"أدباء رحلوا دون الستين" .. حين يختار الموت ببراعة الأنبل والأكثر موهبة

الثلاثاء، 03 أبريل 2018 02:00 م
"أدباء رحلوا دون الستين" .. حين يختار الموت ببراعة الأنبل والأكثر موهبة
رامى سعيد

تقول القاعدة أن الأديب مرتبط بمداه، أي أن إبداعه مرتبط بخط حياته، فإذا أُلهم في بداية حياته المهنية غالبًا ما يكون عمره قصيرًا للغاية، حدث ذلك مع أبو القصة القصيرة أنطوان تشيخوف الطبيب والأديب الروسي، والشاعر أمل دنقل، ومؤخرًا مع الروائي أحمد خالد توفيق الذي توفي عن عمر يناهز 55 عاما.


«أحمد خالد توفيق»

احمد خالد توفيق
احمد خالد توفيق



«فجأة وجدت أنني فى الأربعين .. الخامسة والأربعين .. ثم سن الخمسين! هذه الأرقام لم أسمع عنها من قط ولم أتخيل أنها ممكنة.. بدأت أشعر بالذعر وعندما لاحظت أن الباعة يقولون لي يا حاج والمهراهقون يقولون ياعمو.. ثم ازداد الأمر سوءًا عندما صار الأولاد المهذبون يقفون لي في وسائل الموصلات كي أجلس مكانهم».

هكذا وبرشاقة شديدة عبر الأديب الراحل «أحمد خالد توفيق»، عن حالته الرافضه للكهولة، وهو المتجدد الشاب فى كتباته وأعماله، حيث رحل عن عالمنا أمس الإثنين عن عمر يناهز 55 عامًا، إثر أزمة صحية ألمت به.

 

ونشر الدكتور أيمن الجندي، عبر صفحته على «الفيس بوك»، قائلا «إنا لله وإنا إليه راجعون.. خبر وفاة الدكتور أحمد خالد توفيق في مستشفى الدمرداش بلغني الآن.. أعتذر عن الرد على أي مكالمة هاتفية فأنا لا أستطيع استيعاب الخبر حتى الآن.. أفضل ما تفعلونه الآن هو الدعاء له بالرحمة.. هذا ما سينفعه بعد أن غادر دنيانا الفانية.. الله يرحمه ويغفر له ويتجاوز عن سيئاته ويحسن إليه».

 

أحمد خالد توفيق من مواليد القاهرة، في 10 يونيو 1962، عمل طبيبا وأديبا، ويعتبر من أبرز الكتاب العرب في مجال أدب الرعب والأشهر في مجال أدب الشباب والفانتازيا والخيال العلمي، ويلقب بـ «العراب».

من أبرز «أحمد خالد توفيق»، سلاسل ما وراء الطبيعة، فانتازيا، سافاري، وصدر له روايات «نادى القتال، يوتوبيا، السنجة، مثل إيكاروس، في ممر الفئران»، كما صدر له عدد من المجموعات والقصص القصيرة منها «قوس قزح، عقل بلا جسد، حظك اليوم، الآن نفتح الصندوق، الآن أفهم، لست وحدك»، إلى جانب عدد من الإصدارات الأخرى، منها « قصاصات قابلة للحرق، اللغز وراء السطور، ولد قليل الأدب».


«أمل دنقل»
 

امل دنقل
امل دنقل

 

«لا تصالحُ.. إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة.. النجوم.. لميقاتها والطيور.. لأصواتها والرمال.. لذراتها والقتيل لطفلته الناظرة كل شيء تحطم في لحظة عابرة الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة..  كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة.. والذي اغتالني: ليس ربًا.. ليقتلني بمشيئته.. ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته.. ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة.. لا تصالحْ.. فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ.. في شرف القلب.. لا تُنتقَصْ»

لا توجد كلمات تعبر عن شاعر الرفض الجنوبي «أمل دنقل» سوى قصائدة البديعة، وهو الذي رحل عن عالم الأدب بعد فترة إبداع صغيرة المدى عن عمر يناهز 43 سنة.

هو «محمد أمل فهيم أبو القسام محارب دنقل»، ولد عام 1940، في أسرة صعيدية تعيش في قرية القلعة مركز قفط، على مسافة قريبة من مدينة قنا في صعيد مصر، وكان والده عالماً من علماء الأزهر الشريف، مما أثر في شخصيتة وقصائده بشكل واضح.

سمي أمل دنقل بهذا الأسم، لأنه ولد بنفس السنة التي حصل فيها والده على إجازة العالمية، فسماه باسم«أمل»، تيمنا بالنجاح الذي حققه.

أصيب أمل دنقل، بمرض السرطان، وعانى منه لمدة تقرب من ثلاث سنوات، وتتضح معاناته مع المرض في مجموعته «أوراق الغرفة 8»، وهو رقم غرفته في المعهد القومي للأورام، والذي قضى فيه ما يقارب الأربع سنوات، كما عبرت قصيدته «السرير» عن آخر لحظاته ومعاناته، وهناك أيضاً قصيدته «ضد من» التي تتناول هذا الجانب.


«صلاح عبد الصبور»

صلاح عبد الصبور
صلاح عبد الصبور


«الناس في بلادي جارحون كالصقور.. غناؤهم كرجفة الشتاء في ذؤابة الشجر.. وضحكهم يئز كاللهيب في الحطب..  خطاهمو تريد أن تسوخ في التراب.. ويقتلون، يسرقون، يشربون، يجشأون.. لكنهم بشر وطيبون حين يملكون قبضتى نقود.. ومؤمنون بالقدر».

 

يعد صلاح عبد الصبور أحد أهم رواد حركة الشعر الحر العربي، ومن رموز الحداثة العربية المتأثرة بالفكر الغربي، كما يعدّ واحداً من الشعراء العرب القلائل الذين أضافوا مساهمة بارزة في التأليف المسرحي، خاصة في مسرحيته «مأساة الحلاج»، وفي التنظير للشعر الحر.. وتوفي دون الستين، عن عمر يناهز 50 عاماً.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق