داعش يؤمن مستقبل الإرهاب في العالم (تقرير)

الجمعة، 13 أبريل 2018 03:59 م
داعش يؤمن مستقبل الإرهاب في العالم (تقرير)
داعش يؤمن مستقبل الإرهاب في العالم
حسن الخطيب

 

لابد من الاعتراف بأن تنظيم داعش الإرهابي، يطور من استراتيجياته بشكل متقدم كثيرا، عما نتوقعه، فبين حين وحين تظهر حيل جديدة للتنظيم، يقوم من خلالها باستقطاب الموالين له، واستقطاب عناصر جديدة يضمها لصفوف مقاتليه، للقيام بأعمال إرهابية جديدة.

فلم تكن حيلة تجنيد عناصر جديدة تحت مسمى «الذئاب المنفردة» للتنظيم آخر تلك الحيل التي لجأ ولازال يلجأ إليها التنظيم، بهدف القيام بأعمال إرهابية في مناطق متفرقة من أنحاء العالم، مستغلا في ذلك التطورات التكنولوجية الحديثة، والفهم الخاطئ لبعض المسائل الفقهية، وبالأخص مسألة الجهاد والعقيدة.

في أحدث الاستراتيجيات الجديدة للتنظيم الإرهابي، التي انتهجها في استقطاب عناصر إرهابية له، حيث يقوم التنظيم باستهداف الشباب ممن يسعى إلى التدين، والتعرف على الأمور الدينية والعقائدية، بالإضافة للشباب الذين يبحثون عن التوبة بعد صراع مع طويل مع النفس تنتهي بإعلان توبته إلى الله والالتحاق بجماعة دينية ترشده على طريق التوبة، وبدلا من أن ترشده على طريق التوبة، ترشده إلى طريق داعش، أو هؤلاء الذين قضوا سنوات عمرهم في السجن وأرادوا الخلاص من الذنب وأعلنوا توبتهم في معتقلاتهم وسجونهم.

يقوم على تنفيذ تلك الاستراتيجية، عناصر داعشية، ممن تربوا وعاشوا تجربة داعش على أرض العراق والشام، وذلك لسبب أنه وبعد الهزائم العسكرية التي لحقت بالتنظيم ظهر توجهين اثنين، الأول الإحباط وخيبة الأمل من جانب العائدين، الذين لم يقبلوا بضياع حلم فردوسهم المفقود الذي لطالما آمنوا به، وخاصة أنهم كانوا شهود عيان على أعمال وحشيةٍ قامت بها داعش، فعزموا على مواصلة المسيرة في بلادهم فيقومون بتلقف الشباب، ومن ثم غسل عقولهم ودمجهم في تنظيمهم الأم.

الجانب الثاني، هو التوجه الذي يمثل الحالة الانتقامية التي عادة ما تنتشر بين المتطرفين، عند العودة، فتدفعهم تلك الغريزة، إلى العمل على استقطاب شباب من كافة التوجهات، ويقوم بإغوائهم بالفردوس الداعشي، والسير وراء الحلم المنشود، وهو ما يجد صداه بين الشباب، فيلتحقون بالتنظيم بشكل أو بآخر.

مرصد الأزهر الشريف، كان أول من تنبأ بتلك الاستراتيجية، حيث أكد المرصد بأن أغلب الذين يفعلون المعصية، تدفعهم أنفسهم إلى الندم عليها، واضعين نظرة المجتمع لهم أمام أعينهم، الأمر الذي يفقدهم الشعور بعدم الرضا عن النفس والسخط، لذا فإن الشعور بالذنب مرتبط دائما بما تقوم به النفس البشرية من أعمال منافية للأسوياء.

 وأكد  المرصد، أنه من هنا تنشط الجماعات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم «داعش» باللعب على وتر الشعور بالذنب وتأنيب الضمير وتستغله في تجنيد مواليين لها، خاصة من هم في السجون التي تعتبر حاضنةً للتطرف، وبين الأشخاص الذين لهم سجلات إجرامية، ومن هنا يرفع تنظيم «داعش» شعاره: «إذا كنت تشعر بالذنب، وتلومك نفسك، جاهد بين صفوفنا لتصبح مسلما، وتفوز بالجنة».

واستدل المرصد، بما تشير إليه الأحداث الإرهابية الأخيرة حول تنظيم داعش الذي ما زال يحاول، ترويع الشعوب، مستغلا في ذلك آلياته الدعائية لإقناع الأشخاص بأن ما يزعمون أنه جهاد، هو كاف للتكفير عن ماضيهم الإجرامي.

فالسجون على سبيل المثال توفر مخزونا من الأشخاص الغاضبين المستعدين للتحول إلى الفعل المتطرف، وتنظيم داعش يمثل لهؤلاء الأشخاص الوحشية والقوة والسلطة التي ينشُدونها، فهم في غالب الأحيان كانوا في السابق أفراد عصابات، وأرادوا إعلان التوبة والخلاص، فيخاطب التنظيم هؤلاء بأنه يمكنهم الاستمرار في القيام بالأعمال الإجرامية التي قمتم بها من قبل، إلا أنكم هذه المرة ستدخلون الجنة.

ومن ناحيته، أكد الدكتور نبيل السمالوطي، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة الأزهر، أن تلك الاستراتيجية التي يقوم بها التنظيم الإرهابي، هي الأخطر، بل أخطر الأساليب التي أظهرها التنظيم الإرهابي، فكونه يقوم بتجنيد عناصر شبابية تبحث عن عقيدة تخلصهم من إحساسهم بالذنب، تجعلهم أكثر عنفا ودفاعا عن فكرتهم تلك.

وحول التكتيك الأخطر في تلك الاستراتيجية، قال السمالوطي، بأن تجنيد المجرمين في السجون أمر لايمكن وصفه إلا بالخطير، حيث أن السجون تعج بالمجرمين، وطريقة تجنيدهم تجعلهم أخطر من سابق عهدهم، مؤكدا أنه في كلتا الحالتين أمر لا يمكن السكون عنه، مطالبا بضرورة تأهيل الشباب من خلال المؤسسات الدينية المعنية، وكذلك المسجونين قبل خروجهم إلى الشارع مرة أخرى، لدمجهم في المجتمع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق