ياسمين تحملت فقر زوجها فكافئها بـ"ضرة"

الخميس، 01 مارس 2018 09:23 م
ياسمين تحملت فقر زوجها فكافئها بـ"ضرة"
محكمه الاسره
كتب/ إسلام ناجي

 

 

بعد قصة حب استمرت 5 أعوام، تقدم محمد لخطبة ياسمين محققًا وعده لها أخيرًا، ولأنه لا يملك من حطام الدنيا شىء، رفضه والدها فى بادئ الأمر إلا أن الفتاة تمسكت به، وهددت أهلها بالإنتحار إن أصروا على موقفهم القاسي، فأضطروا إلى الإذعان لرأيها، وتقدم الشاب مرة أخرى، فرحب به الأهل، ووافقوا على كافة ظروفه، فلم يطلبوا شبكة أو مهر حتى إنهم لم يحددوا شروطًا للشقة، وتركوها لاستطاعته المادية، فأجر واحدة صغيرة شبيهة بالاستدويو، ذات غرفة نوم واحدة، وصالة صغيرة.

 

واشترى محمد دبلة ذهبية بسيطة ليلبسها لحبيبته فى حفلة صغيرة فى منزل الأخيرة وسط مباركة الأهل، وبعدها بدأ الأثنان فى العمل لتوفير ثمن الأثاث، وعقب إنتهاء العروسين من توضيب الشقة، تم عقد القران فى شقة أهل ياسمين بعد أن أرتدت فستانًا بسيطًا لا يشبه فساتين الزفاف إلا فى لونه، وعندها رفض محمد كتابة مؤخر فى عقد الزواج حتى لا يحصل المأذون على نسبة منه، وعلى مضض وافق والد العروس خوفًا على صغيرته المدللة، وأنتقلت ياسمين من منزل أسرتها إلى عش الزوجية.

 

مرت الأشهر الأولى ثقيلة على الزوجين بسبب ضيق الحال إلا أن الفتاة الأصيلة تحملت ظروف حبيبها، ورضت بها منذ البداية، فساندته فى عمله، وشجعته على تطوير نفسه، وأبدعت فى تحويل مساحة بيتها الصغيرة إلى جنة يرتاح فيها محمد من عذاب العمل الصباحي، وضغوط مشروعه المسائي حتى تبدلت حاله، ونجح عمله الخاص، وقرر الاستقالة من وظيفته الحكومية البسيطة، للتفرغ إلى مشروعه، فشجعته ياسمين، وسهرت الليالى معه تساعده فى التخطيط والتفكير، حتى تميز فى مجاله.

 

بدأت الزوجة تلحظ تغير تصرفات حبيبها، وكثرة غيابه عن البيت، ومعاملته الجافة لها، لكنها أرجعت ذلك إلى إنشغاله فى العمل، وعزمه على النجاح عله يعوضها فترة الفقر السابقة، وبالفعل سرعان ما تأكدت لها ظنونها، إذ عرفت شراءه منزل أكبر فى أحد المدن الجديدة، وشروعه فى توضيبه وإعداده على أحدث صيحات الموضة الأمر الذى كلفه مئات الآلاف، فسعدت جدًا وتوقعت أن يفاجئها فى عيد زواجهما الرابع بعد عدة أشهر، فتغاضت عن معاملته، وتجاهلت تأخره كل يوم.

 

ما أن انتهى محمد من تجهيز المنزل الجديد حتى فاجئ ياسمين بعزمه الزواج من فتاة أخرى ذات وضع إجتماعي يتماشى مع ظروفه الجديدة، فلم تصدقه فى البداية، وتوقعت أنها مزحة سخيفة يختبر بها صبرها عليه، لكنه أكد كلامه، فسقطت مغشيًا عليها من الصدمة، وعندما أفاقت وجدت نفسها وحيدة فى الشقة، فشعرت لأول مرة بضيق المكان عليها، فجمعت بعض من أغراضها، وتوجهت إلى منزل والديها، اللذان هلعوا من هول الصدمة، وعجزوا عن تخفيف حدة الموقف، فعرضوا عليها طلب الطلاق.

 

بعدة عدة أيام، انتظرت خلالها ياسمين اتصالا هاتفيًا واحدًا من زوجها يعتذر خلاله عن مزحته السخيفة، قررت الإنصات لكلام والديها للمرة الأولى، وطلب الطلاق من حبيبها الذى لم يقدر تضحياتها لأجله، فأتصلت به لكنه تجاهلها، وعندما حاولت التواصل معه فى العمل، اعتذرت لها السكرتيرة لانشغال مديرها فى تحضيرات الزواج، فانطفئت آخر أشعة الحب فى فؤادها، وعقدت العزم على الخلع، وبالفعل توجهت فى اليوم التالى إلى محكمة الأسرة، ورفعت قضية ضد حب عمرها.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق