من مضحكات السياسة .."قفشة" فؤاد سراج بالسجن.. ونكتة إسماعيل ياسين للمشير السلال.. وبطة هيكل في الصين

الإثنين، 05 مارس 2018 05:00 ص
من مضحكات السياسة .."قفشة" فؤاد سراج بالسجن.. ونكتة إسماعيل ياسين للمشير السلال.. وبطة هيكل في الصين
محمد حسنين هيكل
رامى سعيد

لا يعد التاريخ السياسي فى مجملة معاهدات وبنود وقرارات ومفاوضات فحسب، فهو كأى مجال به ما يتميز من أحداثه بالجدية ، وبه الدعابة أيضًا ، وإذا جاز القول قد يتضمن ما يطلق عليه "القفشة".

" فؤاد سراج الدين" 
 
ومن بين تلك القفاشات قصة وقعت أحداثها  فى "سجن ملحق مزرعة طره" بين "فؤاد سراج الدين وزير داخلية حكومة حزب الوفد خلال فترة الملك فاروق، وبين القطب الناصري كمال أحمد، والحكاية كما رواها صلاح عيسي فى كتابه شخصيات لها العجب، أنه بعد إلقاء القبض على عدد كبير من السياسيين على خلفية حملة اعتقالات الرئيس السادات سبتمبر و1981 "وجد نفسه فى زنزانة واحدة مع نائب رئيس الوزراء السابق محمد عبد السلام، أحد أركان حكم السادات فى بداية حكمه، وفؤاد سراج الدين". 
 
ويقول عيسى عن فؤاد سراج الدين " خلال الأسابيع التى أمضيتها فى الزنزانة أتيح لى أن أتعرف عن قرب إلى مزاياه الإنسانية التى كان بعض مزاياه السياسية، فوجدت رجلا ألوفًا فى غير ترخيص متواضعًا من غير ضعه، كبيرً بلا تكبر، ويملك قدره هائلة على اكتساب مودة الآخرين، ولا يترك فرصة تمر دون أن يجد أرضية مشتركة تجمع بينهم وبينه. 
 
ويشير عيسى إلى واقعة طريفة إذ يقول "كنا  نناديه بلقبه المعروف " ياباشا" ما عدا القطب الناصري المعروف " كمال أحمد " الذى أصر على أن الألقاب قد ألغيت، فكان يناديه بـ " أستاذ فؤاد " ولم تفت الدلالة على ذكائه اللامع، وذات صباح كان يجلس فى باحة السجن الداخلية، وحين مر به " كمال أحمد فحياه قائلا: صباح الخير يا أستاذ فؤاد .. وبسرعة أجابه : أهلا كمال باشا .. وانفجر الجميع بالضحك، ومنذ ذلك الحين أصبحنا نناديه بالأستاذ فؤاد، وننادي القطب الناصري بالباشا

"إسماعيل ياسين"
 
فيما تأتي القفشة الأشهر إبان الحقبة الناصرية على حد رواية أنيس منصور في كتابه " الكبار يضحكون أيضًا" إذ يقول سمعت من صديقى الفنان إسماعيل ياسين نجم الكوميديا الكبير انه كان يمر بتجربة قاسية جدًا، فقد كان بعد أن يفرغ عمله المسرحي فى القاهرة تنتظره سيارة لكي تنقله إلى الإسكندرية إلى مستشفى المواساة حيث يرقد المشير السلال، رئيس اليمن. ولا يهم السلال إذا كان إسماعيل قد نام فى الطريق أو لم ينم . المهم أن يجىء إليه وأن يجلس إلى جواره ويحكى له بعض النكت.
 
وكان إسماعيل ياسين يحكي ويؤلف نكت وقفشات، ولكن عذاب إسماعيل ياسين مع السلال ليس أن يأتي بنكتة جديدة، لكن السلال يريد أن يسمع نكتة واحدة كل يوم فكان اسماعيل ياسين يضيف حركات من عنده إلى أن ضجر تمامًا، واقترح عليه أن يسجل النكت فى شريط يسمعه المشير حتى لا يجىء من القاهرة إلى الاسكندرية كل ليلة، إلا أن المشير رفض وقال أن اسماعيل كل شىء فيه يتحرك رأسه " دماغة .. وفمه ويداه .. واهم من ذلك كرشة. 
 
ويقول إسماعيل ياسين أنه قرر أن لا يذهب بلا نكته قديمة ولا جديدة حتى جاءه احد الضباط الأمن وقال : الرئيس عبد الناصر يرجوك أن .. وقال اسماعيل : يرجوني الرئيس يا خبر أسود .. دا أنا أروح عريان ملط ياراجل.. وإذا السلال لم يضحك فتحت فكيه وحشرت النكت فى حلقه حتى يموت من الضحك" . 

"هيكل" 
 
كما روى الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل فى كتابه "موعد مع الشمس أحاديث أسيا" قصة طريفة حدثت معه أثناء زيارته للصين إذ يقول "دعاني "وولين شى" المسئول عن تحرير جريدة "الشعب"، وهى كبرى الصحف الصينية، إلى عشاء ذات ليلة فى مطعم "بط بكين" الشهير، وكان العشاء أطباق من بطة واحدة. خمس قطع مختارة باردة من البطة فى أول طبق. كبد البطة مقليًا فى طبق ثان أضلاع البطة بالصلصة فى طبق ثالث. قلب البطة فى قطع صغيرة محمرة فى طبق رابع. لسان البطة وأمعاؤها والبنكرياس، مطبوخة مع الخضر فى طبق خامس. جسم البطة نفسه أخيرًا، والطبق الرئيسى، مشويًا فى طبق سادس. عظام البطة مسلوقة، فى طبق حساء فى النهاية، وهو الطبق السابع، وأتذكر أننى قلت لـ"وو لين شى": لم يبق من البطة غير ريشها، وأرجو ألا نأكله؟
فقال "وو لين شى": "لا" .. إن المطعم يبيع ريش البط لأغراض صناعية.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق