شهر رجب وما فيه من العجب

الإثنين، 19 مارس 2018 12:21 م
شهر رجب وما فيه من العجب
أحمد نجيب كشك يكتب:

شهر رجب من الأشهر التي لها فضل ومكانة كبيرة على باقي الأشهر، حيث أن الله تعالى عظمه وجعله من الأشهر الحرم التي قال الله تعالى فيها:(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ)، فحرم الله عز وجل فيه القتال والإعتداء على الأنفس والأموال، حتى أن الناس في الجاهلية كانوا يعظمونه بالصيام، والقاعدة معروفة وهي أن ما عظمه الله تعالى من الأشهر يضاعف فيه الأجر والثواب.
 
ومن المعلوم أنه من أجل أن  يحصل الإنسان على الأجر كاملا في عبادته لابد من تحقيق شرطين مهمين، الأول إخلاص النية لله تعالى وقصده وحده بالعباده دون رياء أو حب ظهور، والشرط الثاني متابعة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في كيفية العبادة وعدم الزيادة عليها أو النقصان فيها، والدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم:)من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد( أي مردود عليه العمل الذي ابتدعه ولا أجر له، بل وعليه وزره ووزر من عمل به من بعده إلى يوم الدين.
 
ومن هنا ننبه على بعض الأخطاء والبدع العجيبة والتي انتشرت عند بعض الناس في هذا الشهر المحرم، حتى لا يقع فيها المسلم بالخطأ ظنا منه أن فيها أجر وخير، وأولها الحديث المكذوب والذي لا صحة له والذي يتداوله الناس كثيرا ظنا منهم في صحته (من يبارك الناس بهذا الشهر الفضيل يحرم عليه النار) وهذا لا أصل ولا صحة فيه أبدا، ومنها صلاة الرغائب وهي صلاة مخصوصة ابتدعها بعض الناس في شهر رجب ولا أصل لها أيضا، ومنها التصدق عن أرواح الموتى في رجب وتخصيص الشهر بزيارة القبور، وكذلك كل الأدعية التي يتم تناقلها بخصوص شهر رجب، كلها مخترعة ومبتدعة ولا أصل ولا دليل عليها أبدا، بل هي من الأحاديث المكذوبة، وكذلك تخصيص ليلة السابع والعشرين بالإحتفال بقيام ليل أو صلاة أو صدقات أو غير ذلك، ومنها الذبح مخصوصا في شهر رجب أو تخصيصه بصيام أو اعتكاف ولا أصل له، وغير ذلك مما لم يرد في كتاب الله ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فليحذر المسلم من الوقوع في مثل ذلك.
 
لكنه يشرع للمسلم العبادة في شهر رجب بنفس الكم والكيف الذي يقوم به في غيره من الأشهر، كأن يصلي ويعتمر ويزكي ويتصدق ويقرأ القرآن ويذكر الله تعالى ويستغفره كما هي عادته في سائر أيام السنة، ولا ينبغي للمسلم أن يبني عبادته على أن أكثر الناس يفعلون وإنما ينبغي أن يبنيها على ما يرضي الله ورسوله فإن منطق الأكثرية قد ذكر بالذم في كتاب الله تعالى حيث قال:( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ)، وليكن شعارنا كما قال ابن مسعود رحمه الله تعالى:( اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم) فالدين كامل لا يحتاج لزيادة من أحد، نسأل الله تعالى أن يكتب لنا السلامة من البدع والمنكرات، وأن يجعل شهر رجب شهر خير وسلام ورخاء وأمن وأمان على مصرنا الحبيبة وعلى جميع بلاد المسلمين في كل بقاع الأرض.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق