"الباطنية"..مظلومة في السينما والتاريخ

الأحد، 04 مارس 2018 03:00 ص
"الباطنية"..مظلومة في السينما والتاريخ
كتب رامى سعيد

 
عندما يذكراسم حي "الباطنية" يتبادرإلى الذهن عالم إجرامي مليء بتجارة المخدرات والسلاح والهيرويين والسكارى والمدمنين، وإذا أسعفك الخيال فأفضل صورة مهذبة يمكن أن تحصل عليها فيلم "الباطنية"، الذى قامت ببطولة الفنانة نادية الجندي، وملك الترسو فريد شوقى ومحمود ياسين وفاروق الفيشاوي وأحمد زكي، والذي تحول فيما بعد إلى مسلسل شهيرشارك في  بطولتة غادة عبد الرازق وصلاح السعدني، وحصلت عنه غادة عبد الرزاق ، على جائزة أفضل ممثلة فى الوطن العربي.

واقع منطقة أو حي الباطنية التاريخي كان غيرما اشتهر به  خلال المائة عام الماضية، برواج تجارة المخدرات بها، وتناول الدراما لها على أنها منذ بدأ الخليقة، وهى وكرلتجارة المخدرات، إذ يقول المقريزى عنها فى كتابه المواعظ والاعتباربذكرالخطط والآثارالمعروف بالخطط المقريزية: فى إحدى مناسبات الدولة الفاطمية أيام المعزلدين الله،  ظهرت جماعة من الناس بعد أن قسم العطايا ، وسألت عن نصيبها، فقال لهم: فرغ المال، فقالوا:" روحنا فى الباطل "فسموا بالباطلية وعرفت المنطقة بهم.

حريق الباطنية
 
وفى عام 663 هجرية شب حريق هائل في الباطلية، وفى  مناطق أخري بالقاهرة ، واتُهم النصاري بفعل ذلك ، فجمعهم الملك الظاهر بيبرس،  وفق ما جاء فى الخطط، وحملت  لهم الأحطاب الكثيرة ، وقدموا ليحرقوا بالنارفتشفع لهم الأميرفارس الدين أقطاى أتاباك والعساكر، على أن يلتزموا بالأموال التي احترقت،  وأن يحملوا إلى بيت المال خمسين ألف دينار، وقد جمع مع النصارى سائراليهود وركب السلطان ليحرقهم بظاهرالقاهرة، وقد اجتمع الناس من كل مكان للتشفى بحريقهم لما نالهم من البلاد من حريق الأماكن لاسيما حارة الباطنية التي أتت النارعليها حتى حرقت بأسرها.
 
فلما حضر السلطان وقدم اليهود والنصاري ليحرقوا برزاين الكازروني اليهودي ، وكان صيرفيا قال للسلطان بالله لا تحرقنا مع هؤلاء الملاعين أعداءنا وأعدائكم ، أحرقنا ناحية وحدنا ، فضحك السلطان والأمراء حينئذ ، وتقرر الأمرعلى ما ذكر فندب لاستخراج المال منهم الأمير سيف الدين بلبان المهراني فاستخلص بعض ذلك، فى عدة سنين وتطاول الأمرفدخل كتاب الأمراء مخدعهم وتحايلوا إبطال ما بقى ، فبطل أيام السعيدين الظاهر، وكان سبب فعل النصارى لهذا الحريق حنقهم لما أخذ الظاهرمن الفرنج أرسوف وقيسارية وطرابلس ويافا انطاكية، ومازلت الباطلية خرابا ، والناس تضرب بحريقها المثل لمن شرب الماء كثيرًا فيقولون "كان في بطنه حريق الباطنية ". 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة