سيدي الرئيس قوتك في حريتك

الأحد، 04 مارس 2018 02:07 م
سيدي الرئيس قوتك في حريتك
جمال رشدي يكتب:

كشفت مصادر مطلعة أن ائتلاف الأغلبية في البرلمان "دعم مصر" الذي يضم 350 نائبا من بينهم نواب 13 حزبا سياسيا ومستقلين، قرر التحول إلى حزب سياسي تمهيدا ليكون الحزب الحاكم في مصر استنادا لكونه سيضم بين مكوناته اغلب نواب البرلمان، وأن الأمر لم يتوقف فقط علي فتح مقرات جديدة للائتلاف في مختلف المحافظات، وإنما شمل أيضا اتصالات واسعة لتشكيل أمانات الحزب وهيئاته ووحداته القاعدية في المحافظات والمدن والأحياء والقري المختلفة. ذلك ما كتبته الجمهورية أونلاين منذ أيام ، ومن هنا سوف أوجه رسالة من قلب مواطن الى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، اسمك وتاريخك اكبر من أن يتم المتاجرة به سياسيا ، خلال سنوات حكمك في الفترة الأولي ، واجهت مصر صعوبات كبيرة وللغاية اقتصادية وأمنية ، وكانت تلك الصعوبات اكبر بكثير من إمكانيات الدولة المصرية، وقد راهن عليها أعداء الوطن خارجيا وداخليا بأنها كفيلة بأسقاط نظامك ومن ثم الوطن ، لكن كانت هناك قوة خفية عظيمة اكبر بكثير من تلك الصعوبات واستطاعت الانتصار عليها ، تلك القوة هي العلاقة المباشرة بينك وبين كل شرائح وطوائف شعبك ، الشعب يتعامل معك بأنك ابنا للوطنية المصرية المتمثلة في القوات المسلحة ، الشعب يتعامل معك بأنك ابن الحارة والنجع والقرية والمدينة ، فها هو العامل والفلاح والمهندس والطبيب والمثقف والبسيط الكل يتعامل معك بأنك واحد منهم وابنا لهم ، الجميع يحبك تلك كانت العلاقة التي تجسدت بين الشعب وقواته المسلحة في شخصك، والتي هزمت كل الصعوبات والمؤامرات واستمرار تلك العلاقة سوف تدخل بمصر مرحلة جديدة من التعملق في كل المجالات ، سيدي الرئيس تكوين ذلك الحزب ليكون الحزب الحاكم في مصر سوف يتكالب عليه كل راقصي السامبا السياسية والمتلونون بالوان ثقافة النفاق والتسلق وسيتاجرون باسمك وتاريخك وحب الشعب لك ، هنا الخطورة أن تضع نفسك في بوتقة سياسية ضيقة تفصلك عن العلاقة المباشرة مع الشعب ، سيدي الرئيس اسمك وتاريخك ليس ملك لك بل ملك الوطنية المصرية الذي أصبح سطر مهم في كتابها فانت امتداد تلك الوطنية التي تضم أجدادنا العظماء في كل العلوم والتخصصات فلا يليق بكل هذا أن يكون في بوتقة سياسية ضيقة حتما سوف يدخل بجوارك فيها كل أصناف أصحاب العويل والضجيج والصراخ السياسي، سوف يكون بجوارك من يسعي لركوب المشهد والظهور فيه، سوف يكون بجانبك أصحاب المصلحة والمتاجرة باسمك ، سوف تنقطع علاقة الحب المباشرة مع كل أطياف الشعب ولن تصبح ابنا أو واحد منهم ، هنا الفجوة التي سوف تحدث وهنا أيضا الثغرة التي تتواجد أمام أعداء الوطن ليدخلوا منها ، وهنا أيضا حزب وطني جديد يتحالف فيه الفساد بكل أركانه مع السياسة ورأس المال ، احذر يا ريس أن يكون لك حزب حاكم مكون من مئات الألاف أو بضع ملايين ، أنت لك حزب مكون من عشرات الملايين من الشعب أنت لك عمق وطني كبير يثق فيه الشعب وهو القوات المسلحة ، لا تصدقهم سيدي الرئيس انهم يريدون أن يتاجروا باسمك  تحت مظلة الحزب الحاكم ، كن حرا لان قوتك نابع من حريتك ، أنت ذكرت منذ أسابيع انك ليس رجل سياسي وحسنا انك ذكرت ذلك، لأنك  ابن الوطنية المصرية التي هي اعمق واشمل من السياسة ، انك ابن الهوية المصرية التي هي منبع كل العلوم السياسية والاجتماعية والعسكرية والاقتصادية ، سيدي الرئيس ذلك المقال هو صوت الوطن مصر الذي يصرخ بداخلي ويسكن كل جوارحي ، سيدي الرئيس اتركهم يفعلون ما يشاؤون ولكن كن أنت ابن كل كل مصري، سيدي الرئيس أنت حلقة الوصل الوحيدة الموثوق بها بين اغلبيه الشعب التي هي شريحة القاع ومؤسسات الدولة  فلا تسمح بقطع حبال تلك القناة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق