تحذيرات عالمية من «فيسبوك داعش».. وهذه هي خطورته

الجمعة، 23 مارس 2018 10:00 م
تحذيرات عالمية من «فيسبوك داعش».. وهذه هي خطورته
داعش
كتب:حسن الخطيب

 
لاشك أن الخسائر التي لحقت بتنظيم «داعش»، في معاقل تمركزه وتواجده بالعراق وسوريا، بعد الحرب التي قادها الحشد الشعبي وقوات التحالف عليه، غيرت من تكتيكات التنظيم الإرهابي، ليبدأ توجه جديد مغاير تماما للاتجاه الذي كان يحذوه التنظيم خلال السنوات الماضية.
 
فمن ناحية الأعمال الإرهابية، بعد أن كانت عناصر التنظيم هي التي تقوم بالعمليات الإرهابية، في المناطق التابعة له، أو الأماكن البعيدة، غير داعش خططه واصبح يعتمد بشكل أساسي على ما اطلق عليه بـ"الذئاب المنفردة" ليحافظ على عناصرة التي بدأت تتناقص تدريجيا.
 
أما من ناحية التواصل والإعلام، فقد لجأ التنظيم الإرهابي إلى منابر جديدة بعد أن كانت لديه مواقع على شبكة الإنترنت نشطة، ولديها قدرة عالية على الانتشار، وبعد الخسائر التي لحقته بدأ يتجه إلى مواقع التواصل الاجتماعي ليعمل وفق خطة الاحتكاك المباشر، من خلال التعامل مع المتابعين للصفحات الخاصة بالتنظيم.
 
ومع قلة عناصر داعش ذات الخبرة بالتكنولوجيا الحديثة، ومع تزايد استخدام شبكات التواصل الاجتماعى بشكل مستمر بين كافة الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية المختلفة، بدأت التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها داعش، فى توظيف مواقع التواصل الاجتماعى لنشر التطرف والفكر الإرهابى، باعتبار الدور الذى تلعبه هذة المواقع فى تجنيد الشباب واستقطابهم لتنفيذ أغراضها.
 
وقد قامت الجماعات المتطرفة بتسخير جهودها من أجل الانتشار عبر مواقع التواصل لأغراضها الدعائية، فبدأ يسوق التنظيم البيانات والصور والفعاليات عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وبخاصة الفيسبوك وتويتر، فى سعيه لتعزيز إستراتيجية لا تهدف إلى نشر ثقافته المتطرفة والتكفيرية فحسب، بل إلى شن حرب نفسية للتأثير فى الخصوم، واستقطاب الشباب، لضمهم إلى صفوفه والقتال فى البلدان التى يحارب فيها مثل أفغانستان والعراق وسوريا واليمن، والتواصل مع الشباب المتطرف، بهدف تنفيذ عمليات ذئاب منفردة.
 
والمتابع لصفحات التنظيمات الإرهابية من أذرع تنظيم داعش الإرهابي، يجد أنها كرست كافة جهودها من أجل منابر الإعلاعلى الصفحات والمنتديات والقنوات الخاصة بهم عبر موقع التواصل الاجتماعي، فعكفت على نشر مواد مسموعة ومرئية ومقروءة خاصة  بالمؤسسات التابعة للتنظيم، ككتبه التي يعتبرها منهجا له، بالإضافة لأعداد كبيرة من مجلة النبأ الداعشية، بالإضافة إلى مؤسسات «الفرقان والاعتصام وأجناد»، وإذاعة «البيان» ومركز «الحياة» للإعلام، في محاولة منه لاستعادة أمجاده المزعومة، بالإضافة لإعادته نشره بيان بيعته بشكل متكرر، في إشارة منه لعناصره، من أجل تجديدها مرة أخرى.
 
لم يقتصر اتجاه واعتماد التنظيم الإرهابي على مواقع التواصل من أجل تلك الوظائف، بل قام عبر تلك الصفحات التي تشاهد عالميا، بنشر عددا من الاعلانات الترويجية له، من أجل ضم عناصر إرهابية جديدة لديوان الإعلام لديه، للعمل بمجالات الدعاية والإعلامخاصة هؤلاء الذين يمتلكون خبرة جيدة بمجالات «التصميم، والمونتاج، والكتابة».
 
بل ذهب التنظيم إلى أبعد من ذلك، حيث بدأ يبتكر  عبر صفحاته ألعابا رقمية لمتابعية، فقام بإطلاق لعبة رقمية تحمل اسم “صليل الصوارم” في مسعى منه لرفع معنويات عناصره وتدريب الأطفال والمراهقين على مقاتلة ماوصفهم بأعداء الإسلام.
 
وفي إشارة منها على خطورة الوضع، وتهديد الأمن القومي للدول العالم، حذرت منظمات عالمية عاملة في إطار مكافحة الإرهاب، من تزايد النشاط الإرهابي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعدما لحقته خسائر بالجملة من الحرب ضده في العراق.
 
 وأطلقت تنسيقية الاتحاد الأوربي  لمكافحة الإرهاب، تحذيرات لدول العالم المختلفة مما اطلقت عليه "خلافة داعش الافتراضية" على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك خلال اجتماع للجنة مكافحة الإرهاب بالعاصمة البلجيكية بروكسل، في مطلع الشهر الماضي.
وطالبت تنسيقية الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب، بضرورة مواجهة الانتشار المحتوى غير القانوني عبر صفحات التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، بما في ذلك الدعاية الإرهابية.
 
وتحذر مراكز أبحاث عالمية من خطورة هذا النوع من الحروب الافتراضية لأسباب عديدة، منها أن صفحات وشبكات التواصل الاجتماعى لداعش تسمح لهم باستخدام استراتيجية التحديد، وهى استراتيجية تقوم على نشر الرسائل إلى قطاعات محددة من الجمهور، يتم اختيارها بناء على القيم التى تتبناها وتفضيلاتها، واهتماماتها.
 
كما يتم اختيار صور ومقاطع مصورة ورسال متضمنه استمالات تتناسب مع فئات اجتماعية معينة متواجدة عبر هذه الوسائل، وهذه الأساليب تمكن التنظيمات الإرهابية من استهداف جماهيرها وبخاصة الشباب، فيقوم داعش بإنتاج الأفلام والمقاطع معتمدا على الإثارة والتشويق، من أجل جذب المؤيدين والدعاية للتنظيم.
وقد أشارت مراكز الأبحاث العاملة في مكافحة الإرهاب، إلى أن 80% من الذين انتسبوا لداعش تم تجنيدهم عبر شبكات التواصل الاجتماعى، وأن نحو 200 ألف مستخدم يقرؤون يوميا رسائل يبثها التنظيم، وأن داعش ينشر ويعيد نشر ما يزيد عن 90 ألف مادة إعلامية دعائية يوميا على الشبكات الاجتماعية، وأن هناك أكثر من 2600 موقع إنترنت وشبكة تواصل اجتماعى ترتبط بالتنظيم وتخاطب العالم بلغات متعددة منها الإنجليزية والعربية والفرنسية.
 
فيعتمد تنظيم داعش من أجل ضم شباب جدد لصفوفه الى اطلاق مسميات والفاظ براقة من أجل خلق نوع من أظهار الصلة التي تربط الخلافة كدولة التنظيم بالخلافة الإسلامية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة