لا تنسوا حسام حسن

في الآونة الأخيرة، جرت استفتاءات رقمية على لقب أفضل لاعب كرة قدم مصري عبر التاريخ، وكانت الاختيارات ما بين محمود الخطيب و محمد أبو تريكة ومحمد صلاح، ولا يغيب على احد ان اغلب تلك الاستفتاءات كانت بغض تلميع محمد أبو تريكة ووضعه بجانب محمد صلاح في خانة واحدة، خاصة حينما رأينا لجان الكترونية منظمة تصوت لصالح أبو تريكة.

وبكل اسف قامت بعض الصحف المصرية بنفس الاستفتاءات، وفى كلا المرتين لاحظت تغييب سيرة الكابتن حسام حسن دون داعي، رغم ان ارقام حسام حسن تتفوق على محمود الخطيب، وحتى الان على محمد صلاح (الذينتمنى له التوفيق وكسر كافة الأرقام المصرية)، وتستطيع منافسة أبو تريكة بكل سهولة.

وعلى مستوي الأداء فأن حسام حسن لا يقل عنهم، بل ولا يجاريه في العزيمة التي لا تنكسر الا صلاح فحسب، حسام كان قائد وزعيم عظيم في الملعب، طاقة إيجابية وحماسية صافية خالصة لا تنضب ابدا، هي رأسماله الأول في عالم التدريب اليوم بعيداً عن الخبرة التي يكتسبها يوماً بعد يوم، والرؤية التي اثبت انه يمتلكها لاعباً قبل ان يصبح مدرباً.

من الصعب ان تجد لاعباً فاز بالبطولة القارية (كأس الأمم الافريقية) ثلاث مرات غير متتالية مع ثلاثة أجيال – على الأقل – مختلفة، عام 1986 مع منتخب ثابت البطل ومحمود الخطيب وشوقي غريب وطاهر أبو زيد، وعام 1998 مع منتخب نادر السيد وحازم امام ومحمد عمارة واحمد حسن، ثم عام 2006 مع منتخب عصام الحضري ومحمد أبو تريكة ومحمد بركات واحمد حسام.

لعب دولياً حتى سن الأربعين ومحلياً حتى سن الــ 42، من الصعب ان لم يكن من المستحيل ان تجد لاعباً تنقل بين أكبر الأندية المصرية مثل الأهلي والزمالك والاتحاد والمصري والترسانة دفعة واحدة، ليصبح ثاني اكثر لاعبي الدوري المصري احرازاً للأهداففي الدوري المصري، ويتصدر نادي المئة في الدوري المصري الراحل حسن الشاذلي برصيد 176 هدفاً، يليه حسام حسن برصيد 168 هدفاً، وثالثاً مصطفى رياض برصيد 123 هدفاً، ورابعاً السيد الضظوي برصيد 112 هدفاً، وخامساً محمود الخطيب برصيد 109 هدفاً، وسادساً أحمد الكأس برصيد 107 هدفاً وسابعاً محمد أبو تريكة برصيد 105 هدفاً.

لعب دولياً 21 عاماً، ما بين عامي 1985 و2006، ليحرز 83 هدفاً في 170 مباراة تجعله هداف المنتخب المصري الأول، وثاني أكثرلاعبي العالم اشتراكاً في المباريات الدولية وكان الأول لفترة طويلة خاصة عام 2001.

وهو ايضاً الهداف التاريخي للنادي الأهلي، وقد سجل مع الأهلي والزمالك والترسانة والمصري والعين الاماراتي ونيوشاتل السويسري وباوك اليوناني ما يصل الى 234 هدفاً في بطولات محلية وإقليمية.

وبينما كان باب الاحتراف الخارجي مغلق في وجه اللاعب المصري في ثمانينات وتسعينات القرن العشرين الا في حالات استثنائية، كان حسام حسن واحداً من تلك الحالات، حيث احترف بباوك اليوناني ونيوشاتل السويسري، واثناء لعبه مع النادي السويسري في كاس الاتحاد الأوروبي موسم 1991/1992، هز شباك نادي سيلتك الاسكتلندي اربع مرات في مباراة واحدة، وفى زمن كان للكرة الاسكتلندية مجدها العتيد، ويعتبر حسام واحد من اربع لاعبين فحسب احرزا اربع اهداف في مباراة واحدة في تاريخ كاس الاتحاد الأوروبي الذى استبدل لاحقاً بكاس الأندية الأوروبية.

وهو على رأس منتخب 1990 الذي وصل لكأس العالم، من ضمن ثلاث مرات فحسب وصلنا الى نهائيات البطولة العالمية، وخاص حسام المباريات الثلاث في المونديال الإيطالي 1990 مع منتخب احمد شوبير وإسماعيل يوسف ومجدي عبد الغني واحمد الكأس.

حصل على الدوري المصري 11 مرة مع الأهليو3 مرات مع الزمالك، وكاس مصر 4 مرات مع الأهلي ومرة مع الزمالك، وكاس الكؤوس الافريقية أربع مرات مع الأهلي وكاس افريقيا للأندية ابطال الدوري مرة واحدة مع الأهلي، ودوري الابطال الافريقي مرة واحدة مع الزمالك، وفاز مع الأهلي بكاس الأندية العربية ابطال الدوري وكأس الكؤوس العربية ومرتين كأس النخبة العربية، بالإضافة الى مرة واحدة كأس السوبر الافروآسيوي.

ومع ذلك فاز بكاس السوبر المصري مرتين، ومرة واحدة لكلاً من كاس السوبر الافريقي وكاس السوبر المصري السعودي، وحينما لعب مع العين الاماراتي أحرز معه بطولة الدوري الاماراتي.

والى جانب ثلاث بطولة أمم افريقيا مع ثلاثة أجيال على الأقل، فاز مع المنتخب بكاس الأمم العربية عام 1992 ودورة الألعاب الافريقية عام 1987، ومثل مصر في كاس العالم للقارات.

حسام حسن جزء مهم من الذاكرة الرياضية المصرية، لا ينبغي او يليق بأن ينسى او يسقط من الاستفتاءات المصرية حول أبرز اللاعبين في تاريخ مصر، ورأيي الشخصي انه لا يوجد في تاريخ كرة القدم المصرية – حتى الان –من يتفوق على حسام حسن كمهاجم فريد من نوعه.