قصة منتصف الليل.. «ولو بعد حين»: نهاية الخائن

الجمعة، 06 أبريل 2018 08:00 م
قصة منتصف الليل.. «ولو بعد حين»: نهاية الخائن
إسراء الشرباصى

قصة منتصف الليل
فتحت عينيها على لمسات طفلها بيده الصغيرة ليخبرها بجوعه فأسرعت إلى المطبخ لتحضير وجبة الإفطار لإبنها وزوجها لتبدأ "هنا" يومها وتوصل إبنها إلى مدرسته وتتجه لعملها متخذة الأتوبيس العام وسيلة نقلها وخلال طريقها هاتفت زوجها لتطمئن على وصوله لعمله فى موعده وتطلب منه أن يعد لها أموال لشراء احتياجات المنزل الشهرية فأخبرها أن هناك قائمة خصومات وقعت على كافة العاملين لديه وهو ضمن هذه القائمة وعليها تدبير المنزل بأقل تكاليف لتخطى الموقف فاعتذرت له مؤكدة أنها ستحاول الحصول على سلفة من رئيسها فى العمل لمساعدته.
 
بعد دقائق وصل الأتوبيس أمام مقر عملها ولكنه لم يقف رغم طلبها المتكرر بالوقوف فاضطرت النزول مسرعة لتصل عملها دون تأخير وفور نزولها من الاتوبيس كادت أن تلقى مصرعها أمام سيارة تقودها سيدة لولا تمسكها بالفرامل فى الوقت المناسب فخرجت صاحبة السيارة توبخ "هنا" على ظهورها المفاجئ أمام السيارة وهو ما لم تصمت عليه "هنا" فتبادلا الصراخ فى وجه بعضهما واتهمتها بالإهمال وعدم قدرتها على قيادة السيارة وأثناء وصلة توبيخ الطرفين لبعضهما قالت "هنا" لصاحبة السيارة "تلاقى أمك اللى جايبهالك عشان تدوسي بيها على خلق الله" لترد الأخرى عليها بهدوء ونظرات كائدة "لا يا حبيبتى دا صاحبى هو اللى جبهالى عشان متشعبطش زيك فى الاتوبيسات".
 
استمر الخلاف بينهما إلى أن وصل بهما الأمر اللجوء إلى قسم الشرطة لتحرير محضر بالواقعة وفور دخولهما القسم أمسكت "هنا" هاتفها واتصلت على زوجها قائلة "انا كنت هاعمل حادثة الصبح وعربية كانت هاتخبطنى وحصلت خناقة وانا دلوقتى فى القسم ممكن تجيلى محتاجالك جنبى" فاعتذر لها الزوج مؤكدا أنه داخل اجتماع هام ولا يستطيع الخروج منه.
قصة منتصف الليل
وبعد دقائق أمسكت صاحبة السيار  لهاتفها لتجرى إتصالا لصديقها تقص عليه ما حدث معها وتطلب منه الحضور على وجه السرعه، ولم تمر دقائق معدودة إلا ووصل صديقها لكنه لم يكن فى هذا المشهد مجرد صديق صاحبة السيارة ليفاجئ بأن السيدتان هما "هنا" زوجته و"رباب" صديقته ليقف مصدوما أمام الاثنان فلا يستطيع مواجهة زوجته ليجد نفسه واقفا أمام ضميره مقابل نزواته
 
فشاهدته زوجته "هنا" من بعيد فأسرعت لاحتضانه وبداخلها فرحة عارمة بأن زوجها ترك عمله من أجل الوقوف بجانبها وهو الحضن الذى رأته "رباب" صديقته فوقفت صامتة لا تستطيع الحديث أمام الزوجة وكشف حقيقة زوجها أمامها فى هذا التوقيت وذهبت لتقديم الاعتذار للزوجان عن الحادث وعن الخلاف الذى حدث بينهما وانتهى الأمر بالخروج من القسم ليسير الزوج مع زوجته فى طريق على أن تسير "رباب" فى الطريق المعاكس.
 
وفى صباح اليوم التالى فوجئت "هنا" بدخول "رباب" إلى مكتبها بمقر عملها وعيونها مليئة بدموع الندم وتطلب منها أن تقص عليها أمر هام وبدأت "رباب" توضح حقيقة الزوج الذى كرم صديقته بكل ما يملك من أموال يحصل عليها من عمله الاضافى الذى لم يخبر زوجته عنه، وفى ذات الوقت حمل زوجته أعباء طائلة من الإنفاق على المنزل وتحمل مسئولية طفلهما متحججا فى كل شهر بخصومات من راتبه أو سرقة أمواله لينفق هذه المبالغ على نزواته الخاصة.
 
لم تستطع "هنا" كتم دموعها فخرجت لتبوح عما بداخلها من وجع وقررت بعد دقائق تجفيفها على أن تنتقم لسنوات العذاب مع زوجها الخائن الذى وفر أمواله لانفاقها على صديقته ولم يفكر فى مسئوليته كزوج وأب لطفل صغير لتجد "رباب" تعطيها مفاتيح السيارة التى أهداها لها زوجها وتعدها بأن تعطيها كل المبالغ التى قدمها لها ولكن حديثها ووعودها لم يهدئ روح الانتقام التى ارتدتها "هنا".
 
وتعاملت بشكل طبيعى مع زوجها كأنها لم تعلم شئ عن حقيقته وبعد عدة أيام طلبت منه الإمضاء على إيصال مصروفات المدرسة الخاصة لطفلهما وبعد إمضاءه على الورقة دخلت غرفتها لتخلع إيصال المصروفات وتتأكد من أن الإمضاء كانت فى المكان المناسب للورقة الحقيقية التى أعدتها لتنتقم من زوجها والمتمثلة فى التنازل عن كافة ممتلكاته لها.
تابع قصة منتصف الليل
وبعد عدة أيام استغلت الورقة لتبيع كل ما يملك من منزل وسيارة وميراثه من والده المتمثل فى أرض زراعية بلغت قيمتها 10 مليون جنيه وتقدمت باستقالتها من عملها حتى لا يعرف زوجها طريق الوصول إليها وأخذت ابنها وتركت المنزل لتنتقل إلى منزل جديد اشترته بالأموال التى جمعتها من ممتلكات زوجها واستبدلت رقم هاتفها وقبل أن تلقى رقمها القديم فى القمامة أرسلت لزوجها رسالة تخبره بما حدث وكتبت بها "من انهاردة هنا هاتعيش فى هنا طول ما هى بعيد عنك وتمن نزواتك وخيانتك غالى اوى وهاتفضل تدفعه لاخر يوم فى عمرك ..انا بيعت كل حاجة تملكها وأخدت ابنك عشان تتحسر على كل يوم ظلمتنى فيه ولو لفيت الدنيا مش هاتوصلنا".
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق