الاعلام الذي كان

الأحد، 25 فبراير 2018 08:51 م
الاعلام الذي كان
مني احمد يكتب:

عبد الناصر كان محظوظاً لأنه كان بيتكلم والإعلام كان معاه كلمات قالها الرئيس منذ شهور وقد تذكرتها وانا اتابع عدد من الممارسات  الاعلامية وادركت ان هذة الكلمات عكست امالا بدور اكبر في ظل تحديات كبيرة وتكنولوجيا معلومات باعلام متنوع المصادر رسمي وخاص بالاضافة الي اعلام وسائل التواصل الاجتماعي الذي قلب موزاين الاعلام وروج بشكل كبير لمفهوم صحافة المواطن  بسلبياتها وإيجابياتها هناك من ترجمها علي انها مطلب رئاسي لاعادة انتاج منظومة اعلام الزعيم عبد الناصر ولكن  لم يكن هذا هو المطلب  لاختلاف الظرف التاريخي والسياسي والمجتمعي واختلاف تكنولوجيا العصر.
 
لكن بنظرة سريعة  لاعلام عبد الناصر والذي تمثل في الاعلام الرسمي فقد تم توظيف هذا الإعلام بكفاءة فنجده مكملا لسياسة الدولة واحد روافدها الناعمة  لبسط نفوذها وتغلغلها حيث لعب  دور الظهير  للامن القومي المصري  والمحرك القوي لعلاقات مصر السياسية  وخير سفير لها في طرح رؤاها في القضايا الدولية التي ساهمت الي حد كبير في ارساء دعائم الدور المحوري الذي لعبته مصر  في أفريقيا والعالم العربى  وامتد بمظلته  في دول افريقيا وأمريكا الجنوبية واسيا فكانت قوة مصر الناعمة الضاربة ليس سياسيا فقط  لكنه مثل امتداد للبعد الثقافي والحضاري.
 
فكان إعلام الحقبة الناصرية له مفعول السحر فى التأثير وتكوين وعى شعوب المنطقة و دول العالم الثالث  ضد القوى الاستعمارية مساهما بقوة فى دعم قوى المقاومة الوطنية فكانت الإذاعة المصرية هى الذراع الإعلامية لحركات التحرر وبلغات هذه الشعوب التي حفظت بدورها الجميل لمصر فوقفت بجوارها حتى فى عثراتها السياسية والعسكرية. فخلق الاعلام اصطفاف شعبى خلف ناصر في دول العالم المختلفة من خلال روافد اعلام دولته التي امتدت بلغات متعددة.
 
وعلى الصعيد الداخلى قاد هذا الإعلام خطابا تنويريا مؤثرًا بكل ماتعنيه الكلمة وكان إعلام الصوت الواحد لان الجميع توحد خلف راية الوطن فالآلة الإعلامية كانت ترجمة للارداة السياسية وقاطرة الوطن لتشكيل الوعي الجمعي للأمة فإذا كان دور الإعلام في زمن السلم اعلاما تنمويا  يلقى الضوء على الإنجازات والتنمية ودعم التوجه العام للدولة الاشتراكى في ذلك الوقت وجاءخير عون للرئيس عبدالناصر فى الحشد لمشروعاته القومىة واستطاع تكوين تحالف وطني لبناء مصر الجديدة واستنفارملايين المصريين مماشكل قوة دفع هائلة للدور المصرى فى المنطقة العربية والمحيط الاقليمي والدولي والعمق الافريقي.
 
 وعندما خاضت مصر حروبها كان الاعلام في مقدمة الطلائع واول صفوف المواجهة  فقاد المجتمع بمختلف شرائحه إلى قلب التحدي والصمود والجميع علي قلب رجل واحد لتحقيق النصر للوطن 
 
إعلام عبد الناصرمثل انعكاسا للأوضاع الداخلية في المجتمع ومرآة للحالة التي عليها الوطن المصري وكان الرهان على الاعلام  شديدالأهمية فالسياق الزمني استلزم توجيه الرأي العام 
 
لكنه اصبح الان مطلب هام  ملح  في ظل ماتمر به منطقة الشرق الأوسط من مؤمرات استطاع الاعلام فيها تغييرموازين القوى ومسارات الشعوب  مستمد قوته من قدرته على  تجاوز الحدود ووسط هذا الركام يطل الإعلام المصرى  واهيا متراجع في رسالته ومسؤليته  المهنية والاخلاقية تجاه الوطن.
 
فعلي الجانب الاخر وبعبور الحقبة الزمنية وبالرغم من وجود عدد من المؤسسات والخبرات الاعلامية الكبيرة  نجدها غيرقادرة عن الترويج لما تحققه الدولة من إنجازات ومشروعات.
 
ولم يستطع توضيح حجم المخاطر والتحديات الكبيرة داخليا وخارجيا علي الوضع المصرى اقتصاديا وسياسيا وامنيا والتي مثلت عامل ضغط كبيرا على الداخل  وجاء الاداء الاعلامي علي مسافة كبيرة من المصالح العليا للوطن الا من رحم ربي.
 
لابد من إعادة التفكير في دور تنموي لإعلام الدولة باستراتيجيات  تواجه التحديات وتتماشى مع متطلبات العصر  باردارة حقيقية اكثر وعيا بدورها الخدمي والتوعوي لتصحيح مسار الخطاب الاعلامي ودعم الامن القومي لمجتمع اكثر تماسكا وفكرا اكثر تحررا والاكثر ان يصبح طاقة أمل تنتج خطاب إعلامي مؤثر في الداخل والمحيط العربي والعالم الخارجي فهل  يعود الاعلام المصري كما كان احد حراس الهوية المصرية

 

تعليقات (1)
صولات
بواسطة: عبدالله العثامنه
بتاريخ: الإثنين، 26 فبراير 2018 09:07 ص

هجم الاعلامُ على العقل فغيره فجاء التواصل الاجتماعي الى الاعلام فبعثره.

اضف تعليق


الأكثر قراءة