بالفيديو والصور.. أولياء الله فى خدمة «العوانس»
الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015 05:31 م
«مدد ياشيخنا.. بركاتك ياسيدنا اديني الولد».. تتردد هذة العبارات وشبيهاتها على أذانك بمجرد أن تخطو خطواتك الأولى بجوار أحد مساجد أولياء الله الصالحين، تتكالب عليهم النساء منهن طالبات للولد ومنهن طالبات للزواج فكلا منهن يعتقد أن الحل لأزمتهن موجود على هذة الأبواب.
أينما تولّ وجهك تجد عشرات الأضرحة والمقامات التي يرتادها المئات من المصريين خاصة البسطاء منهم، وتشكل مقامات الأولياء الصالحين جزءًا لا يتجزأ من تراث المصريين عموما، يختلط فيها الشعور الديني بذلك الإحساس الغامض لدى كل إنسان بالعالم الموازي، الطلسمي، غير المفهوم المبني على «أساطير الأولين»
إذا كنتِ تعانين من عدم قدرتك على الإنجاب فعليكِ بزيارة «زين العابدين»، وإذا كان لديك مرض نفسي فعليك بزيارة أبو «الحسن الشاذلي» في البحر الأحمر، وإذا كنت تجاوزت سن الزواج فزيارة واحدة لمولد «السيد البدوي» بطنطا تفك عقدتك وإذا كنت في حاجة للصفاء الذهني فالسيدة عائشة أو الحسين هما الملاذان الوحيدان أمامك.
أنها تلك البدع الملازمة لزوار الأضرحة في القاهرة أو في قرى ريف الدلتا ونجوع الصعيد..
يا سيدى العتريس هاتلى عريس
فى مقام «سيدي محمد العتريس» المجاور لمقام السيدة زينب الذى يلقي النساء بصندوقه الكثير من المال وكذلك الصور والورق ومن ترمي تلك الصور والورق بحسب الزائرين يكون لها فرصة اكبر فى الزواج ويظل الضحايا يطوفون حول المقام ويرددون «يا سيدي عتريس هاتلي عريس».
أوراق زين العابدين
أما مسجد زين العابدين بحي زين العابدين بالقاهرة الزائر يطوي أوراقا مكتوبة ويحاول إدخالها داخل الضريح وهذا المشهد وتلك الأوراق لم تكن الأولي ولا الأخيرة داخل الضريح فالكثير من الزوار يتركون الصور الشخصية والأوراق التي ربما تكون بها أدعية أو أماني البعض التى يريدون تحقيقها داخل الضريح.
حسن الذوق والشمعة المقلوبة
تظل حكاية حسن الذوق محور للمثل الشهير «الذوق مخرجش من مصر» وحسن الذوق ليس بولي وليس من آل البيت، بل هو صاحب القبة الخضراء المجاورة لباب الفتوح في القاهرة القديمة في شارع المعز المطلوب من الضحية أن تضئ شمعة وتضعها بالمقلوب وعندما يتحقق الأمر تخلع جزء من ملابسها وتكنس به مكان الضريح ليتم الإنجاب.
الإسرائيلى طارد العنوسة
تتركز معظم مقامات الصالحين والأضرحة التي تحظى بزيارات دائمة في محافظة المنوفية، فلكل قرية أو بلدة أو مدينة شيخها، ويقام على ضريحه مقام أو قبة يزورها الناس وتختلف شهرة هذه المقامات وهؤلاء الأولياء وتتفاوت بقدر الأساطير التي تنسج حولهم.
وتبعا لذلك ذاع صيت بعضها وتجاوز حدود القرية أو الجهة، أو حتى أصبح رمزا معروفا في كل البلاد كما هو الشأن بالنسبة لضريح «سيدي شبل» بمدينة الشهداء في حين يبقى بعضهم محدود الشهرة ويدين له أهل القرية بالولاء.
ومن أبرز هذه الأضرحة ضريح سيدى خميس بشبين الكوم الذي يشتهر بين عامة الناس بكون المرأة العاقر التي تلجأ إليه تلد بعد وقت قصير وتعود إليها خصوبتها المفقودة، وضريح «سيدي بدار» الذي يزوج العوانس.
ومن الأضرحة المشهورة أيضا ضريح الإسرائيلى بمدينة أشمون وهو مختص في طرد شبح العنوسة عن الفتيات اللائي فاتهن قطار الزواج، وتقوم العانس داخل الضريح بمزج الحناء بماء الورد وبلوازم أخرى وتخط بيدها اسم زوجها الموعود على جدار الضريح بجانب كثير من الأسماء الأخرى ما يدل على توافد العديد من العوانس على نفس الضريح ومن أجل الغاية ذاتها.
توسلات البدوى
يتخذونه البعض وسيلة لقضاء حوائجهم، كتأخر الزواج والإنجاب، أو الشفاء من الأمراض، يستخدمونه فى الدعاء والتوسل إلى الله، اعتقادا منهم بأن هكذا سيتحقق ما يريدونه.
التبرك بالاضرحة أو أولياء الله الصالحين بمحافظة الغربية وبخاصة مدينة طنطا بضريح السيد البدوى،جدل قائم حول انه تجارة، أو موروثات عن القدماء، ويعتبره البعض أنه جهل من البسطاء، لنراهم يذهبون إلى المقامات ويطوفون حوله ويتمسحون بالضريح، بل قد يصل الأمر إلى السجود تبركًا بسجاد المسجد أو المقام.
مظاهر عدة للتبرك بالاضرحة، فعند دخولك لأحدهم تستمع إلى إلى السيدات بصحبة بناتهم اللاتى قد تأخر زواجهم أو انجابهم للاطفال أو يعانون من مرض ما، يرددون الدعوات «والنبى ياسيدنا خلى ربنا يشفيني، أو يبعتلى عريس» ويقرءون الفاتحة ويوزعون الخبز والحلوى، ويضعون المال فى صناديق النذور.
ففى مدينة طنطا بمسجد العارف بالله أحمد البدوى قابلنا "س.م" إحدى السيدات التى تبلغ من العمر 35 عاما ومتزوجة منذ 10 سنوات ولم يرزقها الله سبحانه وتعالى بالإنجاب حتى الآن والتى جاءت لتضع النذور فى الصندوق وتتقرب إلى السيد البدوى من أجل تحقيق أمنيتها بالرزق بالولد الذى تتمناه وبالطبع تبدأ بالدموع والنحيب على أبواب المقام واضعة رأسها عليه فى مشهد تكرر كثيرا على شاشات السينما.
وبجوارها نجد سيدة تبلغ من العمر الـ70 عاما جاءت إلى المقام هى الأخرى ومعها نجلتها ابنة الثلاثين عاما والتى لم ترزق بزوج حتى الآن وقد جاءت أيضا للتوسل للسيد البدوى بأن يرزق نجلتها بالزوج الصالح وتبدأ فى توزيع الطعام وتقديم الأموال من أجل تحقيق أمالها.
طوافوا القبور
وعلى الجانب الآخر تجد فى قرى محافظة الغربية غالبية السيدات اللاتى يلجأن للمشايخ من أجل الزواج والإنجاب ويقمن بفعل أى شىء من أجل تحقيق الحلم كما كان الحال مع ص.م ابنة قرية محلة منوف التابعة لمركز طنطا والتى ظلت أربع سنوات بعد زواجها بدون إنجاب فذهبت لأحد المشايخ الذى أمرها بأن تأخذها والدتها لتطوف القبور ليلا حتى تصيبها الرجفة فيحدث الحمل.
وكذلك الحال مع ن.أ إحدى الفتيات بالقرية والتى ظلت تتنقل من شيخ إلى آخر ومن قرية إلى قرية علها تجد الوسيلة التى ينفرج بها كربها وينتهى العمل الذى أخبرها الشيوخ بأن عدو لها قد قام بعمله ودفنه فى الأرض فتارة تقوم بعمل «زار» وتارة أخرى تقوم بجمع بعض الأعشاب من بين القبور ووضعها بالمياه والإستحمام بها لإنهاء هذا العمل.
يمتليء الصعيد بحزمة من الطقوس والعادات التى يرجع بعضها الى العصور القديمة وبعضها يرجع إلى العصر الفرعونى وكثير من تلك العادات والتقاليد ليس له معنى أو هدف معروف للكافة الا انه طقس موروث وعلى الجميع اتباعه دون مناقشة، ومنهم من خلط بين بعض الطقوس والاقوال الماثورة والتعاليم الدينية.
سيدات على أبواب أبو حجاج الأقصر
يعد «مقام سيدى أبو الحجاج بالأقصر» من أكبر وأقدم المقامات بالاقصر، وهو للزاهد أبو الحجاج الأقصرى، يأتى إليه المريدين من جميع أنحاء المحافظة بل من محافظات أخرى للتبرك به، وقضاء حوائجهم، ولا سيما السيدات والفتيات والذين تأخر زواجهم، أو لسيدة أحد من أبناءها مصاب بمرض ما، حيث يوجد من الداخل أكثر من مقام يتبركون بهم جميعا، ومسجد يصلون به ويدعون ويتقربون إلى الله من خلاله.
تقول «سعاد، أ » تأخر زواجى حيث بلغت سن الثلاثون، ولم ارتبط بشخص حتى الآن، وكلما حدث ذلك وتقدم شخص لخطبتى لا يكتمل الأمر، لذا نصحني أحد اقاربى بالذهاب بصفة مستمرة إلى مقام سيدى أبو الحجاج للتبرك به، حيث أنها جربت ذلك عندما تأخر زواج أحدى بناتها وذهبت إليه ودعت به إلى الله، وتزوجت ابنتها، لذا قررت أن أذهب للمقام وأدعو الله ليسهل لى الأمور.
وتابعت، فى البداية لم أكن أصدق بأن التبرك بالاولياء له علاقة بقضاء بالحوائج، وأن كل ذلك خرافات لا أساس لها من الصحة، لكن تكرر امامى الكثير من الحالات تكونت لدى رغبة للتجربة، لأرى ما سيحدث.
وتضيف « فاطمة، م » تقيم بمحافظة أسوان، أن ابنها رغم بلوغه سن الـ 3 سنوات لكنه لا يستطيع النطق والنشر، وذهبت إلى العديد من الأطباء لكن دون فائدة،ونصحتنى أم زوجى بالذهاب إلى الشيوخ والأولياء لأنه مربوط ولابد من فك الربط، ولعل الله يجعلهم سببا فى شفاءه، لذا طوفت بالعديد من الاضرحة بأسوان، وأيضا بمقام سيدى أبو الحجاج بالاقصر.
حنة الأضرحة
وفى الأفراح ولا سبما بالقرى لابد أن تذهب العروس بليلة الحنة مع أسرتها للاضرحة والمقامات للتبرك، لتحل عليها البركة قبل الدخول فى حياه جديدة، ليخرج موكب مكون من السيارات للعروس والأسرة ويطوفون حول الاضرحة والأولياء ليس واحد منها فقط، بل العديد منها والمشهور.
بينما يرى أحمد عبد العزيز «مواطن»، أن الذهاب للاضرحة للتبرك أو لقضاء الحوائج هو من الخرافات، وقد يرجع الى جهل من البسطاء، والذين اعتادوا عليه كموروث دون التفكير فيه، لافتا ليس هناك حاجز بين العبد وربه ليدعو به، حتى أولياء الله الصالحين، لكن هذا باين فى قيمتهم ولا مانع من الزيارة لكن دون فعل ما يخالف التعاليم الدينية.
مظاليم القناوى
ينفق البعض من أهالي محافظة قنا، عشرات الآلاف علي أعمال السحر والدجل كما يلجأ كثير من المواطنين إلى زيارة أضرحة أولياء الله الصالحين والتقرب إليهم، طمعا فى حل مشاكلهم النفيسة والاجتماعية والراغبة فى الإنجاب وحل مشاكل الفقر والدعاء بالنجاح، اعتقادًا منهم أن لكل ضريح نوع معين من المشاكل التى تواجهم.
يلجأ إلي مقام السيد عبد الرحيم القنائي وضريحه بمدينة قنا العديد من الزائرين علي مدار أيام السنة وهو ما جعل الناس يلتفون حول الضريح محتفين بها آملين في ذلك القرب من الله وهو ما جعل الناس يتحدثون عن بعض كرامات المقام ويعتقد البعض ان الطوائف داخل المقام يقربهم من الله ويعتقد البعض ان الدعاء يكون مجاب في تلك المقامات ويعكف المظلومين علي الدعاء امام الضريح طمعًا في استجابة المقام لدعوة المظلوم، حيث يلجأ الي مقام عبد الرحيم القنائي أصحاب المسروقات لقراءة (عدة ياسين ) اعتقادًا في معرفة السارق وإصابة السارق بمكروه حسب قول البعض.
«كُحريتة» نجع حمادي
يأتي لزيارة مقام سيدى ضرار بنجع حمادى العديد من المواطنين البسطاء من مختلف شتي الأرض للحصول على البركة.
وهناك بعض العادات والتقاليد التى تقام فى تلك المقام «الكُحريتة»، والتى تستخدم لعلاج العقم وتأخير الحمل، حيث تقوم السيدة الراغبة فى الإنجاب بتقديم النذور والتبرك بماء بئر الضريح، والصعود إلى التل المجاور والتدحرج من فوقه عدة مرات بعد ما تأخد ماءً من بير الضريح وتتوضأ، وبعدها تدخل الضريح وتدعى أنها بشفاء العقم، وبعدها تشق الجبل وتسير بين المدافن، وتذهب إلى «الكحريتة» وتلف نفسها بغطاء وتتدحرج من أعلى إلى أسفل وهى بتقول (بركاتك يا سيدى الأمير شئ لله يا سيدى الأمير شىء لله يأهل البيت).
وهناك اعتقاد خاطئ بانه زيارة الضريح 7 أيام سبت متتالية، تحسب له حجة، اعتقادا بأن زيارة أصحاب الرسول وأضرحتهم كزيارة قبر النبى عليه الصلاة والسلام وزيارة بيت الله الحرام.
بئر السعداني
ضريح وبئر السعداني المبروك يعتقد يعالج من الأمراض يتوافد الزائرين الي مقام السعداني في صباح يوم الجمعة ويقضي الزائرين وقتهم حتي صلاة العصر ويشربون من البئر الموجود بجوار المقام يتسابق العديد منهم ليرتوي من البئر ويغتسلون به اعتقادًا منهم في الشفاء.
حكاية شيخة المنيا
ليس أكثر من كونه ضريحًا من الرخام ممهورًا باسم «الشيخة سلمى»، لكنه أمل السيدات العاقرات والفتيات العوانس فى تحقيق أحلامهن، فى حضن الجبل بقرية «زاوية سلطان»، شرق محافظة المنيا، يقع الضريح الذى يتردد عليه عشرات من البسطاء وأصحاب الأمراض. بركة.. رزق.. زواج.. إنجاب.. أمنيات تترامى على عتبة الضريح. تظل معلقة فى قلوب أصحابها.
الضريح عبارة عن مغارة فى حضن الجبل وأعلاها توجد آثار دماء تظهر بوضوح، على يسار الضريح توجد مكحلة «الشيخة سلمى» وهى عبارة عن طاقة صغيرة محفورة فى بطن الجبل بها منطقة سوداء مغمورة بالكحل يتجدد تلقائيًا، وأى زائر يستخدم الكحل أو يلمسه باليد يشفى من جميع الأمراض.
أضرحة الوادى السنوسية
وفي الوادي الجديد تعتبر زيارة الأضرحة والمقامات من العادات الدخيلة على أهل الواحات، لكنها جاءت عن طريق الحركة السنوسية الليبية منذ القدم حيث تمركز عدد من مشايخ ليبيا ومازال لهم فروع في مطروح وعدد من قرى الوادي الجديد مثل اسمنت وعلوان وتنيده والحيمر، ففي أسمنت أكثر من ضريح للشيخ السنوسي السمالوسي من قبيلة سمالوس بليبيا ويقام له مولد كل عام يلجأ إليه النساء لطلب الإنجاب والزواج.