بعد إعلان عن صواريخ نووية جديدة.. هل اخترق بوتين اتفاقيات التسليح الدولية مع أمريكا؟

سلط خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام مجلس النواب، أمس الخميس، الضوء على تطورات العلاقات الروسية الأمريكية، خاصة عقب إعلانه عن مجموعة من الأسلحة الجديدة -وصفها بأنها لا تقهر-، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة لإعادة الاستراتيجيات الروسية العظمي في استخدام الأسلحة النووية

الدكتور أحمد قنديل، الخبير في الشأن الأسيوي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، قال إن الخطاب بمثابة تصعيد استراتيجي ضد الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين توترت منذ تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحكم، حيث لا توجد رؤية استرايجية واضحة لدى الإدارة الأمريكية، غير الفترة الأخيرة من حوالى شهر، حينما أصدرت واشنطن استراتيجية الأمن القومي الأمريكي التى أوضحت أن روسيا والصين أعداء الولايات المتحدة.

وأشار" قنديل" في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة" إلى أن عدم وجود رؤية استراتيجية لأمريكا واضحة للتعاون مع دول كبرى في العالم، سيؤدى إلى زيادة التوتر بين الدولتين، موضحًا أنه من غير الممكن أن تتحول العلاقات بين البلدين لحرب عالمية ثالثة.

توترات شديدة

الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قال إن ملف العلاقات الروسية – الامريكية يشهد حالة من التوترات الشديدة، والدليل على ذلك خطاب بوتين والذي كان بمثابة إطلاق دعوة لإحياء "روسيا العظمى" مرة أخرى من خلال قاعدة الأسلحة النووية التى أعلن عنها.

وأضاف " فهمي" في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة" أن العروض العسكرية للسلطات الروسية تعبتر انتهاك لاتفاقيات الحظر والتسلح، بينها وبين الولايات المتحدة، الأمر الذي يؤدي لتهديد أمن البلدين، بحسب اتفاقيات "صلب 1 و 2".

وأوضح أن الخطاب يعود لسببين أحدهما إجراء الجيش الأمريكي ترتيبات مع دول الحلف الأطلنطي في الآونة الأخيرة، والأخر رد الفعل السلبي من جانب الجهات الأمريكية.

وأوضح أن خطاب الرئيس الروسي أكد على توقع هجمات عسكرية مسلحة بين البلادين، خاصة عقب اختراق روسيا  لاتفاقيات التسليح الدولية مع الولايات المتحدة، الأمر الذي يعود تأثيره السلبي على المستوى الإقليمي خاصة فيما يتعلق بالملف السوري، مضيفًا أن العالم اليوم يحفظ أسماء الأسلحة النووية التى حاربت بها روسيا في دمشق، مشيرًا إلى رغبة روسيا  في الدخول في البرنامج النووي السلمي 5+1، ورغبتها أيضا في رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من الاتحادات الأوربية وأمريكا.

الحرب الباردة 

الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات السياسية والدولية، قال إن الحرب الباردة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية قائمة، منذ تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئاسة البيت الأبيض، حيث سعت روسيا منذ الانتخابات الأمريكية للتدخل في شأن حكومة واشنطن، ومن ثم بدأت الخلافات والنزاعات بين الدوليتين.

وأكد" اللاوندى" في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأ حياته السياسية على وئام سياسي دولي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أن الأونة الأخيرة شهدت توترات في العلاقات الثنائية بين البلادين، مشيرًا أن الخطاب الذي ألقاه بوتين كان متوقعًا خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الروسية.

وأشار إلى عدم وجود ملامح لحروب عسكرية بين البلادين، خاصة أن كلاهما لديه أسلحة نووية قادرة على نسف الأرض بأكملها، لذلك الحروب القادمة ستكون قائمة على استقطاب طرفي القادة السياسية في كلا البلادين، مؤكدًا أن الخلافات بين روسيا وأمريكا خلافات "موروثة".