"مدن الجيل الرابع مستقبل جديد لمصر"

منذ زمن طويل ونحن نسمع ونقرأ ونكرر ان المصريين  يعيشون  في الوادى والدلتا علي مساحه صغيره جدا من مساحه مصر حيث تبلغ المساحة المأهولة في مصر حوالي 78990كم2 بنسبة 7.8 % من المساحة الكلية للبلاد البالغه مليون كيلومتر مربع.

ولعل هذا جعل الكثافه السكانيه في المناطق المأهوله بمصر هي الاعلي علي مستوى العالم وهذا معناه ان هناك تلقائيا عدد كبير جدا من المشاكل التي تؤثر فينا جميعا كمصريين علي اختلاف مستوياتنا الاجتماعيه والاقتصاديه ترتبط بزياده الكثافه السكانية.

فالكثافه السكانيه المرتفعه تعني اننا نعيش في زحام وتلوث وضوضاء وضجيج ولا توجد مساحات خضراء ولا متنزهات للترفيه وان اسعار الارض وبالتالي الوحدات السكنيه  ترتفع بشكل هائل ولا تصبح في متناول الاغلبيه.

وانتظرنا سنوات وسنوات طويله لتبدأ الدوله مشروعا شاملا للتوسع والبناء والخروج من سجن الوادى والدلتا الضيق الي صحراء مصر الواسعه.

وتابعنا عدد من المحاولات لبناء مدن متناثره في الصحراء لم تحقق الهدف المرجو منها وظلت مجرد بلوكات من الاسمنت لا تجد من يسكنها

الي ان آن الاوان وبناء علي توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي أطلقت وزارة الإسكان شرارة البدء في تنفيذ عدد من المدن الجديدة ضمن ما يسمي بالجيل الرابع من المدن  التي تصل لـ13 مدينة جديدة في مختلف أنحاء مصر هي (العاصمة الإدارية الجديدة - العلمين الجديدة - شرق بورسعيد (سلام) - المنصورة الجديدة - الإسماعيلية الجديدة – الجلالة - الشيخ زايد الجديدة - واحة أكتوبر - غرب بني سويف - ملوي الجديدة - ناصر (غرب أسيوط) - غرب قنا - توشكى الجديدة).

هذه المدن لن تكون مجرد كتل خرسانيه ترتص بجوار بعضها ولكنها ستكون مدن تنمويه قادره علي جذب الاستثمارات الاجنبيه وبالتالي فهي قادره علي توفير فرص عمل للسكان كما انها توفر جميع الخدمات التي يحتاجها السكان وترتبط بالوادى والدلتا وببعضها البعض بشبكه الطرق القوميه الجديدة.

كما ان هذه المدن نجحت كما اشار السيد الرئيس في سياق حديثه خلال تدشين مدينة العلمين الجديدة في امتصاص عماله تصل الي ثلاثه او اربعة ملايين عامل وهو رقم ضخم ساهم في تقليل الاثار الاقتصاديه والاجتماعيه الناشئه عن اضطراب سوق العمل في ليبيا والعراق اللتان كانتا سابقا تستوعبان عماله مصريه يصل حجمها الي ملايين.

 يجب علينا ان نعلم ان انشاء هذه المدن خطوه جباره للامام لانها ستكون مستقبل مصر فهذه المدن ستعمل علي  استيعاب معدلات الزياده السكانيه المرتفعه وستمنع مصر من ان تتحول لمنطقه عشوائيه خطيره كما انها ستفتح ابواب رزق للملايين.