إسلام البحيري.. باحث دعا لإحراق كتب «البخاري» فلسعته نيرانها

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015 01:26 م
إسلام البحيري.. باحث دعا لإحراق كتب «البخاري» فلسعته نيرانها
كتب البخاري
سوزان حسني

يجلس ليحاكي مشاهديه حواديت غير عاقلة، ومع كل فكرة مجنونة يتوقع مزيدًا من التصفيق، إلا أن الجمهور يفاجئه بتعبيرات غامضة، لا يفهم منها إذا كانت تمدحه أم تتصيده إلى فخ لن يستطيع مقاومته.

فبالرغم من كونه باحث ومفكر حاصل على درجة الدكتوراه من بريطانيا، إلا أنه وقع فريسة خطأ دفع ثمنه غاليًا، حينما وافق على مناظرة مع الداعية الإسلامي الحبيب الجفري، والدكتور أسامة الأزهري عضو هيئة تدريس جامعة الأزهر، في برنامج «ممكن» على فضائية «سي بي سي»، والذي يقدمه الإعلامي خيري رمضان.

-فتاوي إسلام البحيري

أثارت فتاوي وتصريحات الباحث إسلام بحيري، جدلًا واسعًا في المجتمع المصري، والمتعلقة في دعوته لحرق كتاب «البخاري ومسلم»، و«الثورة على المقدسات الدينية»، مرورًا بـ«الفردوس ليست حكرًا على المسلمين، والكفار لهم أماكن في الجنة، حرب أبوبكر على المرتدين ليست من الدين، آيات القرآن لا تناسب العصر الحالي»، وصولًا إلى «إحرقوا كتب البخاري ومسلم فليست من الدين، كتب الدين والتراث وضعها بشر ويجب نسفها، وابن تيمية كبير السفاحين والقتلة».

كما ذكر «البحيري» في سبتمبر 2014، إن تنظيم «داعش» صنيعة إسلامية وليس لها علاقة بأمريكا، مشددًا على أنها صنيعة «ابن تيميه» رب الإرهاب في العالم، بحسب تعبيره.

-هجوم سلفي وأزهري

في هذا الإطار، هاجمه مسؤولي الأزهر الشريف، إلى الحد الذي جعلهم يصفونه بـ«المُغيب».

وبخصوص السلفيين، فهاجمه الداعية السلفي أبو إسحاق الحويني، قائلًا: "إسلام البحيري لم يقرأ شيء من كتاب الله قط، ومن الواضح أنه لم يعرف ما جاء في الكتاب الكريم".

بينما طالب مصطفى العدوي، بـ«محاكمة» إسلام البحيري، مضيفًا: "هذا الشخص مقولاته بشعه، وشخص مارق، لصالح من يقال احرقوا البخاري ومُسلم، لمصلحة من يُترك أمثال هذا الشخص يتحدثون دون علم، وما وزنه أمام علماء الأمة".

واستطرد: "نطالب بمحاكمة أمثال هذا الشخص الذين يخربون في دين الله بدون علم أو فقه، هذا الشخص متطاول وباغي في الأرض، فاختر لنفسك أي جحر تُريد وضع نفسك فيه".

-بلاغ للنائب العام

تقدم الأزهر الشريف ببلاغ للنائب العام، ضد الإعلامي إسلام البحيري، اعتراضًا على ما يثبه من أفكار شاذةٍ، تمس ثوابت الدين، وتنال من تراث الأئمة المجتهدين المتفق عليهم، وتسيء لعلماء الإسلام، وتعكر السلم الوطني، وتثير الفتن، وذلك عبر برنامجه التليفزيوني «مع إسلام»، المذاع على فضائية «القاهرة والناس»، بناءًا على المسؤولية الشرعية والدستورية التي منحها الدستور المصري للأزهر الشريف، في القيام على حفظ التراث وعلوم الدِّين.

وشدد الأزهر الشريف على أنه لا يكفر أحدًا ولا يهدر دم أحد، وإدعاء غير ذلك فيه تَقوُّلٌ وكذبٌ على الأزهر، وافتراء عليه وعلى منهجه، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال هذه الإدعاءات الباطلة، ويعلن الأزهر رفضه التام لدعاوي التكفير وإهدار الدم، التي نُسبت إلى أحد غير المنتسبين للأزهر الشريف، ويوضح أنه لا علاقة للأزهر من قريب أو بعيد به، ويبرأ إلى الله من هذا الفعل.

-توجيه إنذار لقنوات القاهرة

أصدرت هيئة الاستثمار، قرارًا في شكاوى الأزهر ضد برنامج إسلام البحيري جاء نصه: "توجيه إنذار لشركة tn.tv المالكة لقنوات القاهرة والناس، لتلافي أسباب المخالفة في مضمون ما يبث في برنامج مع إسلام، في غضون أسبوع من تاريخ الإنذار، وفي حال عدم الالتزام، سيتم عرض موقف الشركة على مجلس إدارة المناطق الحرة الإعلامية لاتخاذ ما يراه مناسبًا في هذا الشأن"، الأمر الذي وصفه إسلام البحيري بأنه «انتصار للحريات».

-4 مناظرات

بعد حالة الجدل التي أثارها «البحيري»، سارعت القنوات الفضائية لاستضافته لطرح أفكاره ومناقشتها أمام الرأي العام، وفي الوقت نفسه تستضيف أحد شيوخ الأزهر لمناقشته.

قناة «صدى البلد»، أجرت مواجهة على الهواء استمرت 45 دقيقة بين الدكتور خالد الجندي، و«البحيري».

فيما أجرت قناة «القاهرة والناس»، مناظرة بين عبدالله رشدي، باحث أزهري، وإسلام البحيري، على الهواء، استمرت لأكثر من 3 ساعات.

وكانت مناظرة قناة «سي بي سي»، والتي استضافت الداعية الحبيب علي الجفري، والشيخ أسامة الأزهري، وإسلام البحيري آخر مرحلة المناظرات.

-النهاية

أصدرت قناة «القاهرة والناس»، بيانًا صحفيًا حول أسباب توقف برنامج الباحث إسلام البحيري، ليتم بعد ذلك رفع قضايا تتهمه بازدراء الأديان.

وها هي اليوم تقضي المحكمة بحبسه عامًا واحدًا، بعد قبول استئناف تقدم به ضد حكم سابق بسجنه خمس سنوات.

ويحق لـ«البحيري» النقض على الحكم الأخير بسجنه عامًا، لكن ذلك وطبقًا لسير أعمال محكمة النقض قد يأخذ شهورًا قبل إصدار حكم، وعقب النطق بالحكم نُقل «البحيري» الذي حضر جلسة الحكم للسجن لبدء تنفيذ العقوبة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق