انهيار منصات داعش الإعلامية.. فضح مقاطع رعب التنظيم الإرهابي

الثلاثاء، 20 مارس 2018 01:00 ص
انهيار منصات داعش الإعلامية.. فضح مقاطع رعب التنظيم الإرهابي
كتب: حسن الخطيب

تغييرات جذرية أحدتها الحرب على الإرهاب، والتي تقوم بها عدد من دول العام، في مواجهة حاسمة لاقتلاعه من جذوره، بالإضافة للإنقسامات التي ضربت التنظيم، وأبرز تلك التغييرات اختفاء المقاطع المرعبة التي كانت تبثها "داعش" عبر منصاتها الإعلامية، خلال الشهور القليلة الماضي، بهدف خلق صورة ذهنية عنها، تجعل منها الشبح الذي يهدد العالم، وهو مايؤكد على إنهيار المنظومة الإعلامية لداعش.

وأثار المقطع الأخير الذي بثته "داعش" عبر منصاتها الإعلامية، وهو المقطع الوحيد خلال عام 2018م، في مطلع مارس الماضي، والذي يظهر الجهود التي تبذلها قوات مكافحة الإرهاب في أفريقيا، تساؤلات عديدة حول المنظومة الإعلامية لداعش، كيف كانت وكيف صارت؟

ولعل أبسط تفسير لتلك النظرية التي عكست ما آلت إليه "داعش"، وهو ماذهب إليه خبراء الحركات الدينية، وهو أن المنصات الإعلامية لتنظيم "داعش" الإرهابي انهارت كما انهار التنظيم ذاته، وأصبحت منصات الإعلام للتنظيم غائبة عن الوعي، وأصبحت غير فعالة وغير مؤثرة، وغير قادرة على القيام بالدعاية للكذب، وتدلل على أن جماعة البغدادي تعيش أيامها الأخيرة.

وكشف مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، بأن المنظومة الإعلامية لتنظيم "داعش" الإرهابي، قد بدأت في الإنهيار بشكل كبير، وأصبحت غير قادرة على ترويج أفكاره المنحرفة، بعد أن كانت هي الوسيلة الأقوى للتنظيم الإرهابي في نشر تطرفه من خلال نشر مقاطع فيديو مرعبة له على تلك المنصات الإعلامية، إلّا أنه لوحظ خلال الشهور القليلة الماضية انخفاض عدد هذه المقاطع على المنصات الإلكترونية والإعلامية لـ"داعش".

ويؤكد الدكتور محمد عبد الفضيل المنسق العام لمركز الأزهر لمكافحة التطرف، بأن مرصد الأزهر الشريف أصدر دراسة تتحدث عن انهيار المنظومة الإعلامية لـ"داعش"، حيث أوضحت الدراسة بأن الهزائم المتلاحقة التي تعرض لها التنظيم، أضعفت من قواة وافقده السيطرة على عناصرة، واصبحت منصاته الإعلامية خاوية.

وأشار منسق مركز الأزهر إلى أن مرصد الأزهر أبرز في دراسته إلى أن العام الماضي كان البداية الحقيقة لانهيار المنظومة الإعلامية لداعش، حيث كانت أذرع التنظيم الإعلامية تناضل من أجل إنتاج 25 مقطع في الأسبوع، ثم مالبثت أن انهارت قدرات التحرير وتراجعت جهود الترجمة وإعداد التقارير، وقد ظهر هذا واضحا في النشرات الإذاعية اليومية التي كانت تُذاع  باللغات العربية والفرنسية والتركية والكردية والإنجليزية والروسية والأويغورية، فأصبحت قليلة جدا ومتباعدة.

وأضاف بأن التنظيم بعدما فقد عناصره افتقر على صنع محتويات إعلامية جديدة، واتجه إلى الترويج لجذب عناصر جديدة على صفوفه من أجل الحفاظ على مكانته، بل اتجه على استراتيجية جديدة أخرى وهي صنع "الذئاب المنفردة" من خلال ترويجه للعنف العشوائي، وهو مايدل دلالة واضحة بأن التنظيم بات في مرحلته الأخيرة.

بينما يؤكد الدكتور وحيد عبد المجيد الخبير في الحركات السياسية والدينية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بأن التنظم الإرهابي فقد سيطرته على المنصات الإعلامية، وهو ما انعكس على انتاجه الإعلامي، لأن الإعلام كان من الأسلحة الهامة لداعش في حربه التي كان يشنها على الدول في فرض سيطرته عليها.

وأوضح الخبير السياسي، بأنه الآن وبعد أن قامت الدول بمواجهة ومكافحة الغرهاب، ضعفت شوكته وأصبح التنظيم خاويا لايستطيع إنتاج محتوى واحد من المقاطع التي كان يقوم بها في السابق، بل بدأ يركز على جذب عناصر إلى صفوفه، في محاولة لأن يعود مرة أخرى، لكن لن يستطيع التظيم العودة مرة اخرى كما كان، ولن يستطيع أن يقاوم، لأن الانقسامات والخلافات وكشف زيف دعوته ضرب التنظيم الإرهابي، وهو الآن في العد التنازلي لزواله.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة