21 امرأة من مصر

الأحد، 18 مارس 2018 02:00 ص
21 امرأة  من مصر
حياة الشيمى تكتب :

خلال تاريخ الإنسانية وخلال فترات الصعود والهبوط فى الكفاح من أجل تحرير المرأة، حققت المرأة المصرية نجاحا فعليا. قد تكون أخفقت أحيانا وتدنى وضعها بشدة ولكنها تمكنت دائما من النهوض وإعادة الظهور. سنتذكر فى هذا المقال إحدى وعشرين امرأة من النساء الأكثر تميزا اللاتى شكلن تاريخ البلاد، وتركن بصماتهن التى مازال تأثيرها ممتدا حتى الآن. ومنهن من عملن رائدات فى بعض المهن وفتحن الباب للأجيال القادمة من النساء؛ أو اولئك اللاتى اصبحن ايقونات ملهمة للرجال والنساء على حد سواء. 
سيكون من المستحيل سرد كل امراة أثرت فى تاريخ مصر، ولكن هذه محاولتنا للإشادة بهن. 
 
 
فى يوم 14 مارس سقطت حميدة خليل، أول شهيدة مصرية برصاص الإنجليز، وهى من حى الجمالية بمدينة القاهرة، كانت تشارك فى تظاهرة أمام مسجد الحسين، وكان استشهادها المفجر الأساسى لثورة 1919، واندلعت بعد سقوطها بيومين أول تظاهرة نسائية مكونة من أكثر من 300 امرأة، تقودها «هدى شعراوى»، وطفن بالقنصليات والسفارات، ينددن بالاحتلال البريطانى لمصر، ويطالبن بعودة سعد باشا ورفاقه، وسقطت الشهيدات سعدية حسن، وعائشة عمر، ونجية إسماعيل، وشفيقة محمد، وقد أدى ذلك إلى اعتراف المجتمع بدورهن إلى حد جعل سعد باشا زغلول بعد عودته من المنفى، قال فى أول خطاب له:  «لتصيحوا جميعا، لتحيا السيدة المصرية»، فالمرأة المصرية كافحت على مر التاريخ، وأثبتت أنها قادرة على التغيير والعمل وتحمل المسئولية، وأثبتت نفسها فى مختلف المجالات، ويأتى يوم 16مارس من كل عام، وهو ما أطلق عليه «يوم المرأة المصرية» لنحتفى بها وبنضالها على مر التاريخ.
 
 حتشبسوت
هى أشهر الملكات اللاتى حكمن مصر، فقد كان حكمها نقطة بارزة فى تاريخنا القديم كله.
لم يكن الطريق ممهدا أمام حتشبسوت، فقد واجهت بكل إصرار وعناد مجتمعا وسلطة دينية ذكورية، أبت أن ترى الحاكم إلا فى صورة رجل.
 فاضطرت للزواج من أخيها غير الشقيق (تحتمس الثانى)، على عادة الملوك الفراعنة، وبعد وفاته تم إعلان حتشبسوت ملكا على الصعيد والدلتا، وحكمت مصر وممتلكاتها فى الخارج وحدها كفرعون لمدة 21 عاما. واتسمت فترة حكمها بالسلام والرفاهية وازدهار التجارة، وتميز عهدها بقوة الجيش والرحلات البحرية العظيمة التى أرسلتها للتجارة.
 
 الملكة نفرتيتى
 والتى يعنى اسمها «الجميلة أتت»، هى زوجة الملك أمنحوتب الرابع (الذى أصبح لاحقا أخناتون) فرعون الأسرة الثامنة عشر الشهير، وحماة توت عنخ آمون، تعد من أقوى النساء فى مصر القديمة، عاشت فترة قصيرة بعد وفاة زوجها، وساعدت توت عنخ آمون على تولى الملك، وكانت لها منزلة رفيعة أثناء حكم زوجها، شاركت الملكة نفرتيتى زوجها فى عبادة الإله الجديد آتون قوة قرص الشمس. 
ومن ألقاب نفرتيتى الملكية، الزوجة الملكية العظيمة، وقد أنجبت نفرتيتى من أخناتون ست بنات.
وكانت نفرتيتى تساند زوجها أثناء الإصلاحات الدينية والاجتماعية، ثم انتقلت معه إلى أخيتاتون أو تل العمارنة، وظهرت معه أثناء الاحتفالات والطقوس، بعد العام الثانى عشر لحكم أخناتون، اختفت نفرتيتى، ويعتقد أنها توفيت، ودفنت فى مقبرة بأخيتاتون.
 
 هيباتيا
فيلسوفة تخصصت فى الفلسفة الأفلاطونية المحدثة، وهى أول امرأة فى التاريخ، يلمع اسمها كعالمة رياضيات، كما لمعت فى تدريس الفلسفة وعلم الفلك، وكانت كاتبة ومخترعة. 
عاشت هيباتيا فى مصر الرومانية، وماتت على يد حشد من الغوغاء المسيحيين بعد اتهامها بممارسة السحر والإلحاد، والتسبب فى اضطرابات دينية، من أعمالها رسمت مواقع للأجرام السماوية، واختراعها مقياس ثقل السائل النوعى، كما اخترعت آلات الاسطرلاب.
 
 شجر الدر 
 الملقبة بعصمة الدين أم خليل، خوارزمية الأصل، وقيل إنها أرمينية أو تركية، كانت جارية اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب، ثم أعتقها وتزوجها وأنجبت منه ابنها خليل الذى توفى، لعبت دورا تاريخيا مهما بعد وفاة السلطان الصالح أيوب، أثناء الحملة الصليبية السابعة على مصر وانتصارها خلال معركة المنصورة، فبايعها المماليك سلطانة للبلاد، وحكمت مصر ثمانين يوما، وعلى الرغم مما أبدته من مهارة وحزم فى إدارة شئون الدولة، وتقربها إلى العامة وإغداقها الأموال والاقطاعات على كبار الأمراء، فإنها لقيت معارضة شديدة داخل البلاد وخارجها، مستنكرين جلوس امرأة على العرش، وقاد المعارضة العز بن عبد السلام، لمخالفة جلوسها على العرش للشرع، فتنازلت عن العرش لزوجها عز الدين أيبك، الذى انقلب عليها، فدبرت لقتله فقامت زوجته الأولى بقتلها.
 
 سيزا نبراوى
كان اسمها عندما ولدت «زينب محمد مراد»، انفصل والدها عن والدتها، فكفلتها بنت خالة أمها «عديلة هانم نبراوى»، واسمتها «سيزا»، وأعطتها لقب أسرتها فتحولت إلى سيزا نبراوى. 
كانت رفيقة هدى شعراوى، وهما أول من نزع الحجاب فى مصر بعد عودتهما من الغرب، وسارت «نبراوى» على خطى هدى شعراوى، وتقدمت معها صفوف المتظاهرات فى ثورة 1919، وأكملت فى الاتحاد النسائى بعد وفاة مؤسسته هدى شعراوى.
رأست تحرير مجلة L›Egiptienne الفرنسية، التى يصدرها الاتحاد النسائى، وكانت أشهر عضواته لعقود طويلة، وأصبحت رئيسة الاتحاد النسائى الديمقراطى الدولى، ومقره فى برلين، واستقالت منه فيما بعد اعتراضا على موقفه من القضية الفلسطينية، تحقق فى عهدها لرئاسة الاتحاد النسائى، عدة مطالب منها رفع سن الزواج للفتيات ليصبح 16 عاما.
  
 أم كلثوم 
أو فاطمة إبراهيم السيد البلتاجى، من أبرز مطربات القرن العشرين، بدأت مشوارها الفنى فى سن الطفولة. 
فى عام 1943م، أسست أول نقابة للموسيقيين برئاستها، وظلت بمنصبها عشر سنوات. 
 وفى عام 1953 انتخبت كعضو شرفى فى جمعية مارك توين العالمية، نفس الجمعية التى من أعضائها الشرفيين دويت إيزنهاور  وونستون تشرشل وثيودور روزفلت، فى عام 1960 حصلت على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، ووسام الرافدين من العراق عام 1946، فى عصر النظام الملكى، ووسام النهضة من ملك الأردن، ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس هاشم الأتاسى، ووسام الجمهورية من بورقيبة، رئيس تونس. 
ونالت وسام الأرز برتبة كوماندوز من رئيس الوزراء اللبنانى، رشيد كرامى، وبعد النكسة كانت من أوائل المطربين الذين أقاموا الكثير من الحفلات داخل مصر وخارجها للتبرع بأرباحها للمجهود الحربى، وغنت ليلتين على مسرح الأولمبياد فى باريس، أشهر مسرح على الإطلاق، برحيل أم كلثوم، فقدت مصر هرمها الرابع، وفقد العالم العربى كوكب المشرق.
 
 لطفية النادى
هى إحدى الرائدات المصريات، ولدت عام 1907، أول كابتن طيار مصرية، كانت مدرسة الطيران وقتها فى أوائل نشأتها عام 1932، وكانت للرجال فقط، فالتحقت بها، وأصبحت أول فتاة مصرية عربية أفريقية تحصل على إجازة الطيران وعمرها 26عاما، ساندتها هدى شعراوى، وتولت مشروع اكتتاب من أجل شراء طائرة خاصة لها لتكون سفيرة لبنات مصر، وشاركت لطفية فى سباقات الطيران، وكان من بينها سباق دولى أقيم عام 1937 من القاهرة للواحات، شارك فيه طيارين من مختلف جنسيات العالم، فازت فيه لطفية بالمركز الثالث، وهكذا توالت إنجازاتها إلى أن تقاعدت عن الطيران، وعينت سكرتيرا عاما لنادى الطيران المصرى، الذى ساهمت فى تأسيسه وإدارته بكفاءة عالية. 
تم تناول قصة كفاح لطفية النادى فى فيلم وثائقى بعنوان « الإقلاع من الرمل» عام 1996.
 
 درية شفيق
من رواد حركة تحرير المرأة فى مصر فى النصف الأول من القرن العشرين، ولها الفضل فى حصول المرأة المصرية على حق الانتخاب والترشح، حصلت على درجة الدكتوراة فى الفلسفة من جامعة السوربون، عن «المرأة فى الإسلام». 
 تولت رئاسة مجلة المرأة الجديدة، ثم أصدرت مجلة «بنت النيل»، التى كانت أول مجلة نسائية ناطقة بالعربية، أسست اتحاد بنت النيل.
فى عام 1951 قادت مظاهرة برفقة 1500 امرأة، واقتحمت مقر (البرلمان)، للضغط على المجلس ورئيسه للاهتمام بقضايا ومطالب المرأة المصرية.
بعد أسبوع من المظاهرة عُرض على المجلس قانون ينص على منح المرأة المصرية حق الانتخاب والترشح للبرلمان.
 قامت بإعداد فرقة شبه عسكرية من النساء المصريات للمقاومة ضد الجيش البريطانى فى قناة السويس.
أصدرت عدة دوريات أدبية، وترجمت القرآن الكريم إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية.
 
 سهير القلماوى
 كانت علامة أدبية وسياسية بارزة، من السيدات الأوليات اللاتى ارتدن جامعة القاهرة، وأول امرأة بين أربعين رجلا تدرس الأدب العربى، تلقت القلماوى الإرشاد من الدكتور طه حسين، الذى كان رئيس قسم اللغة العربية، ورئيس التحرير بمجلة جامعة القاهرة، فعينها مساعدة رئيس التحرير فى مجلة جامعة القاهرة عام 1932، وهكذا أصبحت القلماوى أول امرأة تحمل رخصة الصحافة فى مصر. 
أثناء فترة دراستها أيضا، كانت مذيعة لخدمة البث الإذاعى المصرى، وأول مُحاضرة فى جامعة القاهرة، ثم أصبحت أستاذة جامعية، ولاحقا رئيسة قسم اللغة العربية. 
حصلت على الدكتوراة من السوربون، وكانت أول امرأة من جامعة القاهرة تحصل عليها.
وأسست أول معرض كتاب فى الشرق الأوسط «معرض القاهرة الدولى للكتاب».
 
  عائشة عبد الرحمن أو بنت الشاطئ 
مفكرة وكاتبة مصرية، وأستاذة جامعية وباحثة، وهى أول امرأة تحاضر بالأزهر الشريف، ومن أوليات من اشتغلن بالصحافة فى مصر، وخاصة فى جريدة الأهرام، وهى أول امرأة عربية تنال جائزة الملك فيصل فى الآداب والدراسات الإسلامية، تدرجت فى المناصب الأكاديمية إلى أن أصبحت أستاذا للتفسير والدراسات العليا بكلية الشريعة بجامعة القرويين بالمغرب، ساهمت فى تخريج أجيال من العلماء والمفكرين من تسع دول عربية قامت بالتدريس بها، وخرجت كذلك مبكرًا بفكرها وقلمها إلى المجال العام؛ وبدأت النشر منذ كان سنها 18 سنة فى مجلة النهضة النسائية، وبعدها بعامين بدأت الكتابة فى جريدة الأهرام، فكانت ثانى امرأة تكتب بها بعد الأديبة مى زيادة.
 
  مفيدة عبد الرحمن
 هى أول محامية فى مصر، ومن أولى خريجات جامعة فؤاد الأول، وأول من تخرج منهن فى كلية الحقوق، هذا إلى جانب كونها ناشطة وعضوة فى عدة منظمات ونائبة فى البرلمان لأكثر من 17 عامًا، وفى الوقت نفسه كانت زوجة وأما لـ9 أبناء. 
اشتركت مفيدة عبد الرحمن كعضو فى لجنة لإجراء تعديلات على لائحة قوانين الأحوال الشخصية فى الستينيات، وتشجيع دخول المرأة لميدان العمل ومشاركتها فى الحياة العامة.
 
 أمينة السعيد 
 هى ناشطة فى حقوق المرأة، وأول سيدة تتولى رئاسة تحرير مجلة حواء النسائية الشهيرة. 
كان دفاع أمينة السعيد عن المساواة بين الرجل والمرأة، هو وقود كتاباتها القيمة لسنوات طويلة تغير فيها تاريخ مصر، انضمت إلى الاتحاد النسائى، ثم فى عام 1931 التحقت بجامعة فؤاد الأول، ضمن أول دفعة تضم فتيات، عملت السعيد بعد تخرجها فى مجلة المصور، ثم أصبحت رئيسة لدار الهلال.
 
 سميرة موسى (1917 - 1952) 
هى أول عالمة ذرة مصرية، وأول معيدة فى كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول، جامعة القاهرة حاليا، حصلت على شهادة الماجستير فى موضوع التواصل الحرارى للغازات. 
سافرت فى بعثة إلى بريطانيا، درست فيها الإشعاع النووى، وحصلت على الدكتوراة فى الأشعة السينية، وتأثيرها على المواد المختلفة، وقامت بتأسيس هيئة الطاقة الذرية. 
 شاركت فى جميع الأنشطة الحيوية، حينما كانت طالبة بكلية العلوم، سواء السياسية أو الاجتماعية أو التعليمية، مشروع القرش لإقامة مصنع محلى للطرابيش، محو الأمية فى الريف المصرى، لقت مصرعها فى حادث سيارة. 
ما زالت الصحف تتناول قصة سميرة موسى وملفها الذى لم يغلق، وإن كانت الدلائل تشير - طبقا للمراقبين -إلى أن الموساد هو الذى يقف وراء اغتيالها، جزاء لمحاولتها نقل العلم النووى إلى مصر والوطن العربى، منحها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1981، وأطلق اسمها على إحدى مدارس وزارة التربية والتعليم بقريتها، كما تقرر إنشاء قصر ثقافة يحمل اسمها فى قريتها عام 1998.
 
  حكمت أبو زيد 
 هى أول سيدة تتقلد منصب وزيرة فى مصر عندما اختارها الرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر، وزيرة للشئون الاجتماعية عام 1962، وأطلق عليها «قلب الثورة الرحيم».
تم تعيينها بكلية البنات بجامعة عين شمس، وانضمت فى نفس العام لفرق المقاومة الشعبية، حتى كانت حرب 1956 فبدأت تتدرب عسكريًا مع الطالبات، وسافرت إلى بورسعيد مع سيزا نبراوى، وإنجى أفلاطون، ولقد شاركن فى كل شىء من الإسعافات الأولية، حتى المشاركة فى المعارك العسكرية وعمليات القتال ضد العدو، تم اختيارها عام 1962 عضوًا فى اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومى، وخاضت مناقشات حول بعض فقرات الميثاق الوطنى مع الرئيس عبد الناصر.
وفى عام 1964 ساهمت حكمت فى وضع أول قانون ينظم عمل الجمعيات الأهلية.
 
 د. لطيفة الزيات (1923 - 1996). 
روائية وناقدة، وإحدى رائدات العمل النسائى، كما لها العديد من الكتب الأدبية والنقدية والترجمات، أشهرها رواية الباب المفتوح التى فازت بجائزة نجيب محفوظ للأدب، وحازت لطيفة الزيات على جائزة الدولة التقديرية للأدب عام 1996، وعملت مديرا لأكاديمية الفنون، وعضوا منتخبا فى أول مجلس لاتحاد الكتاب المصريين، وعضوا شرفيا فى الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين.
كما عملت عضوا فى لجنة التفرغ ولجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضوا بلجان جوائز الدولة التشجيعية فى مجالى القصة القصيرة والرواية، وشغلت لفترة منصب مدير ثقافة الطفل فى الثقافة الجماهيرية، وكانت لها مشاركة بارزة فى الحركة الطلابية فى الأربعينيات، وانتخبت وهى طالبة سكرتيرا عاما للجنة الوطنية للطلبة والعمال عام 1946، وهى اللجنة التى قادت فى تلك الفترة كفاح الشعب المصرى ضد الاحتلال البريطانى، كما رأست لجنة الدفاع عن الثقافة القومية، التى قامت بدور مهم فى وقف التطبيع الثقافى مع إسرائيل، مما عرضها للاعتقال عام1981م فى عهد الرئيس أنور السادات، فكتبت سيرة ذاتية بعنوان «حملة تفتيش».
 
 إنجى أفلاطون.. عاشقة جمال الريف (1924-1989)
تعتبر الفنانة الكبيرة إنجى أفلاطون، صاحبة مدرسة متميزة فى الرسم، كما كانت من المناضلات البارزات فى الحركة الاشتراكية، ومن رائدات الحركة النسائية الحديثة، وأسهمت باقتدار عظيم فى النضال الإنسانى العالمى. 
 هى فنانة مصرية، تنتمى إلى رواد الحركة الفنية التشكيلية فى مصر والعالم العربى، بدأت إنجى أفلاطون مشوارها الفنى مع جماعة (الفن والحرية)، التى ضمت بين أعضائها محمود سعيد، وفؤاد كامل، ورمسيس يونان، وعندما تشكلت لجنة الدفاع عن الثقافة القومية كانت إنجى من مؤسسيها.
دخلت السجن من يونيو 1959 وحتى يوليو 1963، وقد عاشت إنجى أفلاطون ستة وعشرين عاما بعد خروجها من السجن، وكرست حياتها للفن والدفاع عن حق الآخرين فى الحرية والحياة، تصدر الكتب عن حقوق المرأة، وتشارك فى المنظمات الإنسانية والثقافية والسياسية، وتتعرض للمطاردة والاعتقال، وتستبعد من قوائم التكريم وجوائز الدولة ومقتنياتها، حتى أن مجموعة أعمالها بمتحف الفن الحديث أقل من أعمال أحد الفنانين الشباب، فى الوقت الذى قدرت قيمتها أكبر الهيئات الدولية ومنحتها الحكومة الفرنسية أعلى وسام لديها، وهو وسام الفارس، كما دعيت لتعرض لوحاتها فى مختلف عواصم العالم شرقا وغربا، احتلت الفنانة إنجى أفلاطون، مكانة رفيعة فى تاريخ الفن المصرى الحديث، لم تكن فقط واحدة من أهم فنانات الجيل الثالث، الذى بدأ تألقه مع بداية الأربعينيات وحتى نهاية الثمانينيات.
 
 د. نعمات أحمد فؤاد 
أول فتاة تحصل على المركز الأول على القطر المصرى فى امتحانات التوجيهية(الثانوية العامة)، وحصلت على الدكتوراة برسالة كان عنوانها «نهر النيل فى الأدب المصرى».
وشغلت منصب مديرة للآداب والفنون، ومديرة عامة للمجلس الأعلى للثقافة، اقترن اسم نعمات أحمد فؤاد بقضايا أثارت خلالها العديد من المعارك دفاعًا عن مصر وحضارتها وشعبها. 
عام 1962 حصل كتابها «إلى ابنتى» على جائزة أفضل كتاب فى العام عن قضية الأمومة من منظمة اليونسكو.
 
 راوية عطية (1926-1997)
 أول امرأة مصرية تدخل البرلمان بعد فوزها بعضوية مجلس الأمة فى انتخابات سنة 1957، اتمت دراستها على عكس أغلبية النساء المصريات فى الحقبة الزمنية التى عاصرتها، وحصلت على شهادات جامعية فى مجالات مختلفة، وهى: الليسانس من كلية التربية جامعة القاهرة، ودبلوم فى التربية وعلم النفس، وماجستير فى الصحافة، ودبلومة فى الدراسات الإسلامية، عملت راوية فى التدريس لمدة 15 عاما، وعملت فى الصحافة فترة قصيرة لا تزيد على ستة أشهر، فى سنة 1956، كانت راوية عطية أول امرأة تعمل ضابطة فى الجيش المصرى، وكان ذلك بعد العدوان الثلاثى على مصر، دربت 4000 امرأة على الاسعافات الأولية والتمريض لجرحى الحرب، ووصلت لرتبة نقيب، وفى حرب أكتوبر سنة 1973 كانت رئيسة جمعية (أسر الشهداء والجنود)، لذلك لقبت بـ(أم المقاتلين الشهداء)، نتيجة لدورها فى خدمة الجيش المصرى، حصلت راوية على عدة جوائز عسكرية، وفى عام 1993 تولت راوية عطية، منصب رئيس المجلس القومى للأسرة والسكان.
 
 سعاد حسنى 
(1943 - 2001)
 ممثلة وفنانة استعراضية متعددة المواهب، لقبت بسندريلا الشاشة العربية. فى احتفالية مئوية السينما المصرية عام 1996، احتلت المركز الثانى ضمن استفتاء أفضل ممثلة فى القرن العشرين، واختار النقاد ثمانية أفلام من بطولتها فى قائمة أفضل مائة فيلم مصرى، لتصبح بذلك الممثلة صاحبة الرقم القياسى، من أشهر أفلامها: صغيرة على الحب- الزوجة الثانية- القاهرة 30 - خلى بالك من زوزو وغيرها، ووصل رصيدها السينمائى 91 فيلمًا، حصلت سعاد حسنى على العديد من الجوائز السينمائية وشهادات التقدير، وتم تكريمها من قبل الرئيس أنور السادات عام 1979 فى احتفالات عيد الفن، وكان آخر أعمالها فيلم الراعى والنساء عام 1991، وتوفيت عقب سقوطها من شرفة منزلها بلندن.
 
 رضوى عاشور (1946 -2014)
 قاصة وروائية وناقدة أدبية ومترجمة وأستاذة جامعية مصرية، زوجة الشاعر الفلسطينى مريد البرغوثى، ووالدة الشاعر تميم البرغوثى، تمت ترجمة بعض أعمالها الإبداعية إلى الإنجليزية والإسبانية والإيطالية والإندونيسية، ترأست قسم اللغة الإنجليزية وآدابها بكلية الآداب بجامعة عين شمس بين 1990و 1993. 
نالت العديد من الجوائز منها: جائزة قسطنطين كفافيس الدولية للأدب فى اليونان، جائزة تركوينيا كارداريللى فى النقد الأدبى فى إيطاليا. 
جائزة بسكارا بروزو عن الترجمة الإيطالية لرواية أطياف فى إيطاليا.
جائزة سلطان العويس للرواية والقصة وغيرها.
 
 سهام صبرى 
حلت الذكرى الخامسة عشر لوفاة المناضلة سهام صبرى فى الثالث عشر من شهر مارس الحالى، شجرة السنديان التى ظهرت فى الحركة الطلابية فى السبعينيات. قد يسأل البعض لماذا سهام، هل كان لها تأثير على مصر؟ نعم كان لسهام صبرى تأثير كبير بين الطلاب وخاصة الفتيات، هى حقا سهام تخترق قلوب المخلصين، فيقعوا فى أسرها وينصاعوا لها، وسهام ترشق أجساد خصومها، فتقضى عليهم، هكذا كانت سهام صبرى، أو هكذا سأظل أذكرها. 
كانت سهام طالبة بكلية الهندسة جامعة القاهرة قسم ميكانيكا، وعضوا بجماعة أنصار الثورة الفلسطينية التى كونها طلاب هندسة ولعبت دورا قياديا فى الحركة الطلابية فى الأعوام 1972 و1973، وتكررت عمليات القبض عليها، وفى السجن يظهر المعدن الأصيل للمناضلة الجسورة، عطاؤها وتواضعها ومحبتها وشجاعتها، فعند خوض أى معركة مع إدارة السجن، كانت تقف فى المواجهة، وحين تم الاعتداء بالضرب على السجينات، لم تستكن، ولم تنحن، بل وقفت كالجبل ترد الصاع صاعين والضربة باثنتين، وحين أعلنت السجينات الإضراب عن الطعام، كانت أول المضربات واستمرت فى الإضراب لأكثر من 12 يوما، وحتى بعد فك الإضراب، وتم الإعلان عن إضراب جديد كانت الأولى فى دخوله. هكذا كانت سهام فى مقدمة المبادرين، وآخر المنسحبين أو الحاصلين على أى شىء، أما فى حياتها الخاصة، فكانت رقيقة كالزهرة الندية، تعشق الشعر والخيال، لذلك بعد كثرة الاحباطات عزلت نفسها فى بيتها، وزهدت الحياة التى عشقتها وفارقتها فى صمت، ضاعت أحلام الثورة والحب والأمل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق