نقاد: حظر المسلسلات التركية يشكل حافزا للمنتجين العرب لدراما أفضل

الأحد، 18 مارس 2018 10:00 ص
نقاد: حظر المسلسلات التركية يشكل حافزا للمنتجين العرب لدراما أفضل
ماجده خير الله
حسن شرف

خلال السنوات الماضية، استطاعت تركيا أن تتوغل فى الدول العربية، وتبث سمومها، ورسائلها المسيسة، وذلك من خلال انتشار الدراما التركية المدبلجة، فى عدد من القنوات العربية، وخاصة تلك التى تعرض فى الخليج.
 
تناولت وسائل إعلام عربية على نطاق واسع الأسبوع الماضى، تداعيات وقف عرض المسلسلات التركية على إحدى الشبكات الإعلامية العربية، والمؤثرة فى السوق الإعلامية والفنية فى العالم العربي.
 
قرار مقاطعة الدراما التركية، لم يتوقف عند تلك المجموعة، ولكن تم وقفها فى عدد من القنوات والدول العربية، وذلك بعد مواقف تركيا المعادية فى المنطقة، وتدخلها فى شئون الدول العربية، لا سيما موقفها العدائى الأخير فى «عفرين» السورية.
 
400 مليون مشاهد للأعمال الدرامية خارج تركيا  هل تقتنص الدراما العربية الفرصة؟
 
فيما أشارت بعض الإحصائيات إلى أن 75 % من المواطنين العرب شاهدوا على الأقل مسلسلا تركيا، وشكلت هذه الأعمال صورة إيجابية لتركيا لدى المتلقى، وهى بالطبع صورة ذهنية ترغب أنقرة فى رسمها، وتمكنت خلالها من جذب المشاهد العربى.
 
وتشير تقديرات سوق الإنتاج التليفزيونى التركى إلى أن قرارات مقاطعة الدول والقنوات العربية لقطاع الدراما فى تركيا والذى يصدر إنتاجه إلى نحو 140 دولة، ويبلغ معدل وارداته السنوى نحو 350 مليون دولار، وتسعى أنقرة إلى رفعها لمليار دولار بحلول العام 2023، من شأنه أن يكبد تركيا خسائر فادحة.
 
كما أن القرار من شأنه أن يفتح الفرصة أمام صناع الدراما العربية لسد هذه الثغرة، حيث يرى عدد كبير من النقاد أن حظر المسلسلات التركية قد يشكل حافزا للمنتجين العرب لصنع دراما عربية عالية المستوى تكون بديلا جيدا لتلك التى منع عرضها.
 
تركيا استغلت قوتها الناعمة بداية من مسلسل «إكليل الورد» الذى يعد أول إطلالة تركية على المشاهد العربى عام 2004، ثم بمسلسلات «سنوات الضياع» و«نور» و«حريم السلطان» و«أسميتها فريحة» و«العشق الممنوع» وصولا إلى المسلسل التاريخى «قيامة أرطغرل»، ومسلسل «أنت وطنى».
 
وارتفع متوسط سعر الحلقة الواحدة من المسلسلات التركية فى العالم العربى من 500 دولار عام 2007 إلى 50 ألف دولار عام 2017. ووفقا لبيانات الدبلوماسية العامة لرئاسة الوزراء التركية، فإن تركيا تنتج نحو 100 عمل درامى سنويا، تُصدّر منها قرابة 15 عملاً إلى دول الشرق الأوسط والبلقان وأمريكا اللاتينية وغيرها، ويصل عدد مشاهدى الأعمال التركية إلى 400 مليون مشاهد خارج تركيا.
 
وعن تأثير الدراما التركية على العربية، قالت الناقدة الفنية ماجدة خير الله إنه لا يمكن لأى دراما، سواء التركية أو الهندية أو أى نوع، أن تؤثر سلبا على الدراما المصرية أو العربية إلا إذا كانت هى «هشة» فى الأساس.
 
وأضافت خير الله، فى تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة» أن المسلسل التركى يوجد منه القوى والقائم على فكرة جيدة، ويوجد منه الضعيف الذى لا يحمل بين حلقاته سوى الثرثرة، مضيفة أن الدراما المصرية لم تتأثر على الإطلاق من انتشار الدراما التركية، لأنها تطورت من خلال إنتاج مسلسلات طويلة «60 حلقة»، وذلك لربط المشاهد بالقصة.
 
وأشارت الناقدة الفنية إلى أنه يوجد عوامل أخرى جمالية تعتمد على البصر، تسهم فى نجاح المسلسل، مثل المشاهد الخلابة، والمناظر الجميلة فى الأماكن السياحية، وكذا الاهتمام بالديكورات والعلاقات الاجتماعية. 
 
ودعت صناع الدراما المصرية إلى عدم التقليد فى إنتاج الأعمال الدرامية، لأن كل عمل فنى ناجح يكون نتاج مجتمعه، مشيرة إلى أن المجتمع المصرى زاخر بالموضوعات الإنسانية والعاطفية والسياسية والاجتماعية التى تستحق تسليط الضوء عليها، لمناقشتها بابتكار، وذلك من خلال الابتعاد عن المحاور التى عُرض بها العمل أو الفكرة، مرات عدة.
 
وأكدت أنه لا يوجد طريق أمام صناع الدراما فى مصر، سوى التقدم وتطوير صناعة الدراما، خاصة أن الجمهور الآن يرى الدراما الأجنبية والأمريكية، ويقارن بينها، ولجذب الجمهور يجب الدخول فى المنافسة، التى تدفع الصناع إلى الأفضل، مشيرة إلى أنه لا يجب تفصيل الأعمال الدرامية على نجم واحد، وفتح المجال أمام الشباب التى تتمتع بموهبة حقيقية.

 

نقلا عن العدد الورقي

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة