غضبة العمائم الخضراء من الجلاليب البيضاء.. هل يلغي السلفية الطرق الصوفية؟

الإثنين، 19 مارس 2018 09:00 م
غضبة العمائم الخضراء من الجلاليب البيضاء.. هل يلغي السلفية الطرق الصوفية؟
كتب: حسن الخطيب

رغم أن تاريخ التصوف يقول بأن نشأة المتصوفين أقدم من نشأة السلفيين، إلا أن العداء السلفي للصوفية موجود منذ نشأة التسلف في القرن الثالث الهجري في العصر العباسي، ومازال العداء موجودا حتى يومنا هذا.

وكان أول خلاف بين الصوفية والسلفية قد نشأ بسبب اعتقاد السلفيين بأن التصوف تقليد جاء إلى الإسلام من العقائد الأخرى، بينما يرى الصوفية بأن التصوف سلوك وتعبد وتقرب إلى الله تأسيا بالنبي عليه الصلاة والسلام، عندما كان يختلي بنفسه في غار حراء للتعبد.

وعلى مدار التاريخ ظل الخلاف يزداد ويتقلص بحسب الأحداث السياسية على الساحة في كل عصر وزمان، لكن الخلاف اتسع وازداد خلال السنوات الأخيرة، حتى جرجر السلفية تصوف المتصوفين إلى حدود  التكفير، واعتبروا أن مايقوم به المتصوفين خزعبلات ما انزل الله بها من سلطان، خاصة زيارة القبور والأضرحة.

وظهرت مؤخرا دعوة سلفية تطالب بإلغاء الطرق الصوفية، حيث طالب الشيخ سامح عبد الحميد الداعية السلفي، بإلغاء الطرق الصوفية ومنع أى نشاط لها خاصة الموالد التي تقام بجوار الأضرحة والمساجد، معتبرا أنها تخالف الدين، وتأتي بخزعبلات ما أنزل الله بها من سلطان.

وشدد الداعية السلفي على ضرورة الإلغاء للطرق الصوفية بسبب مخالفتهم للكتاب والسنة، معتبرا أن الطرق الصوفية ليست قائمة على منهج الإسلام الصحيح، وينتشر فى الصوفية البدع والمنكرات والانحراف فى العقيدة، بسبب التوسل بغير الله في الدعاء، والاستغاثة والاعتقاد بالنفع والضر، زاعما أن هذه الأمور شرك يخرج المسلم عن الملة.

وقال الداعية السلفي في بيان له طالب فيه بإلغاء الطرق الصوفية، إن منهج السلفيين واضح وهو اتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، أما الصوفية فيسيرون على الأوهام من المنامات والتخيلات وما لا سند له من الشرع، وتعدد الطرق الصوفية هو تعدد فى الباطل فى كثير من الأحيان، وتعدد فى طرق الغواية والضلال، وهذه الطرق لم تكن على عهد النبى صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة، بل هى مبتدعة، وأورادهم مخترعة، وفيها منكرات كثيرة وكلام باطل.

من جانبه انتقد النائب البرلماني عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، مطالبة الداعية السلفي بإلغاء الطرق الصوفية، معتبرا أنها ليست من الدين في شيء، مبينا أن تلك المطالبة تنم عن مدى العداء الذي يكنه التيار السلفي للطرق الصوفية، مشيرا على أن التصوف منهج إسلامي قديم ومعروف، ومن يقول بأنه ليس من الإسلام في شيء فهو جاهل بالدين.

واعتبر شيخ مشايخ الطرق الصوفية أن التصوف موجود بالفطرة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم متصوفا فكان يختلي بنفسه في غار حراء، وعندما نزل الوحي عليه كان متصوفا في الغار، فالتصوف يعني الزهد في الدنيا، وفي التاريخ الإسلامي رموز إسلامية كانت متصوفة وعرفت بتصوفها، معربا عن أسفه الشديد لما يتم الرمي به الطرق الصوفية في هذا الزمان من بعض التيارات المتشددة.

أما الشيخ عبد الخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية، فقد انتقد مطالب الداعية السلفي سامح عبد الحميد الذي طالب بإلغاء الطرق الصوفية، مؤكدا بأن المنهج الصوفي إسلامي خالص، لاشيء فيه، وإنما الخلاف على الفكر المتشدد الذي يكفر المسلمين ولا يرى غير نفسه.

واعتبر شيخ الطريقة الشبراوية، أن تصريحات الداعية السلفي بإلغاء الطرق الصوفية، ماهي إلا تخاريف، وتنم عن مدى كراهية السلفيين للصوفية، فالصوفية تعني الزهد في الدنيا والانقطاع للعبادة، ولا يعني زيارة الأضرة التعبد بها، وإنما تنم عن حب الصوفية لأولياء الله تعالى وآل بيت النبي عليه الصلاة والسلام.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق