أوشاهيدي".. تكنولوجيا إفريقية تغزو العالم
الإثنين، 28 ديسمبر 2015 07:45 ص
يعد موقع "أوشاهيدي" الإلكتروني الكيني (وتعني في اللغة السواحلية "شهادة") وبرنامجه الجديد "في 3" أول موقع أفريقى يلبي طموحات متصفحي الإنترنت ، ويستهدف في المقام الأول مستخدمي البرامج مفتوحة المصدر لجمع المعلومات ورسم الخرائط التفاعلية التي يصممها الموقع.
وأشارت صحيفة "لوموند" الفرنسية إلى أن موقع "أوشاهيدي" صمم في أبريل الماضي خريطة تفاعلية لأحداث العنف التي كانت تشهدها العاصمة البوروندية بوجمبورا ، في محاولة لعرض هذا الوضع الخطير للغاية الذي تمر به بوروندي والتفاعل معه من شتى أرجاء العالم من خلال وسيط رقمي واحد.
وجاء تصميم موقع "أوشاهيدي" في ديسمبر عام 2007 في نيروبي ، كضرورة ملحة لمواجهة أعمال الشغب التي أعقبت الانتخابات الكينية حينذاك لكي يتمكن السكان من تحديد شوارع العاصمة نيروبي فوق خريطة رقمية تفاعلية عبر شبكة الإنترنت والتي يجب تجنب السير فيها تفاديا للتعرض لأعمال عنف ، وبالفعل تم ذلك بفضل خدمة الرسائل النصية القصيرة (اس ام اس).
ومنذ ذلك الوقت ، بدأت الفكرة تأخذ سبيلها إلى الانتشار إذ تحمس متصفحون على شبكة الإنترنت من بلدان أخرى (نيجيريا ، وزامبيا ، وكولومبيا ، وألبانيا) لاستخدام منصة "أوشاهيدي" التشاركية والتفاعلية عبر الإنترنت بهدف فضح أساليب تزوير الانتخابات في تلك الدول ، أو انتقاد التحرش الجنسي والعنف البدني ضد النساء ، أو استخدام وكالات عالمية مثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية هذه المنصة التفاعلية في دول مثل سوريا وأفغانستان من أجل تنسيق عملياتها الميدانية في هذين البلدين.
وبات من الصعب إحصاء استخدامات موقع "أوشاهيدي" المتعددة نظرا لأن البرنامج يمكن تحميله دون قيد أو شرط ، وتؤكد أنجيلا أودور لونجاتي مديرة المشاركة المجتمعية في الموقع الكيني "أنها تقدر استخدامات الموقع بأكثر من 60 ألف مشروع".
ويمكن استعراض مدى الانتشار الكبير والسريع لموقع "أوشاهيدي" في العالم من خلال وثيقة متاحة على شبكة الإنترنت توضح إنشاء منصة تفاعلية للموقع في السويد لمكافحة كافة أشكال التمييز ضد الهوموفوبيا (أي الخوف غير المبرر من المثليين) ، وتصميم أربعة مواقع أخرى في الوقت نفسه في نيجيريا لمراقبة سير الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وتثير الاستخدامات العديدة للموقع عددا من التساؤلات، منها: هل يبدو هذا الابتكار الرقمي فعالا دائما من كافة الجوانب؟ ما الذي يمكن أن تفضي إليه فعليا مثل هذه المبادرات؟
ومن بين المشروعات الجديدة المتوقع تنفيذها بفضل برنامج "أوشاهيدي" الكيني في مجالات مثل: مراقبة الانتخابات ، والدفاع عن حقوق المرأة ، والمساعدات المقدمة للمهاجرين ، ومشاركة المواطنين في تحسين مستوى الحياة في مدنهم ، وغيرها من المجالات الأخرى.