التروجن فيروس يقضى على أجساد المصريين

السبت، 21 أبريل 2018 12:26 م
التروجن فيروس يقضى على أجساد المصريين
هبة العدوى تكتب:

فيروس آخر يقضي علي كيانك كله، وقد تنتقل به إلي رحمة الله، الفيروسات ما إن دخلت الجسم، حتي أوجبت على جسدك، أن يخضع لها لتتم عمليات تكاثرها، فهي كامنة خارج جسدك ونشطة داخله.

حتي أدوار البرد إذا كانت عدوى فيروسية، لم تستجب لها المضادات الحيوية التقليدية.

الفيروس معروف أنه غير مرئي بالعين المجردة.

***

«التروجن» فيروس، يعرف بأنه إحدي البرامج الضارة التي يتم إخفاءها في الغالب كبرامج شرعية، لكنها تسرق كل بياناتك أو تحذفها، تحجبها، تنسخها، وتعدلها، تعطل أداء جهاز الكومبيوتر أو الشبكات بأكلمها.

***

أسطورة حصان طروادة الشهيرة (تروجن باللغة الإنجليزية) هي التي سُمي بإسمها فيروس الكومبيوتر، والتي تحكي: عندما دب اليأس في نفوس الإغريق من جراء محاصرتهم لبلدة طروادة لعشر سنوات كاملة، لجأوا للحيلة، بإستخدام حصان ضخم، خبأوا بداخله جنودهم وانصرفوا ظاهريا عن حصار المدينة، ففرح الطرواديون وفتحوا أبواب مدينتهم وأدخلوا الحصان العملاق داخل أسوارها، وما أن جاء الليل حتى خرج الجنود الإغريق وقضوا علي مدينة طروادة تماما.

أسطورة طروادة لا توجد براهين على حقيقتها، ولكن تظل دلالتها، على كل ما هو ظاهره يبدو زيفاُ مفيد وباطنه قاتل وضرره أكيد.

***

ما هو (تروجن) العقل والقلب وبالتالي الفكر والشخصية؟

بحثت فلم  أجد فيروس أقوي تأثيرا في قدرته على القضاء عليك، كإنسان تماما إلا فيروس «الكذب»، يصنفونه لكذبة سوداء أوبيضاء، والحقيقة أن الكذب كذب مهما اختلف لونه.

قد تكذب، لكى لا ينفضح أمرك في عملك أو بيتك، قد تكذب لكي تخفي حقيقة مؤلمة، لا تريد للآخر أن يطلع عليها، قد تكذب لأنك منافق، اعتاد إظهار مالا يبطن، قد تكذب كطالب لكي تغش أو تتقي غضب مدرسينك أو أهلك.

تعددت الأسباب التي قد تراها ظاهريا، وعلى المدى القصير نافعة لك، والحقيقة أنها تدمرك تمامًا، وتأخذك في رحلة الإنفصام عن وجدانك، فتصير إنسانًا بلا روح، وهل تجد روحك إلا بالصدق!

***

قد تظن نفسك تكذب على الناس، والحقيقة أن أول من تكذب عليه «ذاتك»، وبمجرد انفصالك عنها، تراها دومًا بمرآة تشبه مرايا جحا الكاذبة، التي لا نرى فيها أبداً حقيقة أنفسنا.

الكذب عادة مثله مثل أي عادة، تتكون بتكرار سلوكك لمسلكها، ومرة من وراء مرة، ستجد نفسك تكذب بلا أي داعى لذلك، فقط لأنك اعتدته!

***

الصدق بدايته صدقك، صدقك مع ذاتك، وهو أول طرف خيط يصل بك لأعماق روحك، لمنتهى ضعفك الذى ما إن لمسته وتقبلته بصدق، صرت أقوى الناس داخليا، فلا يقدر عليك أحد، تماما كمن امتلك مرآة كل يوم وليلة يلمعها، فتبدو بهية، تظهر له كل حقيقته دون مواربة، فما يريد إصلاحه سيبدو واضحًا له، وما هو نقاط جماله سيصير كذلك أيضًا، دون «أفورة» المعجبين، ولا «هدم» الحاقدين.

***

الصدق يهديك للبر والكذب يهديك للفجور.

تأملت كثيرًا حديث النبى صلى الله عليه وسلم، وعرفت أن الحث على الصدق في كل الأديان السماوية وغير السماوية أيضًا.

ولكن ما هو البر؟

هو تحركك في فعل الخير، واجتنابك لكل شر، هو الصلة والإحسان لنفسك وللناس، هو عطفك عليهم، إبتسامة وجهك عند لقائهم، مساعدة من يحتاجك منهم، هو الوفاء بالعهود والالتزام بالمواثيق، هو الجمال والإنسانية، هو قمة حسن الخلق الذى يهديك للجنة دنيا وآخرة، وصولك للبر وسعادته بدايته صدقك مع ذاتك.

***

بينوكيو كانت له أنف تطول كلما كذب، نحن أيضا لدينا جهاز إنذار داخلي «الضمير»، ينبهنا كلما كذبنا على أنفسنا أو على الناس، ولكنننا نعطيه دوما مسكنات من نوعية: «عادي وأنا ها اعمل إيه».

ولنسطر قصة جديدة لبينوكيو:

- ماذا لو كان اعتاد أنفه الطويل من فرط كذبه، فصار بالنسبة له «شكله المشوه» هو الأصل، ونسي بمرور الزمن والسنين.. شكله الأصلي.

***

أنت ايضا أيها المصرى -إلا ما رحم ربي- صرت مثل بينوكيو في قصته الجديدة، تعتاد أنفك الطويلة المشوَهَة والمشوِهة لشخصيتك، تتنفسها في الهواء وتغلفها بغلاف رديء قاتل لروحك، ولفنّها الأصيل ولفعلها النبيل.

كذبك عندما ترتشي، تغش، تعلم أبنائك «يدوسوا علي الناس علشان ياخدوا حقوقهم»، كذبك علي شريكك في العلاقة، ومن خلف ظهره حديثك عنه، بأفظع الأقوال، وخيانتك لأمانة علاقتكم.

وغيرها من الأفعال التي تعرف جيداً أنك فيها تنفصم عن وجدانك الحر.

***

خدعوك فقالوا إن الكذب قد ينجيك والحقيقة أنه قاتل لكل «الهارد وير» الخاص بشخصيتك.. كذبك هو «التروجن» القاتل لشخصيتك الحرة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق