خبراء يقدمون حلولا لأزمة سد النهضة

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015 04:33 ص
خبراء يقدمون حلولا لأزمة سد النهضة
سد النهضة
محمود الطقش

أزمة أطلت بوجهها القبيح، على مصر خلال السنوات الأخيرة، وفي سياق المباحثات والمفاوضات التي تشمل كلآمن مصر وإثيوبيا والسودان، حول أزمة سد النهضة الذى تصر إثيوبيا علي إنشاؤه بغرض حاجتها إلي الطاقة الكهربية، وهذا ما ترفضه مصر نتيجة لما يترتب عليه من إهدار حصة مصر من المياه التي تحصل عليها لذلك صرنا نبحث عن حلول لهذه الأزمة، ولكن لم نجد حلآ واضحآ وصريحآ فالبعض يري أن الحل العسكري ليس الحل وإنما الحل هو الجلوس علي مائدة التفاوض، بينما يري البعض أن الحل العسكري هو الحل.

قال الدكتور "أحمد فوزي دياب " الخبير المائي بالأمم المتحدة وأستاذ الموارد المائية بمركز بحوث الصحراء، لـ"صوت الأمة"، أن مشكلة أثيوبيا مشكلة سياسية إقتصادية إجتماعية ذات بعد إقليمي ودولي كما أشار إلي أنها ليست مشكلة فنية كما يظن البعض، وأنها ليست كما تدعي أثيوبيا أنها بحاجة إلي هذا السد بغرض الطاقة، لكن أثيوبيا تمتلك العديد من المصادر التي تستخرج منها الطاقة،وليست الموارد المائية فقط هي التي تمدها بالطاقة.

كما أوضح الدكتور أحمد فوزي أن اللجوء للمحكمة الدولية يشترط فيه موافقة جميع الأطراف المتنازعة وأن أثيوبيا معترضة علي هذا الحل لذا فإن اللجوء لهذا الحل غير متوافر لإعتراض أحد الأطراف علي التحكيم الدولي.

وبين "فوزي" أن مصر لاتلجأ إلي الحلول العسكرية الآن وأن هذا الحل هو الخيار رقم 15 وأن لجوء مصر لهذا الخيار يترتب عليه أضرار كثيرة ولكن في حين إعتراض إثيوبيا علي التفاوض لا يكون هناك حل سوي الحل العسكري.

كما أن الحل الذي يراه "فوزي" هو لابد من جلوس إثيوبيا علي مائدة التفاوض مع مصر وخضوعها للمفاوضات، كما أنها لابد من تقديم بعض التنازلات لبعض القرارت المتخذة من قبل الجانب الأثيوبي حتي لاتضطر مصر إلي إتخاذ أي إجراءات حازمة،ربما تصل في نهاية المطاف إلي اللجوء للحل العسكري مؤخرآ.

من جانبه قال الدكتور نادر نور الدين أستاذ الأراضي والمياة بكلية الزراعة،أن مصر أخطأت من البداية بإعترافها بسد النهضة، وأنها قبلت المفاوضات حول السد وليس التنفاوض حول مابعد السد وهو حصة مصر من المياه.

وأضاف نور الدين لـ"صوت الأمة" أن أثيوبيا متجاهلة مصر والسودان تماماخلال المباحثات التي تجريها الدولتان ولا تلقي لهما أي إهتمامات.

كما صرح نادر نور الدين أن مصر عند إعترافها بسد النهضة فهي الآن فقدت السيطرة علي منع إنشاء السد لأنها أخطأت من البداية حينما إعترفت ووقعت علي العقود.

وأشار " نور الدين " إلى أن الحل هو أن مصر تتفاوض حول المياه وحصتها التي تحصل عليها من إثيوبيا وليس التفاوض حول السد،وقال أنه لابد من توقيع أثيوبيا والسودان علي إتفاقية تضمن لمصر حقها في حصة المياه التي تحل عليها بعد إنشاء السد

وقال نور الدين أن الحل العسكري ليس محله الآن ولكن سوف تلجأ مصر إلي الحل العسكري ولكن بعد عدة سنوات لأن الأزمات التي تعقب إنشاء سد النهضة ستظهر عامآ بعد عام وأن الجيل القادم هو من يعاني من تلك الأزمات

وأضاف" نور الدين "أن السلطات الأثيوبية تحمل العداء لمصر منذ القدم وأنها أشد كراهية لمصر من إسرائيل
وقال " نور الدين" أنه لابد لمصر أن تعلن شدة الغضب من الموقف الإثيوبي ومن السلطات الإثيوبية،وأن تهدد من أجل الحفاظ علي حصة المياه المصرية،وفي حالة عدم إلتزام إثيوبيا وخضوعها للمفاوضات سيكون هناك حلول بديلة رادعة.

الدكتورة نانيس فهمي الباحثة فى الشؤون الإفريقية كشفت الموقف المتواطئ للسودان مع إثيوبيا خلال مفاوضات سد النهضة، لأنَّها كانت تلعب طوال الوقت دورًا مراوغًا اتضح بعد تصريحات البشير، مطالبةً بضرورة رد الرئيس عبد الفتاح السيسي بقوة على تلك التصريحات وليس وزارة الخارجية.

حيث رأت نانيس أنه لا بد أن يكون لمصر موقف حاسم خلال الأيام المقبلة،مثل مطالبة مصر بالتحكيم الدولي، فضلًا عن الدعوة إلى اجتماع رئاسي بين مصر وإثيوبيا لحل الأزمة، وبخاصة أن أديس أبابا ماضية في خطتها في بناء وتشغيل السد دون أي نظر للمطالب المصرية التي تطالب بإبطاء العمل في السد بما يتناسب مع سير المفاوضات التي تسير ببطء شديد".

وأوضحت أن الدراسات التي تطالب مصر بإجرائها لقياس تأثير سد النهضة على مصر من الناحية البيئية والاجتماعية والمائية والاقتصادية لن تنتهي خلال فترة قصيرة، وتستغرق عملية إجرائها أكثر من عام، لافتةً إلى أنَّ تلك الفترة كفيلة بالانتهاء من السد وبدء تشغيله، لذلك فلا مفر من إيقاف أعمال بناء السد فورًا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق