"البحوث الاسلامية" يرد على فتوى سلفية تكفر الصوفيين والأشاعرة.. ماذا قال؟

الأحد، 25 مارس 2018 04:00 ص
"البحوث الاسلامية" يرد على فتوى سلفية تكفر الصوفيين والأشاعرة.. ماذا قال؟
فتوى سلفية تكفر الصوفيين والأشاعرة
حسن الخطيب

مع كل شروق شمس، يخرج علينا المتشددون بفتاوى جعلت من الحليم حيرانا، وجعلت من المسلم كافرا، ففي أحدث فتوى سلفية أعلن زعيم التيار السلفي بالجزائر، الدكتور محمد علي فاركوس، في رسالته الشهرية، التي نشرها على موقعه الإلكتروني، تكفير الصوفيين والأشعريين.

وأعلن فاركوس في رسالته الشهرية أن الصوفيين والأشعريين ليسوا من أهل السنة والجماعة، مؤكدا أن إطلاق مصطلح أهل السنة، بالمعنى الخاص، فإنما يراد به ما يقابل أهل البدع والأهواء، فلا يدخل في مفهوم أهل السنة إلا من من يثبت الأصول المعروفة عند أهل الحديث والسنة، دون أصحاب المقالات المحدثة من أهل الأهواء والبدع.

واعتبر زعيم السلفيين في الجزائر، أن السلفيين وحدهم دون سواهم أهل السنة والجماعة، قائلا في رسالته الشهرية: "أن الإسلام الذي يُمثِّله أهلُ السُّنَّة والجماعة أتباعُ السلف الصالح إنَّما هو الإسلام المصفَّى مِنْ رواسب العقائد الجاهلية القديمة، والمبرَّأُ مِنَ الآراء الخاطئة المُخالِفةِ للكتاب والسُّنَّة، والمجرَّدُ مِنْ مَوروثاتِ مَناهجِ الفِرَق الضَّالَّة كالشيعة الروافض والمُرجِئةِ والخوارجِ والصُّوفيةِ والجهميةِ والمعتزلةِ والأشاعرة، والخالي مِنَ المناهج الدَّعْوية المُنحرِفة كالتبليغ والإخوان وغيرِهما مِنَ الحركات التنظيمية الدَّعْوية أو الحركات الثورية الجهادية زعموا كالدواعش والقاعدة، أو مناهجِ الاتِّجاهات العقلانية والفكرية الحديثة، المُنتسِبين إلى الإسلام".

ولم يقتصر تكفير فاركوس للصوفية والأشعرية، بل اتجه لتكفير من يخرجون عن الإمام، والثوار والمعتصمين والمضربين، ثم اتجه إلى تكفير العلمانيين والاشتراكيين والليبراليين والرأسماليين والديموقراطيين والحزبيين والحداثيين، حيث يؤكد بأن الخارجَ على الأئمَّةِ المكفر لهم، التاركَ لمناصحتهم والصابرِ على ظُلْمهم وجَوْرهم، ولا الثائرَ عليهم بالتظاهرات والاعتصامات والإضرابات باسْمِ التصحيح والتغيير وَفْقَ ما تمليه الحُريات الديمقراطيةُ زعموا وما ترسمه مخطَّطات أعداء الملة والدين.

واستطرد فركوس كلمته الشهية قائلا "كما لا يحوي مذهب أهل السنَّة في نطاقه من يرفع شعاراً أو راية أو دعوة غير الإسلام والسنّة بالانتماء إليها أو التعصب لها كالعلمانية والاشتراكية والليبرالية الرأسمالية، والقَبَلية والوطنية والقومية، والديمقراطية والحزبية، والحداثة وغيرِها كما لا يضمُّ في حياضه المُنتسبين لمذهبِ أهل السنّة ممَّنْ تَسَموا بالسلفية زورا ومينا وهم على غير أصولها ومَعالِمِها ومنهجِها ودعوتها، ممن أحدثوا فيها ما ليس منها بدوافعَ تنظيمية حركية جهادية زعموا أو حزبية أو وطنية".

من هو فاركوس

الدكتور محمد علي فاركوس، هو زعيم التيار السلفي الجزائري، ولد متزامنا مع اندلاع ثورة التحرير الجزائرية من الاحتلال الفرنسي، ودرس الشريعة بكلية الحقوق بالجزائر ثم توجه إلى الجامعة الغسلامية بالمدينة المنورة فدرس فيها، واعلن عن انتماءه للتيار السلفي، وبعد أن عاد للجزائر في العام 1990، حصل على درجة الدكتوراه من كلية الحقوق بجامعة محمد الخامس، ثم أعلن عن تاسيسه للتيار السلفي بالجزائر، فكان أول مؤسس للتيار السلفي بالجزائر.

عرف الدكتور فاركوس بميوله الشديدة للتيار السلفي، وذلك لدراسته الطويلة بالمملكة العربية السعودية، له العديد من الفتاوى والآراء المتشددة، حيث عرف بموقفه الرافض للتصوف والمتصوفين، ويمتلك فاركوس جماعة واتباع يشكلون نسبة كبيرة في المجتمع الجزائري، وقد اثاروا مؤخرا أزمة مع المؤسسات الدينية بعد أن طالبوا بتخصيص مساجد لهم.

الرد على الفتوى

وردا على الفتوى التي أفتاها فاركوس، قال الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الاسلامية، إن التيار السلفي عرف بعداوته وكراهيته للصوفية والمتصوفين، وللمذهب الاشعري، مبينا بأن الخلاف بين التيارين خلافا سياسيا وليس دينيا، ولكن التيار السلفي دائما مايوجه الدفة نحو اعتبارات عقائدية دينية.

وقال عضو مجمع البحوث الإسلامية، بأن التصوف نزعة نفسية تدعوا إلى الاعتزال والاعتكاف للعبادة، وهو مذهب اسلامي عرف منذ تاريخ الصحابة عليهم رضوان الله جميعا، ويهدف المذهب إلى تزكية النفس وتعلقها بالله تعالى، ومعرفتها بالخالق عز وجل، ولايمكن القول بأي شكل من الاشكال أن تلك الحركة من غير الدين.

وأكد الجندي بأن المذهب الاشعري هو مذهب معروف من مذاهب أهل السنة والجماعة، إن لم يكن أقربها، مؤكدا على أن المذهب الأشعري هو المكون الرئيس لأهل السنة والجماعة، ويمتد المذهب الأشعري للصحابي الجليل أبو موسى الأشعري وأبو الحسن الأشعري، وعليه أكثر الفقهاء والأئمة عبر التاريخ.

 

29547216_1802121176507541_563100172_n
 

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق