صراصير وبلطجية وأسمنت بغرف العمليات..

للمرة الثانية خلال عام.. محررة «صوت الأمة» بالبالطو الأبيض داخل مستشفى الدمرداش (تحقيق)

الأحد، 18 مارس 2018 06:21 م
للمرة الثانية خلال عام.. محررة «صوت الأمة» بالبالطو الأبيض داخل مستشفى الدمرداش (تحقيق)
تخترق الحدود الأمنية للمستشفيات الحكومية
تحقيق: ندى سامي

 

قبل أن يمر العام على التحقيق الصادم الذي أجرته «صوت الأمة» داخل احدى المستشفيات الحكومية، والذي كشف مدى الإهمال والتسيب الذي يحكم المستشفى، عن طريق ارتداء محررة الجريدة بالطو أبيض وقيامها بالكشف على بعض المرضى، وصرف أدوية لهم في غفلة من إدارة المستشفى وأطبائها، كررنا التجربة مرة أخرة ولكن هذه المرة داخل مستشفى الدمرداش.

الطريقة والأدوات في المرتين واحدة، في المرة الأولى استأجرنا البالطو بـ50 جنيهاً، وفي الثانية زاد سعره قليلاً، ألحت الفكرة علينا هذه المرة، بعد أن قادتنا الصدفة لزيارة المستشفى،  فوجدنا أوضاع غرف العمليات متردية، والبلطجية ينتشرون بداخلها كيفا يشائون ويقومون بالاعتداء على المرضى والأطباء، بلا رادع لهم.

على بوابة المستشفى، لم يكن هناك من يوقفنا، أو يسألنا عن هويتنا، كان البالطو الأبيض ميسراً لكل تلك الأمور، وعندما  وصلنا إلى قسم الاستقبال والطوارىء بالمستشفى وجدنا طابور من المواطنين، كل ينتظر دوره للدخول لتلقي العلاج، وسط معاملة غير آدمية من المسئولين الذين يخاطبون المرضى بلسان حال: «اللي مش عاجبه يخبط راسه في الحيطة».

 أحد العاملين بالقسم، قال لنا إن الشجار دائم بين المواطنيين والأطباء، وأفراد الأمن لعدم الإهتمام بالمريض الذي يحتاج لإسعاف فوري وتركه ينزف دون علاج، فضلاً عن الفوضى العارمة وعدم نظام وكل ذلك من داخل مستشفى من المفترض أن تكون مكان سمته الهدوء لأن به مرضى تحتاج لرعاية.

 قسم الأنف والأذن والحنجرة

في قسم الأنف والأذن والحنجرة، لم يختلف الأمر كثيراً، فوجدنا أشخاص جالسين على الأرض لعدم وجود أماكن لهم، فهم في إنتظار الفرج لدخول الحالة المصابة، وفي إحدى الطرقات المؤدية لغرف المرضى لاحظنا الغياب الكامل للإشراف في المبنى وعدم وجود أطباء بالعدد الكافي، الأمر الذي يجعل أي شخص يدخل أي غرفة ويعطي أي شيء للمريض دون ان يسأله أحد ماذا تفعل، ومن داخل عنابر المرضى قابلنا أحد الأشخاص ويدعى سيد علي الذي قال لنا: «أنا تائه هنا، ولا أجد من أقوم بسؤاله ولا يوجد أنا أنتظر اجراء عملية لشقيقتي ولكن الدكتور قال لي قف هنا ولا تتحرك، ولكنه لم يأت».

وفي الغرفة الخاصة بالأطباء والممرضات، وجدنا الملفات الخاصة بكل مريض منعثرة على الأرض دون تنظيم، أي أن حياة كل مريض على الأرض دون اهتمام.

المخ والأعصاب

وداخل قسم المخ والأعصاب، اشتكت زوجة المريض «إبراهيم. م. إ» من سوء معاملة الأطباء، وسخريتهم من المرضى، فهناك طبيب يقول لزوجي كلما يراه: «ألف مبروك عندك فيروس»، كما قام أحد الأطباء بإفساد كيس الدم الذي قمنا بشرائه بـ 550 جنيه، وعندما عاتبناه رد علينا بالفرنساوي، وبعض المرضى قد يستنجدون بأحد الساعة 2 صباحاً ليعطيهم الحقنة ولكن لا يجدونها.

رصدنا أثناء الجولة، شاش طبي مُلوث ملقى على الأرض و مُخلفات لمرضى و حقن طبية هنا وهناك، لا يعلم أحد إن كان يتم استخدامها في علاج المرضى أم يتم تكهينها والتخلص منها.

«فاتن. ح»، بمجرد أن شاهدتنا أقبلت مسرعة تستنجد بنا، فقد دخلت المستشفى بابنتها صباحاً، وتم تشخيص الحالة في البداية خطأ على أنها إلتهاب في القاولون وتركوها من 10 صباحاً حتى 10 مساءا وهي تتألم على إثر ذلك التشخيص الخاطىء وهي بالأساس زائده دودية وكادت الزائدة أن تنفجر لولا ستر الله، وأجريت الجراحة بغرفة لا تمت لغرفة العمليات بصلة، حيث كان العمال يصلحون أجزاء من الغرفة أثناء إجراء العملية.

وأشارت إلى أنها شاهدت خارج الغرفة صراصير وأسمنت، موضحة أن والدتها دخلت المستشفى قبل ذلك لإجراء جراحة، وخرجت منها مصابة بفيروس سي، وثبت بعد ذلك أنه أصابها نتيجة تلوث عمليات.  

مستشفى الدمرداش (1)
 
مستشفى الدمرداش (2)
 
مستشفى الدمرداش (3)
 
مستشفى الدمرداش (4)
 
مستشفى الدمرداش (5)
 
مستشفى الدمرداش (6)
 
مستشفى الدمرداش (7)
 
مستشفى الدمرداش (8)
 
مستشفى الدمرداش (9)
 
مستشفى الدمرداش (10)
 
مستشفى الدمرداش (11)
 
مستشفى الدمرداش (12)
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق