وأراد البغاث أن يستنسر

الإثنين، 05 مارس 2018 06:39 م
وأراد البغاث أن يستنسر
احمد نجيب كشك يكتب:

حينما نتأمل الأحداث التي تدور في سيناء والتضحيات والبطولات التي تسطرها الدولة المصرية بجيشها وشعبها في تلك الملحة العظيمة "العملية الشاملة سيناء2018"، يتبادر إلى الأذهان ذلك المثل القديم الذي يقول:( إنَّ البُغاثَ بأرضنا يَسْتَنْسِرُ )، وهو المثل الذي طالما تغنى به الناس كلما توفرت الحالة التي تستدعي ذكره، والبغاث هو طير من شرار الطير بطيء الحركة والطيران ولا يصيد بنفسه، والمقصود بكونه (يستنسر):أي أراد أن يجعل نفسه في مقام النسر، ومن المعلوم قوة وكبر حجم النسر وأنه ملك الطيور كما أن الأسد ملك الغابة، فهذا البغاث أراد أن يرتقي مرتقا صعبا وأن يتقلد مكانة لا يصح لمثله أن يتقلدها، وكانوا قديما يستخدمون هذا المثل في كل مرة يتطاول فيها الصغار وينتفش ريشهم في ظل غياب الكبار أو انشغالهم.
 
هذا المثل رأيناه واضحا جليا ينطبق بكل معانيه على أصحاب تلك الأحداث التي كادت أن تعصف ببلاد المسلمين منذ اندلاع ثورات الخراب العبري وإلى الآن، والتي كانت من نتائجها الخراب والدمار والهدم والدماء، ولعل بلاد مثل اليمن وسوريا وليبيا وتونس مازالت تقف شاهدة على صدق هذا التوصيف، ولكن ما قصدت الإشارة إليه تخصيصا هو الأحداث التي مررنا بها في مصر، فلقد رأينا كيف انتفش البغاث وأقصد به هنا خوارج هذا العصر من الجماعات الإرهابية وحلفاؤهم من الثورجية وكذلك الدول التي كانت وما زالت تساعدهم وتدعمهم وتمد لهم يد العون بكل بقوة في محاولة لإنجاح ما فشلوا فيه حتى الآن، فقد قام هؤلاء بزرع الإرهابيين في سيناء وغيرها ودعموهم بكل ما أوتوا من قوة بالسلاح وبالعتاد وبالمال من أجل تنفيذ مخططاتهم والتي ظنوا بمنتهى السذاجة أنها سهلة المنال، وقد هيأ لهم خيالهم السقيم وأوهامهم خلال الفترة التي  اختلط  فيها الحق بالباطل ونجح فيها الإخوان ومن هم على شاكلتهم في الوصول للحكم في مصر أنه يمكن أن ينجحوا في مخططاتهم وأن يستنسروا، ولكن الرد كان سريعا أكثر مما تصوروا حيث استطاع المصريين تلقينهم درسا لن ينسوه أبدا.
 
ولذلك فإن ما تقوم به الدولة المصرية الآن في سيناء تحت قيادة سيادة الرئيس السيسي حفظه الله من مجهودات وتضحيات مشرفة سواء من الجيش أوالشرطة للقضاء على الإرهاب والإرهابيين، ومحاولة التعمير والبناء داخل سيناء وخارجها والنهوض بالاقتصاد المصري"يد تحارب ويد تبني"، وبجوارهم الشعب الصامد الذي اختار أن يتحمل الصعوبات الاقتصادية والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد ويقف بجوار قادته في تلك الحرب جنبا إلى جنب صابرا ومحتسبا لا يشكوا ولا يتململ أملا في مستقبل أفضل، يأتي ردا على هذا البغاث الذي ظن في يوم من الأيام أنه يمكن أن يصبح نسرا، وليثبت قوة الدولة المصرية شعبا وجيشا مقارنة بكل شعوب وجيوش العالم، كيف لا وهؤلاء هم من سطروا أعظم البطولات والانتصارات على مر التاريخ إلى يومنا هذا، لتبقى حقيقة واحدة لا جدال فيها وهي أن النسر سيبقى دائما نسرا والبغاث لا يمكن أن يعدوا عن كونه بغاثا، فتحية إجلال وتقدير للنسر المصري الذي سطر وما زال يسطر أعظم الملاحم في رحلة بناءه ودفاعه عن الدين والوطن.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق