«تميمة الرعب».. المقابر الجماعية أسلوب داعش الإجرامي لنشر فكره المتطرف

الخميس، 22 مارس 2018 03:00 م
«تميمة الرعب».. المقابر الجماعية أسلوب داعش الإجرامي لنشر فكره المتطرف
كتب:حسن الخطيب

يتذكر الجميع مقطع الفيديو الأول الذي بثه تنظيم داعش الإرهابي في بداياته فى العام 2013، لسائقي سيارات النقل على الحدود السورية العراقية، بعد أن قام عناصر من داعش يرتدون زيا أسودا مميز لهم، بتوقيف السيارات وإنزال السائقين وسؤالهم عن عدد صلوات اليوم، وعندما اأخطأ السائقين بسبب رعبهم، قامت العناصر الداعشية بقتل السائقين الثلاثة رميا بالرصاص بطريقة بشعة، ودفنهم في مقبرة واحدة كشفت عن حقيقة التنظيم.

تلك الاستراتيجية التي تبنتها داعش في مختلف المدن التي وصل إليها، كشفت للعالم حجم ماآل إليه الشرق الأوسط، من تواجد جماعات إرهابية جديدة لاتعرف سوى القتل بابشع الطرق وأكثرها دموية.

منذ اليوم الأول لظهورها، وداعش تتبنى التكتيك الأكثر دموية في تاريخ الإرهاب، وهو إنشاء "مقابر جماعية" لدفن مئات وعشرات الجثث والضحايا من مختلف الأجناس والأعراق، من غير اتباع الدواعش، فعلى مدى خمس سنوات ارتكبت داعش في حق العراق وسوريا العشرات من المذابح والمقابر الجماعية ليكون داعش التنظيم الغرهابي الأكثر دموية ف العالم.

فعلى مدار السنوات التي ظهر فيها التنظيم الإرهابي ، خلف مدنا مدمرة، وشوارع تنبعث منها رائحة الموت، وتتناثر فيها عشرات المقابر الجماعية، تضم جثثا لأفراد أمن ومدنيين حكم عليه التنظيم بالموت في محاكم اعتبرها "شرعية"، وكان آخرها المقبرة الجماعية التي اكتشافها حديثا بالموصل وتضم رفات عشرات الضحايا، في منطقة “وادي عكاب”، لمواطنين هنود كانوا يعملون لصالح شركة بناء، فُقد أثرهم عقب سيطرة “داعش” على المنطقة في صيف 2014.

وكشفت المقبرة الجماعية عن حجم القتل والإجرام لدى عناصر التنظيم الإرهابي، وحبهم للإراقة الدماء والقتل والإرهاب، حيث تميزت المقابر الجماعية التي تمت على أيدي عناصر التنظيم بقتل الضحايا بأبشع الطرق.

ومن أبرز المقابر الجماعية التي عرف بها داعش في سوريا والعراق، اما أعلنته الأمم المتحدة من اكتشافها في العام 2015 على عدد 72 مقبرة جماعية لتنظيم "داعش" في العراق وسوريا، تحتوي على ما بين 5200 و15 ألف جثة.

بالإضافة للمقبرة الجماعية التي اقامها التنظيم الإرهابي بالعراق في مجزرة "سجن بادوش" بالعام 2014، عندما قتل التنظيم الإرهابي 600 من المحتجزين في السجن بطريقة عشوائية، ودفنهم في مقبرة جماعية.

أيضا المقابر الجماعية التي اقامها تنظيم داعش الإرهابي في حق الإيزديين حيث تم اكتشاف أكثر من خمس مقابر جماعية، مابين العامين 2014 إلى 2017، أبرزها المقبرة الجماعية المكتشفة عند تحرير قرية كوجو "التابعة لقضاء سنجار الذي شهد إبادة جماعية بحق الإيزيديين، على يد تنظيم "داعش" الإرهابي في مطلع أغسطس 2014، وضمت اكثر من 400 قتيل.

كما تم اكتشاف عدد آخر من المقابر الجماعية عثر عليها في إقليم سنجار ايضا، وصل عددها إلى 18 مقبرة  تضم رفات مئات الإيزيديين، تعود إلى العام 2015، بالإضافة لمقبرتين جماعيتين، الأولى في مفرق ناحية تل عزير التابع لقضاء بعاج، قرب الموصل، وضمت 50 رفاتاً لإيزيديين، تم قتلهم في الثالث من أغسطس 2014، والثانية في منطقة همدان بشرق سنجار، واحتوت على نحو 60 رفاتاً لإيزيديين، غالبيتهم من النساء والأطفال.

وتعليقا على أسلوب داعش في انشاء المقابر الجماعية، يقول الدكتور نبيل السمالوطي استاذ الإجتماع السياسي بجامعة الازهر، بأن الاسلوب الخطير الذي يستخدمه تنظيم داعش الإرهابي يكشف عن مدى إجرام عناصر هذا التنظيم، وحبه للدماء والإرهاب، والقتل.

وأوضح استاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة الأزهر، أن لدى التنظيم نزعة غجرامية وهوس بالقتل والإجرام والإرهاب، وارتكاب المجازر الجماعية، ودفنهم في مقابر تكشف عن نزعة إجرامية لهؤلاء الإرهابيون، مبينا أن هذه الجماعات الإرهابية وما تقوم به من جرائم يعود إلى إختلال نفسي واجتماعي في بنيتهم النفسية، فتلك المقابل تدل على أنهم جماعات قتالية مسلحة وممنهجة ومدربة تدريبا كافيا، يؤهلها لقتل ضحايا بشكل قاس، موضحا أن مايقوم به الإرهاب بعيد كل البعد عن الدين، وترفضه كافة الأديان والعقائد.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة