روسيا وبريطانيا.. تاريخ من العداء السياسي

الخميس، 15 مارس 2018 11:00 م
روسيا وبريطانيا.. تاريخ من العداء السياسي
كتب- محمد أبو ليلة

لم يتوقع القريبون من الشأن الدولي والاوربي تحديداً أن تشهد العلاقات الروسية البريطانية توتراً سريعاً خلال اليومين الماضين بشكل ملحوظ، فاالعلاقات بين البلدين أخذت جانب من العداء المُعلن بسبب تسميم العميل الروسي السابق سيرجي سكريبال في جنوب شرق بريطانيا باستخدام غاز أعصاب يوم 4 مارس الجاري.

 طرد 23 دبلوماسي روسي

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فرئيسة الوزرا البريطانية تريزا ماي اتخذت قرار أمس الأربعاء بطرد 23 دبلوماسيا روسيا اتهمتم بأنهم متورطون في قضية مقتل العميل الروسي، بعد إمهال الدبلوماسيين الروس أسبوع لمغادرة بريطانيا، وتعد هذه أكبر عملية طرد لدبلوماسيين منذ 30 عام، بما ينذر باشتعال حرب باردة بين البلدين.
 
بريطانيا لم تتوقف عند ذلك وهددت بانسحاب منتخبها الرياضي لكرة القدم من بطولة كأس العالم المُقامة في يونيو القادم في روسيا.
هذا التوتر هو الأول من نوعه بين روسيا وبريطانيا خلال عقود طويلة مضت وخلال قرن كامل شهد أخره تعاون البلدين مع بعضها البعض في الحرب العالمية الثانية.
 
الحرب النابليونية
 
لكن تاريخ البلدين كان شاهد على توترا اكثر حدة من تلك التي تحدث الأن، ففي أوائل القرن التاسع عشر شهد العداء بين روسيا وبريطانيا ذروته في حرب بين البلدين وقعت في الفترة من عام 1807 و1812، خلال الحب التي سُميت بالنابولونية.
 
كجزء من شروط معاهدة تلسيت، اضطرت روسيا لإغلاق التجارة البحرية مع بريطانيا في ذلك الوقت، وذلك كجزء من جهود نابليون الرامية إلى إقامة الحصار القاري، وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين بلدان مختلفة في أوروبا تحت السيطرة الفرنسية، والهدف النهائي هو إغلاق واحدة من أهم أسواق بريطانيا الخارجية لخنقها اقتصاديا وحملها على الخضوع.
 
هذا يعني أن على الامبراطورية الروسية اعلان الحرب على بريطانيا العظمى وهو ما فعلته، ولو على مضض، في نوفمبر تشرين الثاني 1807، فعلى الرغم من أنها غزت السويد في عام 1808، وعقدت بعد ذلك ولاء وثيقا مع بريطانيا العظمى، تقول  الماجع التاريخية أن روسيا قد فعلت هذا من دون معاهدة تيلسيت، نظرا لأنها من المظالم لتسوية مع السويد معاهدة تيلسيت.
 
وأعلن حاكم روسيا الكسندر الحرب على المملكة المتحدة بعد الهجوم البريطاني على الدنمارك في سبتمبر  من عام 1807، بعدها بشهر ردت بريطانيا باعتقال أسطول روسي كامل تحت قيادة الأميرال ديمتري سنسافين وهو عائداً من منطقة البحر الأبيض المتوسط، واحتجز في بورتسموث، ببريطانيا حتى 1809.
 
حرب باردة بين البلدين
 
في تلك الأثناء كانت الحرب دائرة بين فرنسا ضد السويد والسويد ضد روسيا  من ناحية أخرى وأيدت بريطانيا الأسطول السويدي وامدت بالأسلحة والجنود وانتصرت على روسيا في يوليو من عام 1808، لكن الجيش الروسي أستطاع أن يحقق نصر كبير على أرض الواقع في السويد، مما أجبر روسيا وفرنسا على التوقيع على معاهدات سلام في 1809 وحصار بريطانيا.
 
 
لكن بعد ذلك وبحكم المصالح السياسية تدهورت العلاقات بين روسيا وفرنسا واضطرت بريطانيا وروسيا والسويد توقيع معاهد سلام سرية ضد نابليون بونابارت، في يوليو من 1812.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق