«اغتصاب المعاقات ذهنياَ».. بين الانحدار الأخلاقي وغياب تغليظ العقوبة

الأحد، 22 أبريل 2018 07:00 ص
«اغتصاب المعاقات ذهنياَ».. بين الانحدار الأخلاقي وغياب تغليظ العقوبة
اغتصاب
علاء رضوان و على الديب

تعددت حالات اغتصاب المعاقات أو ذوى الاحتياجات الخاصة خلال الفترة الماضية دون مراعاة للحالة الإنسانية أو المرضية لهن حيث لا قوة يمتلكهن للدفاع عن أنفسهن، ما يؤكد أن هناك حالة من الانحدار الأخلاقي داخل المجتمع.

 

وتعد جريمة الاغتصاب انتهاكا صارخا لحرية المجني عليها الجنسية وخاصة في حالة الإعاقة وهي تمثل اعتداء على العرض والشرف وتؤدي إلي تحطم نفسية المعتدي عليها وتهديد لحياتها.

واقعة المنوفية

اليوم، ألقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن المنوفية القبض على عامل بقرية كفر هلال التابعة لمركز بركة السبع، محافظة المنوفية، عقب اتهامه باستدراج طفلة معاقة ذهنيًا واغتصابها داخل منزله، وحرر محضر بالواقعة وقررت النيابة توقيع الكشف الطبي على الضحية وحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.

واقعة الشرقية

فى غضون 6 نوفمبر 2016، استغل شاب الإعاقة الذهنية لفتاة جارته بمركز أبوحماد في محافظة الشرقية واغتصبها حتى حملت منه سفاحا، واكتشفت أسرتها حملها بعد عدة شهور فأبلغت الشرطة، التي تكثف جهودها للقبض على المتهم.

واقعة الجيزة

وفى غضون 28 ديمسبر 2014، اقدم أمين شرطة باغتصاب فتاة معاقة ذهنيا «منغولية»، داخل حجز قسم شرطة إمبابة، حيث كشفت التحريات أنه أثناء تواجد الفتاة داخل الحجز، تسلل أمين الشرطة المتهم إلى الحجز، وشل حركة الفتاة، وتعدى عليها جنسيا، وعاشرها معاشرة خاطئة.  

واقعة الدقهلية

 

ألقت الأجهزة الأمنية بالدقهلية القبض على 7 ذئاب بشرية أثناء اغتصابهم لفتاة معاقة ذهنيا أسفل كوبرى سندوب بالمنصورة، وأكدت التحريات أن التهمين تناوبوا على اغتصاب الفتاة وأن الفتاة تدعى «م. ص. ح»، 16 عاما، مريضة نفسيا، وأن شابا يدعى «محمد. ر»، 21 عاما، استدرجها إلى أسفل كوبري سندوب، واغتصبها، وبعدها استدعى 6 من أصدقائها وتناوبوا اغتصابها وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة للتحقيق.

واقعة القليوبية

اكتشف «أب» اغتصاب ابنته المعاقة وحملها في الشهر السابع، حيث تلقى قسم القناطر الخيرية  بلاغا من «أيمن ب» يتهم فيه «سيد ص»، 49 سنة، قهوجي، بالتعدي جنسيًا على ابنته وعمرها 13 عاما معاقة ذهنيا، تحت تهديد السلاح منذ نحو سبعة أشهر، وأنه اكتشف ذلك منذ يومين عقب قيامه بتوقيع الكشف الطبي عليها وتبين أنها حامل في الشهر السابع.

مطالبات بتغليظ العقوبة

من ناحيته، يقول رجب السيد قاسم، المحكم الدولي و الخبير القانوني، أن المشرع المصري حرص علي مكافحة الجريمة من خلال النص على العقوبات في المادة 267 من قانون العقوبات على أنه » من واقع أنثى بغير رضاها يعاقب بالسجن المؤبد أو المشدد، مؤكداَ أنه إذا كان الفاعل من أصول المجني عليها أو من المتولين تربيتها أو ملاحظتها أو ممن لهم سلطة عليها أو كان خادما بالأجرة عندها أو عند من تقدم ذكرهم يعاقب بالسجن المؤبد.

 

«قاسم» أضاف فى تصريح لـ«صوت الأمة» أن عقوبة  جريمة الاغتصاب تشدد إذا اقترنت بإحدى الظروف المشددة الواردة في القانون على سبيل الحصر، وأن هذه الظروف تتحقق إما لتوافر صفة معينة في الجاني أو بسبب ما يتمتع به من نفوذ على المجني عليها فيسيء استعماله.  

وقد رصد المشرع عقوبة السجن المؤبد إذا توافر أحد هذه الظروف. وفيما يأتي نوضح حالات التشديد بشكل تفصيلي.

1 – إذا كان الجاني من أصول المجني عليها.

2 – إذا كان الجاني من المتولين تربيتها أو ملاحظتها.

3 – إذا كان الجاني خادما عند المجني عليها أو عند من تقدم ذكرهم.

 عقوبة الاغتصاب كظرف مشدد في جناية الخطف:

نصت المادة 290 عقوبات على أن كل من خطف بالتحايل أو الإكراه أنثى بنفسه أو بواسطة غيره يعاقب بالسجن المؤبد. ومع ذلك يحكم على فاعل هذه الجناية بالإعدام إذا اقترنت بها جناية مواقعة المخطوفة بغير رضائها.

 

وناشد «قاسم» المشرع المصري للتدخل بتغليظ العقوبة في حال وقوع الجريمة علي احد ذوي الاحتياجات الخاصة لما في ذلك من حماية للضحية من استغلال عدم اكتمال بنيانها الصحي منا ينم عن خسة ووضاعة وعدم مروءة من الجاني.

مطالبات بتشريعات جديدة

فيما، طالبت «يارا أحمد سعد» الخبير القانوني المتخصص فى قضايا الأسرة، بضرورة إصدار تشريعات وقوانين من شأنها تغليظ العقوبة على المعتدين بحق أصحاب الإعاقة سواء كانت ذهنية أو جسدية، وتوفير الحماية الكاملة لتلك الفئة، لضمان توفير حقوقهم كاملة.

 

وأكدت «يارا» فى تصريح خاص  على أن دور الأسرة يأتي في المرتبة الأولى إذ تكون الداعم الأول للشخص المعاق، وأن يتكفل أفرادها بحمايته ورعايته في أي مكان، مشيرة إلى أن غياب دور الأسرة يؤدي إلى شعور المعاق بفقده الداعم الرئيسي له، مما يعطى الفرصة للأشخاص الأخريين للاعتداء عليه.

مساعد وزير الداخلية: الشرطة تحمى المعاقين

 وفى سياق أخر، قال اللواء حسام لاشين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن الدولة تعمل على حماية المعاقين ذهنياَ أو ذوى الاحتياجات الخاصة من خلال الوقوف في وجه المعتدين عليهن، وذلك فى اطار منع حالات الاعتداءات والانتهاكات التي يتعرضن لها على أيدي سائقي التوك توك والميكروباص .

 

وأضاف «لاشين» فى تصريح خاص  أن مدمنى المخدرات هم الذين يقدمون على مثل هذه الأفعال الغير إنسانية، وردد قائلا: «هذه الأفعال تؤكد أن هناك انحدار أخلاقى فى المجتمع لأن المعاق ذهنياَ يحتاج إلى من يساعده ويأخذ بيده إلى بر الأمان»، مؤكداَ أن وزارة الداخلية تقوم بالفعل بتوفير أماكن خاصة لاحتجاز معاقين بأقسام الشرطة لضمان سماع شكواهم فى جو هادىء بعيداً عن حالة التكدس التى تشهدها أروقة الأقسام والقطاعات الشرطية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة