هدية العدوان الثلاثى على سوريا لـ"القمة العربية"

السبت، 14 أبريل 2018 04:19 م
هدية العدوان الثلاثى على سوريا لـ"القمة العربية"
عادل السنهورى يكتب:

المؤشرات الأولية تشير الى فشل العدوان الثلاثى للولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وانجلترا على سوريا.. الضربة التجارية للعدوان لم تحقق أهدافها وفقا للقيادة السورية والروسية وأن أكثر من 80% من صواريخ العدوان تصدت لها الدفعات السورية حسب ماذكرت وزارة الدفاع الروسية. من بين 110 صاروخ تم اسقاط 73 صاروخا.

العدوان على سوريا له أهداف مكشوفة بعد أن استطاع الجيش العربى الأول فى سوريا من القضاء على غالبية التنظيمات الارهابية التى ترعاها الولايات المتحدة وأتباعها على الأراضى السورية ولم يتبق لها سوى تنظيم ارهابى واحد تدعمه وتموله بالمال والسلاح بواسطة أطراف عربية للاسف بحجةمواجهه النفوذ الايرانى والروسى فى سوريا. فالضربة اذن هى حرب دولية على الاراضى السورية  وفيلم الحرب الكيماوى الهابط هو ذريعة للضربة وانتهاك صارخا للقانون الدولي، وتجاوزا للنظام الدولي دون تفويض من الأمم المتحدة، وهو ما قد يندرج تحت جريمة "العدوان" بموجب النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

  الفيلم الهابط نفسه للأسلحة الكيماوية استخدمته الولايات المتحدة الأميركية لتدمير واحتلال العراق وبمباركة من بعض الدول العربية أيضا مثلما هو الحال الان فى ضرب سوريا العربية.. فهل لا نتعلم الدرس كعرب .؟ وهل نرضى بالسيناريو الهابط لضرب دولة وطنية عربية جديدة ..؟ واذا سقطت سوريا –لا قدر الله ولن تسقط- فمن يأتى عليه الدور ..؟

انه المأزق والتحدى الذى يواجه القمة العربية التى تنعقد فى الدمام غدا بالمملكة العربية السعودية ويواجه القادة العرب فى موقفهم من " العدوان الثلاثى" على دولة عربية مازالت عضوا فى الجامعة العربية، وهو ما يكشف سر التوقيت للضربة وقبل انعقاد القمة بـ24 ساعة وما يمثله من رسائل غير صحية للقمة والزعماء العرب. فهل هى الهدية غير المقبولة من أطراف العدوان الثلاثى للقمة قبل انعقادها. وكيف سيكون الرد على الهدية .

العدوان الثلاثى يعيد للذاكرة الجمعية العربية ذكريات القبح البريطانى والفرنسى والصهيونى فى عدوانهم على مصر عبد الناصر، ولكن شتان الفارق بين أمة عربية قادتها مصر وقاومت العدوان على كل شبر  فى الاراضى العربية وافشلته وانتصرت مصر  وزعيمها، وبين أمة عربية ممزقة حائرة يؤيد بعضها العدوان الثلاثى على سوريا ويحمل القيادة السورية المسئولية حتى قبل أن تنتهى اللجنة الدولية للأسلحة الكيماوية من عملها واصدار تقريرها.  

من الواضح أن الحرب على سوريا هى واحدة من معارك الحرب الباردة بين القطبين الروسى لتقاسم مناطق النفوذ، والساحة السورية هي إحدى ساحات المواجهة الرئيسية، والتدابير الفعلية المتخذة لتفادي مواجهة عسكرية مباشرة بين قوات البلدين،

وعلى الرغم من محاولة إنكار هذه التدابير، فان الواقع يؤكد أن الطرفين لا يهتمان على الإطلاق بمصلحة سوريا ولا شعبها الذى يرزح تحت المعاناة للعام السابع على التوالي منذ اندلاع الحرب الأهلية نهاية العام ٢٠١١ والتي هي حزمة من حروب متنوعة تندرج تحت حروب الوكالة لصالح القوتين الأعظم المتنافستين فوق أشلاء ودماء نصف مليون سوري و٨ ملايين لاجئ و٧ ملايين نازح داخلي، والتي قادت كليهما إلى نشر قواتهما وبناء قواعد دائمة لهما فوق الأرض السورية منذ العام ٢٠١٥.

الحقيقه ان العدوان على سوريا هو ضربة تجارية لاستعراض القوى ، بين السلاح الأميركى والسلاح الروسى. على جثة الشعب الروسى . فى وقت تقف الأامة العربية متفرجة مرتبكة لا تدرى ماذا تفعل وهى التى تورطت بشكل أو آخر فى الأزمة السورية منذ بدايتها. والتاريخ لن يرحم المتورط فى العدوان الثلاثى على سوريا العربية ومن تلوثت يديه بدماء الشعب السورى.

عاشت سوريا الوطن وعاش الشعب السورى

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق