مصر والسعودية.. وحائط الصد العربي

الجمعة، 09 مارس 2018 05:36 م
مصر والسعودية.. وحائط الصد العربي

كان اختيار ولي العهد السعودي القاهرة كأول عاصمة يزورها في زيارة خارجية، له الكثير من الدلالات السياسية الجديرة بالقراءة.

فمصر والسعودية تاريخيًا هما دعامتا العمل العربي المشترك؛ بما تمتلكه مصر من رصيد حضاري وضخامة سكانية، وإمكانات علمية، وقوة عسكرية، وبما تمتلكه السعوديه من قوة روحية بسبب وجود مكة والمدينة المنورة في أراضيها إلى جانب امتلاك السعودية لأكبر احتياطي نفطي مؤكد في العالم، وهو ما يجعل منها قوة اقتصادية عالمية.

ولا يخفى علينا أن العلاقات المصرية السعودية، قد مرت بتقلبات وهزات على امتداد ما يزيد على ثمانين عامًا، هي عُمر المملكة، ولعل أسوأها ما حدث خلال حرب اليمن في ستينيات القرن الماضي، ووقتها أدى الصراع بين الدولتين إلى استنزاف موارد كل منهما وأصاب العالم العربي كله بالضرر.

ولكن كلتا الدولتين سرعان ما تجاوزتا ذلك الخلاف العابر، وظهر ذلك جليا في مواقف متبادلة بين مصر والسعودية.

 فلا ينسى كل مصري ولا كل عربي الموقف الشجاع والنبيل للسعودية في عهد الملك الراحل فيصل، الذي قرر أن يستخدم سلاح البترول في حرب 1973 فدعا إلى اجتماع وزراء البترول العرب الذي اتخذ خلاله قرار خفض إنتاج البترول وصولا إلى قطعه عن أمريكا والدول الداعمة لإسرائيل.

كما أن مصر سارعت إلى الوقوف بجوار السعودية سياسيًا وعسكريًا عام 1990، وأرسلت قواتها المسلحة لمنطقة حفر الباطن بالسعودية لحمايتها من اجتياح كان وشيكا من طرف قوات صدام حسين.

ولعل كلتا الدولتين الآن في أمس الحاجة للعمل المشترك في وجه مخططات شريرة من قوى معادية تتربص بنا، فمن مخططات إيران لتصدير الثورة الإسلامية إلى محاولات تركيا لإعادة الدولة العثمانية إلى الحياة على حساب أمن واستقلال الدول العربية، لابد أن يكون هناك حائط صد عربي قوي قادر على لملمة شتات الصف العربي، ومداواة جراحه الغائرة من أجل تجاوز هذه الفتره العصيبة التي تمر بها المنطقة العربية، والتي تتسع الجروح النازفة فيها من فلسطين إلى العراق إلى سوريا إلى ليبيا إلى لبنان إلى البحرين إلى اليمن.

لهذا سعى الرئيس السيسي وولي العهد السعودي، إلى الخروج من حيز التنظير إلى حيز التفعيل، وقاما بتوقيع اتفاقيات لتعزيز التعاون في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والثقافية والتعليمية والتجارية والاستثمارية والسياحية، وأيضا في مجال مكافحة الإرهاب الذي عانت منه كلتا الدولتين أشد المعاناة

إن هذه الزيارة وبحق كانت حجر زاوية في علاقات استراتيجية تحمي الأمن القومي العربي في وقت كادت فيه كثير من الدول العربية أن تعصف بها رياح المؤامرات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق