهدى واتبع غير سبيل المؤمنين؛ فإنه يستتاب، فإن تاب، وإلا قتل. اهـ.

اضف تعليق


الأكثر قراءة