قصة منتصف الليل.. السحر في المرتبة

السبت، 10 مارس 2018 11:00 م
قصة منتصف الليل.. السحر في المرتبة
إسراء الشرباصى

خرجت "ريهام" من غرفتها تتلفت يمينا ويسارا محاولة أن تعلم أين تجلس والدتها لتتحدث معها دون أن يسمعها أحد من أخواتها وبخطوات هادئة دخلت المطبخ فوجدت والدتها تعد الطعام مدندنة أغنية "ما تزوقينى يا ماما" فقاطعتها "ريهام" قائلة "وأنا بقى امتة هاتزوقينى يا ماما؟".
 
ضحكت الأم بعيون لامعة وقالت "يارب يا حبيبتى أفرح بيكى"، وهو الرد الذى طمئن "ريهام" بأن تقص على والدتها قصة "حسام" الشاب الذى يريد الزواج منها فاستمعت لها الأم باهتمام وبدأت تتساءل عن عمله وأهله لتجيبها ابنتها عما تريد معرفته وبعد انتهاء حديثهن قالت "ريهام" والخوف يملأ قلبها "هو بس فى مشكلة واحدة ..ماماته مش موافقة عالجوازة".
 
الأمر الذى جعل الأم ينقلب حالها بعد أن كانت تسمع بشغف لتقف وتقطع حديث ابنتها قائلة "اللى مش اشرينا ميلزمناش ولو مجاش هو وأهله يطلبوا ايدك وهما مبسوطين ميجيش البيت أحسن"، فوقفت "ريها" عاجزة عن التصرف واتصلت بـ "حسام" وأخبرته بالحوار الذى دار بينها وبين والدتها ولم يعلق سوى بقوله "أنا هاتصرف".
 
انتهز "حسام" الفرصة المناسبة ليتحدث مع والدته فى الأمر وفور أن سمعت والدته كلمة زواج ردت بحسم "تتجوز ايه انت حيلتك حاجة دا انت بتخلص مرتبك فى نص الشهر وتاخد منى عايز تجيب واحدة أصرف عليك وعليها"، فلم يكتفى "حسام" بهذا الحديث وأخذ يحاول إقناعها وانتهى حديثهما بقولها "مش كل شوية تكلمنى على البنت دى ولو عايز تتجوز فعلا اثبتلى انك اد المسئولية الاول وبعدها نتكلم فى موضوع الجواز".
 
وما إن انتهى الحديث على ذلك وشعر "حسام" أن الفرصة أمامه وبيده أن يبدأ مشواره مع الفتاة التى أحبها وبدأ فى البحث عن عمل إضافى وتقليل مصاريفه الشخصية وبعد مرور ثلاثة أشهر استطاع أن يثبت لوالدته أنه يستطيع الزواج فلم يأخذ منها جنيه واحد وعمل بوظيفة إضافية ليكفى دخله الشهرى احتياجته ويزيد عنها.
 
إلا أن والدته انتابها شعور الغيرة من هذه الفتاة التى استطاعت أن تحول شخصية ابنها رأسا على عقب بعد أن كان الابن المدلل أصبح يعتمد على نفسه ليثبت أنه جدير بالزواج بها، وبعد مرور أيام ذهبوا لطلب الزواج من "ريهام" وحاولت والدته أن تخرب الخطبة بأى شكل إلا أن غيرتها كانت تظهر على تصرفاتها وهو ما جعل الجميع لا يهتم بتصرفاتها.
 
وقبل حفل الزفاف بأيام استعدت أسرة "ريهام" للتنجيد وجاءت والدة العروس وأخواته للاحتفال مع عائلة العروسة إلا أن والدة "حسام" احتفظت بمكانها بالقرب من المنجد ولم تتحرك لأى سبب وهو ما لاحظه أهل "ريهام" ولكن لم يهتم أحد بالأمر.
 
وبعد الانتهاء من حفل الزفاف ذهب العروسين لعش الزوجية إلا أن الزوجة لم تستطيع تحمل "مرتبة السرير" لتقول لزوجها "المرتبة بتطلع نار مش قادرة المسها" لم يهتم الزوج بالأمر وحاول تهدئتها وكان توقعه بأن خجل زوجته هو ما جعلها تشعر بذلك واحتضنها لتستطيع النوم فى هدوء.
 
وفور أن فتحت "ريهام" عينها ونظرت إلى نفسها فى المرآة فشاهدت وجهها يعلوه قرنين أخذت تلمس شعرها ووجها فلم تشعر بشئ مما تشاهده فى المرآة فخرجت مسرعة لتنظر فى مرآة أخرى فوجدت نفسها طبيعية فاستغفرت ربها واستكملت يومها بشكل طبيعى وظنت أنها كانت تخيل.
 
إلا أن الأمر لم يكن تخيل فقد استيقظت "ريهام" فى اليوم التالى على نفس الشئ وبعد مرور عدة أيام لاحظت أن غرفة النوم فيها أمر غير مفهوم فقد تشعر بنيران متوهجة تخرج من "مرتبة السرير" فلا تستطيع النوم ومرآتها تظهرها بقرنين فحاولت أن تقص على زوجها إلا أنه استمع لحديثها بسخرية.
 
وظلت "ريهام" على هذا الحال وكلما تحكى لزوجها عما تلاحظه يسخر منها وهو الرد الذى لم تستطيع تحمله فبدأت المشاحنات تدخل حياتهما لتعكر صفو الزواج السعيد، وبعد مرور عدة أشهر وكان قد فاض الكيل بالزوجة اقتنع الزوجان بأن يشتريا منزل جديد بدلا من منزلهما ظنا منهم أن المنزل تنتشر بأنحاءه العفاريت.
 
وخلال تحضيراتهما للنقل لمنزلهما الجديد طلبت الزوجة أن تعيد تنجيد "مرتبة" غرفة النوم وهو ما نفذه الزوج وأحضر المنجد وأثناء استخراجه للقطن من "المرتبة" سقطت ورقة صغيرة على الأرض فأمسكتها الزوجة بتعجب وحاولت أن تفتحها إلا أنها كانت تنطوى طبقاتها بطريقة عجيبة وتغلفها طبقة لاصقة فأخذت الورقة وذهب إلى والدتها لتسألها.
 
ذهلت والدتها من شكل الورقة وبدأ الشك يدخل قلبها فتوجهت إلى رجل يدعى أنه يفك الأعمال والسحر لتسأله وهو ما أكد لها أن هذه الورقة تحمل سحر صنعته والدة الزوج لتدمر زواجهما، وخرجت "ريهام" بصحبة والدتها من هذا المكان واتفقا على الذهاب إلى محكمة الأسرة لطلب الطلاق لأن الأم التى تستخدم السحر فى تخريب حياة ابنها لم تكف عن المحاولات حتى ينفصلا.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق