الحوت الأزرق يلتهم أبنائنا.. البرلمان ينتفض والأزهر والإفتاء يحرمان ممارستها

الجمعة، 06 أبريل 2018 04:00 ص
الحوت الأزرق يلتهم أبنائنا.. البرلمان ينتفض والأزهر والإفتاء يحرمان ممارستها
مجلس النواب
كتب: حسن الخطيب

ونحن على أعتاب ثورة تكنولوجية ورقمية هائلة، تركز اهتمامنا على إيجابيات التكنولوجيا دون سلبياتها، حتى غرقنا في استخدامها، وبالغنا بشكل كبير فيها، حتى فاجئتنا سلبيات تلك التكنولوجيا وطالت أطفالنا وشبابنا، واصبحت كلمة السر الانتحار في لعبة.
 
نعم الانتحار في لعبة، حيث تقود اللعبة من يقوم بلعبها إلى الانتحار، وهو ماحدث مع نجل برلماني معروف، بعد أن تم الكشف عن سبب موته، ولم تكن حالته هو فقط التي انتحرت بسبب اللعبة، وإنما هناك حالات عديدة حول العالم، ، انتحرت بسبب تلك اللعبة، بالإضافة لمحاولات انتحار عديدة تم إنقاذها في الوقت المناسب ، تلك اللعبة هي الحوت الأزرق.

ماهو السر
الحوت الأزرق" أو الـ"blue whale"، هو عبارة عن تطبيق يتم تحميله على أجهزة الهواتف الذكية وتتكون من 50 مهمة، تستهدف المراهقين والشباب، حيث تبدأ اللعبة فور تثبيتها عبر الهاتف بطلب نقش الرمز "F57" أو رسم "الحوت الأزرق" على الذراع بآداة حادة، ثم إرسال صورة للمسئول للتأكد من أن الشخص قد دخل فى اللعبة فعلا.
 
الخطوة التالية تكون عبر إرسال مقطع فيديو في وقت مبكر جدا مصحوبا بموسيقى غريبة تجعل المراهق أو الشاب فى حالة نفسية كئيبة، ويطلب منه أن يذهب لأماكن بعيدة ومنفردة كالصعود إلى سطح المنزل أو الجسر بهدف التغلب على الخوف.
 
بعد نجاح المهمة الأولى والثانية، يخصل اللاعب على لقب "حوت أزرق"، ويتم تكليفه وإرسال مهام له منها عدم التحدث مع الآخرين، وإحداث جروح في جسده، ومشاهدة أفلام الرعب، إلى أن يصل اليوم الخمسين، الذى يطلب فيه منه الانتحار إما بالقفز من النافذة أو الطعن بسكين، ولا يسمح للمشتركين بالانسحاب من هذه اللعبة.
 
وإن حاول أحدهم فعل ذلك فإن المسئولين عن اللعبة يهددون الشخص الذى على وشك الانسحاب ويبتزونه بالمعلومات التى أعطاهم إياها لمحاولة اكتساب الثقة، ويهددوهم بقتل أفراد عائلاتهم.

البرلمان ينتفض
وفي أول خطوة لمحاولة السيطرة على اللعبة القاتلة، تقدم النائب شريف الورداني أمين سر لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، بطلب إحاطة عاجل لوزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، من أجل مواجهة وحظر لعبة "الحوت الأزرق" في مصر، بالإضافة للتطبيقات والألعاب الإلكترونية الخطيرة الأخرى.
 
وبحسب بيان طلب الإحاطة، فإنه يطالب بضرورة حظر الألعاب الخطرة، خاصة وأنها انتشرت في الفترة الأخيرة بشكل مخيف، فتقوم باختراق بيانات المستخدمين لها، ثم ابتزازهم وتحريضهم على إيذاء أنفسهم والآخرين.
 
وطالب أمين سر لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، وزير الاتصالات بضرورة وجود رقابة على هذه التطبيقات، وعدم السماح باستخدامها في مصر، لافتًا إلى أن التكنولوجيا هدفها خدمة الإنسان وليس إيذاءه، كما أنه لابد من تدخل الحكومة لحظر استخدامها في مصر، مطالبا الحكومة بضرورة نشر التوعية على مستوى الأسرة والمدرسة، وتحذير الطلاب من مدى خطورة استخدام هذه التطبيقات التي قد تنهى حياة مستخدميها.

الأزهر يحرم اللعبة
ومن جانبه قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بأنه يتابع مركز ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي من ألعاب تخطف عقولَ الأطفال، وتجعلهم يعيشون عالمًا افتراضيًّا يعزلهم عن الواقع، وتدفعهم بعد ذلك إلى ما لا تُحمد عاقبته، ومن ذلك ما انتشر مؤخرًا من لُعبة تُدعى (الحوت الأزرق) وما يماثلها.
وشدد مركز الأزهر على أن هذه اللعبة تستهدف بالأخص أبناءنا وبناتنا من سن 12 إلى 16 عامًا تقريبًا، وهذه اللعبة تبدو في ظاهرها بسيطة، لكنها للأسف تستخدِم أساليبَ نفسيةً معقَّدةً تحرض على إزهاق الروح من خلال الانتحار، والذي سُجِّلت أعلى حالاته في بلد المنشأ لهذه اللعبة وهي (روسيا) حيث تم تسجيل 130 حالة انتحار، وانتشرت اللعبة حتى وصلت إلى عالمنا العربي والإسلاميِّ. 
 
وأكد مركز الأزهر للفتوى بأن الله تعالى قد نهانا عن ارتكاب أي شيء يهدد حياتنا وسلامة أجسامنا فقال : {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} ولخطورة الموقف قدم الأزهر عدة نصائحَ لوقاية أبنائنا وبناتنا من الوقوع في هذا المنزلق الخطير والتي تساعد في بناء شخصيتهم والحفاظ عليهم.
وشملت النصائح  ضرورة متابعة الطفل بصفة مستمرة وعلى مدار الساعة، ومراقبة تطبيقات الهاتف بالنسبة للأبناء، وعدم ترك الهواتف بين أيديهم لفترات طويلة، مع شغل أوقات فراغ الأطفال بما ينفعهم من تحصيل العلوم النافعة والأنشطة الرياضية المختلفة.
 
كما شملت النصائح التأكيد علي أهمية الوقت بالنسبة للطفل، ومشاركة الطفل في جميع جوانب حياته مع توجيه النصح وتقديم القدوة الصالحة له، وتنمية مهارات الطفل، وتوظيف هذه المهارات فيما ينفعه والاستفادة من إبداعاته، والتشجيع الدائم للطفل على ما يقدمه من أعمال إيجابية ولو كانت بسيطة من وجهة نظر الآباء.
كما شملت النصائح أيضا منح الأبناء مساحة لتحقيق الذات وتعزيز القدرات وكسب الثقة، وتدريب الأبناء على تحديد أهدافهم، واختيار الأفضل لرسم مستقبلهم، والحث على المشاركة الفعالة والواقعية في محيط الأسرة والمجتمع، وتخير الرفقة الصالحة للأبناء ومتابعتهم في الدراسة من خلال التواصل المستمر مع المعلمين وإدارة المدرسة، و تنبيه الطفل على حرمة استخدام آلات حادة تصيبه بأي ضرر جسدي، وصونه عن كل ما يؤذيه؛ وذلك لقول رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ".

دار الإفتاء والحوت الأزرق
وقالت دار الإفتاء في قسم الفتاوى على موقعها الإلكتروني الرسمى، ظهرت في الآونة الأخيرة لعبة تسمى "لعبة الحوت الأزرق" أو "Blue Whale"، وهي متاحة على شبكة الإنترنت وتطبيقات الهواتف الذكية، تطلب من المشتركين فيها عددًا من التحديات، وهذه التحديات تنتهي بطلب الانتحار من الشخص المشترك، أو تطلب منه ارتكاب جريمةٍ ما، ويطلب القائمون عليها أن يقوم اللاعب بعمل "مشنقة" في المكان الذي يكون متواجدًا فيه قبل الخوض في تفاصيل اللعبة، وذلك للتأكد من جدية المشترك في تنفيذ المهام التي تُطلَب منه.
 
والمشاركة في هذه اللعبة تكون عن طريق تسجيل الشخص في التطبيق الْمُعَدِّ لها على الإنترنت أو الأجهزة المحمولة الذكية "Smart Phone"، وبعد أن يقوم الشخص بالتسجيل لخوض التحدي يُطلب منه نقش الرمز "F57" أو رسم "الحوت الأزرق Blue Whale" على الذراع بأداةٍ حادة، ومِن ثَمَّ إرسال صورةٍ للمسؤول للتأكد من أن الشخص قد دخل في اللعبة فعلًا، لتبدأ سلسلةُ المهامّ أو التحديات، والتي تشمل مشاهدةَ أفلام رعبٍ والصعود إلى سطح المنزل أو الجسر حقيقةً بهدف التغلب على الخوف، وقتل حيوانات وتعذيبها وتصويرها ونشر صورها، لتنتهي هذه المهام بطلب الانتحار؛ إما بالقفز من النافذة أو الطعن بسكين، فإن لم يفعل يهدد بقتل أحد أفراد عائلته أو أحد أقرانه، أو نشر معلومات شخصية مهمة عنه. وقد أكدت تقارير رسميةٌ تأثيرَ هذه اللعبة وخطورتها على المشاركين فيها بشكلٍ حقيقيٍّ؛ حيث أقدم بعضهم على الانتحار في بعض الدول الأوربية والعربية.
 
ومخترع هذه اللعبة هو "فيليب بوديكين"، وقد طرد من عمله وتم القبض عليه، فقال بعد اعترافه بجرائمه: إن هدفه منها تنظيف المجتمع من النفايات البيولوجية، وأن هؤلاء ليس لهم قيمة.
 
وتابعت الإفتاء في بيانها، فما حكم الشرع في ممارسة هذه اللعبة والمشاركة فيها؟، وجاء الجواب عبر الموقع على لسان الدكتور شوقي إبراهيم علام مفتى الجمهورية، بعد الاطلاع على ما ورد بالسؤال من طبيعة اللعبة الإلكترونية المسمّاة بـ"الحوت الأزرق Blue Whale" وما تهدف أو تؤدي إليه؛ ترى دار الإفتاء المصرية أنه يحرم شرعًا المشاركة فيها، وعلى من استُدرِج للمشاركة فيها أن يُسارِعَ بالخروج منها. وتهيب دار الإفتاء المصرية بالجهات المعنية تجريمَ هذه اللعبة، ومَنْعَها بكل الوسائل الممكنة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة