هشام عرفات.. طريق الموت الصعيدى

تعمد عرفات تجاهل التحذيرات التى وصلته من خطورة هذا الطريق رغم أنه الأعلى من حيث نسب الحوادث فى مصر، وقد تقاعس عن العمل على ازدواج هذا الطريق والانتهاء منه وتقديم خدمات لرفع كفاءته من إنارة ولوحات إرشادية عاكسة، للحد من حوادث الطرق. 

 

التحذيرات التى وصلت عرفات جاءت بعد تقارير أشارت إلى أن هذا الطريق يشهد حوادث متكررة وصلت إلى 130 حادثة العام الماضى، علاوة على الحوادث التى وقعت خلال شهور هذا العام والتى كان آخرها مصرع 20 شخصا فى حادث اصطدام سيارتى ميكروباص بسيارة نقل «تريلا» فى حادث مأسوى والذى حول مدينة اسنا جنوب الاقصر إلى سرادق عزاء كبير، خاصة وأن كل ضحايا الحادث من قرى جزيرة راجح والمساوية والدير والنمسا والعضايمة، والتى تحولت إلى قرى يكسوها السواد، بل إن هذا الحادث الذى خلف 20 قتيلا من بينهم 11 طفلا شهد العديد من القصص الإنسانية الصعبة ويأتى على رأسها فقدان المستشار عبدالله حمزة رئيس النيابة الإدارية بأسوان سبعة من أفراد من أسرته، وهم أطفاله الثلاثة وزوجته ووالدة زوجته وشقيقتها ووالدتها، ولم ينج من هذا الحادث البشع سوى الطفل أحمد عبدالمطلب والذى يبلغ من العمر شهرين فقط فى حين فقد هذا الطفل أمه وشقيقته التى تبلغ من العمر ثلاث سنوات. 

 

الحادث كشف مدى الإهمال الذى تعيشه المحافظة، حيث لم يتوفر مقر للعناية المركزة لأحد مصابى الحادث والذى كان يعانى من نزيف داخلى فى المخ وكسر فى الجمجمة ووصفت حالته بالخطيرة واضطرت أسرته لإدخاله مستشفى خاص على نفقتها إلا أن هذه المستشفى لم تكن مجهزة بشكل يتناسب مع خطورة الحالة وفور علم الدكتور أحمد عزيز بهذه الحالة كلف عميد كلية طب سوهاج بتوفير سرير رعاية مركزه لهذه الحالة فى مستشفى الجامعى بسوهاج وتحمل الجامعة علاج هذا المصاب. 

 

الغريب أن هذا الحادث هو الحادثة رقم 130 هذا العام على طريق الموت «أسيوط سوهاج»، وهو الطريق الذى تشرف عليه هيئة الطرق والكبارى وتفرض رسوما للعبور عليه، وهو الطريق الذى يربط الطريق الصحراوى الشرقى من القاهرة إلى أسيوط، فى حين أن باقى الطريق من أسيوط إلى قنا قامت هيئة الطرق والكبارى بإنشائه ولم يتم ازدواج 145 كيلو وهى المسافة الواقعة من أسيوط إلى سوهاج، وهو طريق وعر يقع داخل سلسلة جبال بالبحر الاحمر، وملىء بالمنحنيات الخطرة وليست به العلامات الإرشادية الكافية.