تصادم قطاري البحيرة يكشف فشل المنظومة الإعلامية بوزارة الصحة .. وتساؤلات عن أسباب تأخر البيان النهائي

الأربعاء، 28 فبراير 2018 07:31 م
تصادم قطاري البحيرة يكشف فشل المنظومة الإعلامية بوزارة الصحة .. وتساؤلات عن أسباب تأخر البيان النهائي
قطاري البحيرة
هناء قنديل

يبدو أننا عتدنا في مصر ألا نكتفي بكارثة واحدة، فين يقع حادث ما، لا يكفينا الضحايا والمصابين الذين يقضون بسبب هذا الحادث، وإنما نضيف إلى مأساته المزيد، عبر الإهمال، والتقاعس.
 
هذه الفكرة تجلت بجلاء في واقعة حادث تصادم قطارين، على طريق المناشي البحيرة؛ ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا، والمصابين.
وفي أثناء الكارثة، تظهر الحقيقة، والحقيقة هذه المرة هي سقوط وزارة الصحة، وفشلها الذريع في أداء أبسط أدوارها، وهو حصر الضحايا والمصابين، وسرعة نقلهم إلى المستشفيات، وإخلاء موقع الحادث!!
 
هذا الدور رغم أنه الأساس في عمل الصحة، والإسعاف، فإن مسؤولي وزارتنا باغتهم الحادث، حتى أنهم فشلوا في رصد أعداد الضحايا، وتضاربت بياناتهم، حتى أن وسائل الإعلام اعتمدت على ما أعلنته، هيئة السكة الحديد، التي كانت أدق في بيانها، رغم أنه ليس دورها!!
الفشل الإعلامي سيد الموقف
 
الفشل الإعلامي بدا واضحا في الإعلان المتضارب عن عدد حالات الوفاة، والمصابين في الحادث بين بيانات هيئة السكك الحديدية، ووزارة الصحة والسكان، حيث أعلنت الأخيرة في بيان رسمي، أصدرته في الساعة الواحدة أن أعداد المصابين 15 شخصا، بينما الوفيات 10 حالات، إلا أنها فاجأت الجميع في بيان أصدرته بعدها بقليل بأن المصابين 23 شخصا، فيما انخفضت الوفيات إلى 7 حالات فقط وهو ما تتفق فيه الصحة مع أول بيان للسكة الحديد، في واقعة غريبة!!
 
وجاء ذلك في الوقت الذي أكدت فيه مصادر ميدانية، أن المصابين 40 سخصا، والوفيات تجاوزت 15 حالة.
 
الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أرجع تضارب الإعلان حول أعداد الوفيات، والمصابين، إلى وجود أشلاء متناثرة في مكان الحادث، وهو عذر أفدح من ذنب، إذ إن حصر الأشلاء، وسرعة نقلها، وحصر أعداد الضحايا والمصابين، في حادث لا تتجاوز مساحته أمتارا قليلة، مسؤولية أساسية للصحة، وهو ما يثير تساؤلا حول مدى إمكانية الوزارة للتعامل مع حوادث ينتشر فيها الحضايا والمصابين في مسافات واسعة،لا قدر الله؟! 
 
الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أكد أن بعض المصابين تم نقلهم بعربات الأهالي، وهو ما يثير تساؤلا آخر حول السبب الذي دفع الأهالي للتدخل بسياراتهم، وهل هو تأخر سيارات الإسعاف؟! 

الوزير يتدخل
من جانبه وجه وزير الصحة، الدكتور أحمد عماد الدين راضي، بنقل جميع المصابين إلى مستشفى دمنهور التعليمي،  أحد مستشفيات الإحالة المتخصصة، لاستقبال حالات الطوارئ والحوادث الحرجة.

بيان نهائي متأخر 
 
وأخير وبعد ساعات طويلة على الحادث، أعلنت وزارة الصحة والسكان الحصيلة النهائية لضحايا الحادث، وهو ١٢وفاة، و٣٩ مصابا.
 
وأوضح الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمي للوزارة أنه يوجد ٧ جثث في مستشفى دمنهور التعليمي، بينها جثتين أشلاء، بالإضافة إلى جثة لطفل تم نقله عن طريق ذويه، فضلا عن جثتين بمستشفى بدر.
 
وأضاف "مجاهد" أنه في البداية تم نقل جميع المصابين  إلى مستشفيات بدر، وإيتاي البارود، ووادي النطرون، ودمنهور التعليمي، فيما تم نقلهم جميعا إلى مستشفى دمنهور التعليمي بعد توجيهات وزير الصحة، بذلك.
 
وأشار  "مجاهد" إلى أنه تم نقل جميع المصابين الى مستشفى دمنهور التعليمي ما عدا حالتين في مستشفى وادي النطرون خضعتا لعمليات جراحية، وبالتالي لا يمكن نقلهما. 
 
وكشف المتحدث باسم وزارة الصحة عن الحالة الصحية لباقي الحالات، حيث يوجد حالتين فقط في مستشفى دمنهور في وضع حرج، أما باقي الحالات فتعاني من كسور في أماكن متفرقة بالجسد وحالاتهم الصحية مستقرة.
 
كانت محافظة البحيرة شهدت حادثا مأساويا، بعد اصطدام القطار رقم 678 ركاب بخط المناشى بقطار محمل بالطفلة من محطة الطيرية التابعة لمركز كوم حمادة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق