"المسكين المذنب".. كيف تناول يوسف زيدان وإبراهيم عيسى أخطاء الثورة العرابية؟

الثلاثاء، 06 مارس 2018 08:00 م
"المسكين المذنب".. كيف تناول يوسف زيدان وإبراهيم عيسى أخطاء الثورة العرابية؟
يوسف زيدان و إبراهيم عيسى
رامى سعيد

ينطلق الأديب يوسف زيدان والكاتب الصحفي إبراهيم عيسى من فرضية واحدة مفادها أنه ليس ثمة رموز مادمنا نتحدث عن بشر "يخطئون ويصيبون"، فى الوقت الذى تعامل فيه "زيدان" بحس الباحث، تعامل الجورنالجي بحس الفنان تجاه الشخصيات التاريخية مقرًا أخطائهم في المقام الأول، ومتفهمًا واقعهم الإنساني ووضعهم البشرى وظروفهم المعشية فى المقام الثاني وتحديدًا تجاه "أحمد عربي". 
 
واللافت فى تناول "الأزمة العربية" عند زيدان وعيسى، أن الأخير هو الذي نفى واقعة وقفة عرابى أمام الخديوي إسماعيل، قائلا فى برنامجه المذاع آنذاك تحت اسم 25-30 إن الزعيم أحمد عرابى لم يقف أمام الخديوى توفيق ولم يذهب إلى قصر عابدين وهذا المشهد الذي ندرسه فى الكتب لم يحدث على الإطلاق لا حرفا ولا لفظا ولا مشهدًا ولا حوارًا، ولم يقابل الخديوى توفيق من الأساس"، وهو ما تناوله زيدان فيما بعد بشيء من التضخيم والتحقير من شأن عرابي؛ حيث قال خلال برنامج كل يوم أن المقررات الدراسية التي درسناه وفيها أن أحمد عرابي راكب على الحصان واقف زي الفار أمام الخديوي، ويقول له لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم شوشت على دماغنا.
 
 
كما وصفه أيضًا بأنه "ضيع البلد ودخلنا في استعمار 70 عاما"، معتبره مسكينا مقارنة بصلاح الدين الأيوبي، وقال إن "عرابي لا يمتلك مخابرات عسكرية ولا عنده أي حاجة وعامللي غاغة وعايز يحكم.. مسكين زي اللي قبله، إنما الأفلام الهندي اللي درسناه دي شوشت على دماغنا.. وهو أمر لم ينفه عيسى بل شرحه فى ضوء ظروفه وملابساته وحسن نوايا عرابى من ناحية، مع تقديره للعواقب وخيانة الثورة العربية من جهة ثانية.  
 
 
فيما حلل عيسى حقبة " الثورة العرابية " من فرضيه مختلفة خلال برنامجه حوش عيسي قائلا: " أحمد  عرابى " " مصطفى كامل "  سعد زغلول" زعامات وطنية لها تماثيل فى الميادين والشوارع والمتاحف وتماثيل فى قلوبنا .. تماثيل محبه واحترام وتقدير لكن هل  دراسنا الشخصيات ديه عن حق ونقد؟، مشيرًا إلى وجود خطأ تاريخي فى دراستنا لتلك الحقبة على أن الثلاث زعامات منفصلة عن بعضهم، رغم أن الثلاثة عاشوا فى حقبة زمانية واحدة وكان بينهم تعايش. متسائلا طيب أية كان رأيهم فى بعض؟ أيه المواقف اللي بنهم ؟ وما دموا هم زعامات وطنية هل لعبت دور كبير فى حياتنا ؟ هل الثلاثة عملوا عمل مشترك ؟ وقفوا جنب بعض ؟ أيدوا بعض ؟.
 
ويجبب عيسى: الحقيقية لا . لهم مواقف من بعض مش بالضرورة إطلاقا جيدة، ويصف ذلك عيسى بأنه هذا " طبيعى وبشرى وإنساني وفيه كمان قدر من الرحمة. 
 
وينطلق عيسى من فرضية أخري لقراءة تلك الاختلافات والتباينات بين الزعامات الثلاثة وهو عامل السن "لفهم منطلقات ودوافع الثلاث شخصيات، إذ يقول: احمد عرابى لما قام بثورته أو انتفاضته كان فى "الأربعين" من عمره، مصطفى كامل أتحرك وغير شكل الدنيا فى مصر وهو فى مطالع العشرينيات 22 – 23 عاما، سعد زغلول وثورة 19 ونفيه ومظاهراته عمره من 61 إلى 62 سنة. 
 
مفندًا من خلال هذه الفرضية: أنه من الطبيعى أن يغضب مصطفى كامل -هو فى هذا السن الصغير-  من عوده عرابى من منفاه وأن يهاجمه.. بعد كتابته خطابات بالغه الرقة للانجليز حتى يسمحون له بالعودة.، ويشير عيسى إلى ضرورة تفهم موقف عرابى فى منافاه حتى يكتب تلك الرسائل منها " انكسار قيادات ثورة عرابي فى المنافي لخروجهم من ثورة فاشلة لافته إلى أن من الطبيعى أن يكون بين تلك القيادات أحن ومشاكل وهما فى سن يسمح بالمرض والاكتئاب. وطبيعى أن حد يموت فيزداد شعور الفقد والموت والوحشة إضافة إلى بعدهم عن أبناءهم وزوجتهم" متفهم على الجانب الأخر موقف مصطفى كامل الغاضب من مواقف عرابى المتناقضة حربه على الانجليز ثم استجداه لهم حتى يعود إلى مصر. 
 
الخلاصة أن عيسى أقر أخطاء الثورة العربية وأحمد عرابى ولكنه لم يتغافل عنها على طريقة "تقديس الرموز"، بل تعامل معهم كما هم زعامات وطنية بشرية تخطئ وتصيب وتضعف وتنحط. بينما تعامل زيدان مع ذلك الأمر بطريقة القاضى مذنب أو غير مذنب وبالتالي أقر فرضية أن أحمد عرابي مذنب وفار ومسكين عايز يحكم. 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق